لاشك أن نبأ إسقاط مقاتلتين تركيتين لطائرة سوخوي24 الروسية أثار نوعا من الفزع في المنطقة بأكملها خوفا من نشوب حرب بين الأطراف المتصارعة وذات المواقف المختلفة بشأن النزاع السوري. المقاتلات التركية التي استخدمت في إسقاط الطائرة الروسية علي الحدود السوريةهي في الحقيقة طائرات أمريكية من طراز اف16.. وكما ذكر موقع( جلوبال ريسيرش) فإن إسقاط الطائرة الروسية تم بعلم من الولاياتالمتحدةالأمريكية وبالتنسيق معها باعتبار تركيا عضوا في حلف شمال الاطلنطي( الناتو). ومكمن الخطر هنا هو فحوي معاهدة حلف الناتو التي تنص علي( المساعدة المتبادلة) بين دول الحلف وهي تلزم جميع الأعضاء في الحلف للدفاع عن الدولة التي تتعرض لهجوم فإذا ردت روسيا علي الهجوم التركي بإسقاط طائرة تركية فدول الناتو بما في ذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية ستكون ملزمة بالدفاع عن تركيا. وبالطبع فإن روسيا تعلم ذلك وهذا هو السبب الذي يجعلها حتي الآن غير قادرة علي إسقاط طائرة تركية في المقابل. ولذا اقتصر رد الفعل الروسي علي تهديد تركيا بالعلاقات الاقتصادية بينها وبين موسكو ونشر صواريخ دفاعية. خيارات بوتين هي في الواقع واسعة جدا, علي الرغم من تحمل الجميع المزيد من المخاطر, وليس فقط بالنسبة لروسياوتركيا. يمكن لروسيا أن تواجه تركيا من خلال الساحل السوري حيث يمكنها إغراق أو خطف سفينة تركية في حال دخولها المياه الإقليمية السورية أو المياه الروسية في البحر الأسود التي تقع علي الحدود مع البلدين وربما هناك أوامر لقنص أي مقاتلة تركية تدخل المجال الجوي علي الحدود السورية وهنا لن يتم تفعيل معاهدة الناتو وما يعطي روسيا القوة انها تتحرك داخل سوريا بشكل شرعي بناء علي تفويض من الحكومة السورية لقتال( داعش) وجبهة النصرة المعارضة للأسد والتابعة لتنظيم القاعدة الارهابي. كما يمكن لروسيا أن تقدم دعما ومساعدات للمتمردين الأكراد في كل من سورياوتركيا نفسها والذين يقاتلون القوات التركية. روسيا تعلم أن أسقاط طائرتها فوق سوريا ليس بسبب تركيا بشكل مباشر ولكن بسبب الدفع الامريكي لأنقرة ضد تنامي القوة والنفوذ الروسي سواء علي الصعيد العالمي أو في منطقة الشرق الاوسط. وذكر موقع( جلوبال ريسيرش) أن روسيا لديها الكثير من الخيارات ضد تركيا وحلف الناتو دون أن تندفع الي مواجهة مباشرة مع أوروبا وأمريكا من خلال الحلف.. مع الوضع في الاعتبار أن هناك أشخاص متهورين في الكونجرس الأمريكي ووزارة الدفاع الأمريكية( البنتاجون) وربما حتي داخل إدارة أوباما التي ينتشر فيها المحافظين الجدد الذين يسعون لمثل هذه المواجهة المجنونة مع روسيا. ويضاف الي ذلك أن روسياوالصين أصبحا أقرب بكثير خلال الأعوام الأخيرة سواء علي المستوي السياسي او الاقتصادي أو العسكري بما يمكنهما من تشكيل ضغط علي الولاياتالمتحدة في بحر الصين الجنوبي. وبين كل هذه الاتجاهات الخطيرة من الصعب التكهن الي أين ستسير الامور خاصة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الصعب أن يمر حادث اسقاط الطائرة الروسية دون عقاب.