بعد أن استطاعت الهروب من أسر التنظيم الإرهابى "داعش" ومواجهة الصعاب، قامت بإرسال دعوة لمصر لاستضافتها لتحكى قصتها مع للشعب المصرى وتروى ما يقوم به التنظيم فى الأطفال والنساء الأبرياء تحت راية قواعد الإسلام. تلك الفتاة هى الإيزيدية نادية مراد التى تم اختطافها من قبل تنظيم داعش الإرهابى وقام بارتكاب محارم الدنيا معها باغتصابها أمام الأطفال ومع كل من تم اختطافهم معها تحت راية تطبيق الدين الإسلامى والإجبار على دخول الإسلام. ومع وصولها للقاهرة، استقبلها الرئيس عبدالفتاح السيسى وأكد لها أنها فى منزلة ابنته وسيسعى على القضاء على التنظيمات الإرهابية التى تقضى على البشر من غير ذنب تحت توجهات الدين الإسلامى. كما استقبلها فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر فى مقر المشيخة، معربا عن تعاطفه الكامل ومساندته الكبيرة لها ولكل مواطنيها ضد التنظيم الإرهابى. كما أكد شيخ الأزهر، أن الأزهر يعمل ليلا ونهارا من أجل نشر الدين الإسلامى الواسطى من خلال إرسال قوافل دينية فى العديد من الدول لتعليم الدين بطريقة صحيحة للقضاء على الأفكار المتطرفة التى يتزعمها التنظيمات الإرهابية وفى مقدمتهم داعش. ثم احتضنت الجامعات الفتاة الإيزيدية منها جامعة القاهرة وعين شمس، ففى جامعة القاهرة وسط حضور الدكتور أشرف الشيحى وزير التعليم العالى والبحث العلمى وحضور طلابى كبير حكت الفتاة ما تعرضت له. وقالت فى جامعة القاهرة، إنها جاءت لمصر لتقص على شعبها الكريم قصتها المريرة التى عاشتها مع التنظيم الإرهابى واختطافها من قبل التنظيم، مشيرة إلى أن قصتها مر بها كافة الشعب الإيزيدي الذى يعيش إبادة جماعية. وأضافت نادية مراد، أنها طلبت دعوة من المملكة العربية السعودية لتحكي على الشعب السعودى قصتها؛ لكنها رفضت، فطلبت من الشعب المصري فلبى الدعوة على الفور لتحكي مأساتها التى عاشتها. وقال الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، إننا نشعر بالخزي والعار من الجرائم التي يرتكبها التنظيم الإرهابى "داعش" دون التصدي لهذا التنظيم الغاشم الذى يرتكب أفظع الجرائم دون رحمة. وأضاف نصار، أنه لايوجد دين يسهل انتهاك الشرف والاغتصاب بهذه الطريقة، موجهًا حديثه للفتاة الإيزيدية: صرختك يا ابنتى لا يمكن أن تداويها كلمات، ولا نعتذر لها، ولكن تداويها الأفعال، ومن هنا أدعو الجميع للتضامن معك، وهى صرخة أصبحت ضمير كل إنسان حر فى هذا العالم، وإنما العالم كله، وأؤكد لك أن جامعة القاهرة ستعمل جاهدة أن تحمل هذه الصرخة للعالم بأجمعه. وأشار نصار باكيًا فى كلمته متأثرًا بكلمات الفتاة الإيزيدية، إلى أن الله سبحانه وتعالى خلق العالم أطيافًا من الهمجية والظلم والجور، قائلاً: لكنني أعتقد أن ما يحدث الآن قد حدث قبل ذلك، ويحدث الآن من قبل هؤلاء الذين يعيشون من غير شرف فى إشارة منه للتنظيم الإرهابي. وتابع: أعلن من هنا فى جامعة القاهرة التضامن معك يا ابنتي الغالية، وسنحمل هذه القضية التى تحملها مصر بأكملها بداية من رئيسها الذى حذر مرارًا وتكرارًا من هذه التنظيمات الإرهابية، مطالبًا العالم كله بالوقوف بجوارك وبجوار شعبك. وأكد رئيس جامعة القاهرة قائلًا: ندافع عنك وندافع عن العالم بأكمله ونحن أيضًا ننقل هذا الحزن، وسوف نوظفه فى المحافل العربية والأوروبية للوقوف بجانبك وبجانب شعبك. وأشارت نادية إلى أنها واحدة من الآلاف التى تنتهك داعش شرفهم وحريتهم، لافتًا إلى أنها ضحية إرهاب يرتكب جرائمه تحت راية الإسلام. وأوضحت الفتاة الإيزيدية، أن التظيم الإرهابى داعش يرتكب جرائمه ويغتصب النساء ثم يقوم بعد ذلك للصلاة دون مراعاة حرمة الدين الإسلامي. وطالبت نادية من جامعة القاهرة طلابها بوقفة مليونية للتنديد بجرائم داعش وإعلاء كلمة الإسلام وكذلك جميع الشعوب العربية. ثم قالت إن التنظيم الإرهابى "داعش" ينتهك كل الجرائم تحت زعم تطبيق الدين الإسلامى، مشيرة إلى أن الإيزيديين يهربون من الإبادة التى يرتكبها التنظيم الإرهابى. وقالت إن داعش جمع ما يقرب من 1700 من النساء والرجال وخطفوهم بالإكراه ليرتكبوا كل محارم الدنيا. وأضافت نادية مراد، أن التنظيم فصلها عن أمها واقتادوها مع 18 إمرأة وقتلوهن وقتلوا أمها دون تفرقة بين أعمارهن وأجسامهن، موضحة أن 12 شخصًا قاموا باغتصابها بعد أن قام شخص يدعى الحاج سلمان بأخذى فى بادئ الأمر وقام باغتصابها ثم قام بعد ذلك يقوم ببيعها وباقي السبايا لآخرين. وقالت الفتاة الإيزيدية، "مجتمعى مشرد ومن هنا من أعرق الجامعات فى الشرق الأوسط أطلب المساندة والدعم لمواجهة التطرف والإرهاب الذى تعيشه بلدتى، مؤكدة أن ما يقرب من 100 إيزيدى لقوا حتفهم فى بحر إيجه بعد هروبهم من التنظيم الإرهابى". وفى جامعة عين شمس، أعلن الدكتور حسين عيسى رئيس الجامعة عن تقديم منحة تعليمية مفتوحة فى مجال دراسة التاريخ للفتاة العراقية لتحقق حلمها وتصبح مدرسة تاريخ. وعبرت الفتاة العراقية نادية مراد عن سعادتها باستضافة جامعة عين شمس لها، مشيرة إلى أنها فرصة لتوضح للطلاب والشباب الجرائم التى يرتكبها تنظيم داعش فى حق المواطنين الأبرياء باسم الدين الإسلامى، ومؤكدة أن ما لاقته من سماحة المسلمين فى مصر يؤكد رفض الدين الإسلامى لهذا الفكر المتطرف وأن هذا التنظيم لا يعبر عن الدين الإسلامى بأى شكل. وقدم الدكتور حسين عيسى درع الجامعة للمواطنة نادية مراد تقديرا لشجاعتها وصمودها وإصرارها على توصيل رسالتها ومواجهة الفكر الإرهابى لتنظيم داعش، كما سلمها رئيس اتحاد طلاب كلية التجارة درع الكلية تعبيرا عن تضامنهم الكامل معها ورفضهم لهذا الفكر المتطرف.