واصل بركان جريمسفوتن الأيسلندي صباح الإثنين قذف سحابة كثيفة من الرماد، بالرغم من أن نشاطه تراجع بالنسبة لصباح الأحد، مثيرا مخاوف في أوروبا الغربية من تكرار الفوضى العارمة التي أثارها بركان ايافيول قبل عام في حركة الملاحة الجوية. وقال عالم الفيزياء الأرضية اينار كيارتانسون من معهد الأرصاد الجوية الأيسلندي لفرانس برس إن "الاختصاصيين يقولون إن الرماد قد يتجه نحو أوروبا في وقت لاحق هذا الأسبوع، لكن هذا مجرد احتمال، ليس مؤكدا". وأوضح خبير الأرصاد الجوية بيتور اراسون"أن الرياح على ارتفاع منخفض.. تهب بقوة في اتجاه بريطانيا، لكنها على ارتفاع أعلى تتجه نحو الشمال الغربي". وحذر من أن الرماد في "النصف الأسفل" من السحابة قد يؤثر على حركة الملاحة الجوية في أوروبا خلال الايام المقبلة. وأكد سكرتير الدولة الفرنسي لشئون النقل تييري مارياني أنه "في اليوم الذي يطاول فيه (الرماد) أوروبا، سوف يتم إلغاء رحلات"، غير أن منظمة يوروكونترول الأوروبية لسلامة الطيران أفادت أنه "من غير المتوقع اتخاذ أي إجراءات لإغلاق المجال الجوي" الإثنين والثلاثاء خارج أيسلندا. وفيما أعلنت جونلاند إغلاق قسم من مجالها الجوي وعلقت النرويج رحلاتها مع أرخبيلها سفالدبارد (شبيتزبرغ) في القطب الشمالي، أعلنت هيورديس غودموندسدوتير المتحدثة باسم سلطات المطارات والمرافئ الأيسلندية (ايسافيا) لفرانس برس أن أيسلندا التي أغلقت مجالها الجوي منذ الأحد قد تعيد فتح مطارها الدولي ريكيافيك-كيفلافيك خلال النهار أو في المساء. وقالت "سنعرف المزيد بهذا الصدد ظهرا (12:00 تغ) عندما نتلقى معلومات جديدة حول سحابة الرماد". وتقع أيسلندا على مسار بعض خطوط الرحلات العابرة للأطلسي، غير أن الإلغاء لم يطاول منذ الأحد سوى الرحلات من الجزيرة وإليها. ودخل بركان جريمسفوتن الذي يعتبر أنشط البراكين الأيسلندية منذ السبت اعنف ثوران يعرفه منذ ما لا يقل عن قرن فقذف سحابة من الدخان والرماد ارتفعت في الساعات الأولى إلى علو عشرين كيلومترا. وقال كيارتنسون إن البركان "ما زال ناشطا (صباح الإثنين) وأن كانت قوة الثوران تراجعت بالنسبة إلى صباح امس (الأحد)، الا انها بالمستوى الذي كانت عليه الليل الماضي". وأكد ارسون أن "السحابة ظلت ثابتة على علو 10 كلم طوال الليل". وأضاف كيارتنسون أن الرماد "انتشر فوق جزء كبير من البلاد" وصولا إلى العاصمة الواقعة على مسافة 400 كلم غرب الفوهة. وقال إن ثورة البركان قد تستمر "أسبوعا او أسبوعين" مؤكدا انه "من المستحيل" التكهن بهذه الفترة بشكل دقيق. وكانت حالات الثوران الأخيرة التي سجلها بركان جريمسفوتن قصيرة وقد تراجعت شدتها بسرعة بعد الساعات الأولى. أما الثوران الذي بدا السبت فكان بالغ الشدة وسرعان ما غطت طبقة كثيفة من الرماد المنطقة المحيطة بالبركان. وقال كيارتنسون إن "انقشاع الرؤية في قرية كركيوبياركلاوستور (حوالى 70 كلم من الفوهة) محدود جدا وكذلك في جزر وسلمان" جنوب شرق أيسلندا. وبحسب الملاحظات الأولية، فان الرماد المنبعث من جريمسفوتن أكثر ثقلا من رماد بركان ايافيول ويترسب أرضا بالتالي بسرعة اكبر. غير أن البورصات الأوروبية أظهرت قلقًا حيال ثوران البركان خشية تكرار الوضع الكارثي الذي شهدته القارة قبل عام حيث أعلن عن أكبر إغلاق للمجال الجوي الأوروبي خارج حالات الحرب مع إلغاء أكثر من مئة ألف رحلة وبقاء أكثر من ثمانية ملايين مسافر على مدى شهر عالقين في المطارات. وفي بدء المداولات في البورصات الإثنين تراجع سهم شركة لوفتهانزا الألمانية، الأولى في أوروبا، بأكثر من 4% مقابل تراجع 4% لشركة اير فرانس-كاي ال ام، وأكثر من 3.5% لشركة آي آيه جي (بريتيش ايروايز وايبيريا)، و3.0% لشركة اي ايه اس و2.6% لشركة فينار.