التقى الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، على هامش قمة البيت الأبيض لمكافحة عنف التطرف، مع بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، حيث تناول الاجتماع التطورات التي استجدت في المنطقة العربية، وعلى نحو خاص الوضع في ليبيا، والقضية الفلسطينية والأحداث في اليمن، خاصة مع تصاعد العمليات الإرهابية، وما تمثله من مخاطر جدية على الأمن والسلم الدوليين. وأكد الدكتور نبيل العربي على أهمية إيجاد حل سياسي عاجل لقضايا الصراع في ليبيا ، وتوحيد كافة الجهود المبذولة لحل الصراع تحت إشراف ممثل الأممالمتحدة، وتشجيع أطراف الصراع على الحوار الجاد، والتوصل إلى توافق سياسي يكفل تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا والمنطقة، وإعادة الحياة الطبيعية في ليبيا، وإعادة بناء مؤسسات الدولة؛ والعمل على إنهاء الإرهاب والتطرف بكل أشكاله وصوره. وشدد الأمين العام على ضرورة أخذ عامل الوقت بعين الاعتبار، وضرورة إنهاء الأزمة الليبية في القريب العاجل، ومنع التدهور الأمني وعدم انتقاله إلى دول الجوار، كما حدث في سوريا التي لم يتخذ مجلس الأمن بشأنها القرارات اللازمة منذ ثلاث سنوات. وعلى صعيد التطورات في عملية السلام، أكد الأمين العام على أن الوقت قد حان لإرساء السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، وحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية. وأشار الأمين العام إلى أن المطلوب الآن، هو إيجاد الآليات القادرة على تنفيذ قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة بقضايا الصراع في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، وعلى نحو خاص القرارين 242 و338. وفي هذا الإطار، أكد الدكتور نبيل العربي على عدد من التدابير والإجراءات التي تشكل إطارًا ملائمًا لإيجاد آليات فعالة قادرة على تحقيق السلام. واتفق الأمينان العامان على مواصلة المشاورات بينهما ومع الدول المعنية للتوافق حول أفضل الآليات التي تتيح تحقيق السلام وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الوطنية الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية. وأشار الدكتور العربي لتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة ، والمعاناة اليومية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة خاصة النساء والأطفال وضرورة إنهاء هذه المعاناة وأهمية الالتزام بالتعهدات الدولية لإعادة إعمار غزة وتسهيل الحياة لسكانها. كما أشار الدكتور العربي أن تدهور الأوضاع المعيشية والحياة العامة لا يتوقف على قطاع غزة بل يمتد ليشمل المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية، الأمر الذي يؤكد مجددا على ضرورة إنهاء الاحتلال وإنهاء جميع آثاره. كما شملت مباحثات الأمينين العامين، تطورات الأوضاع في اليمن، ودعم الجهود التي يبذلها مبعوث الأممالمتحدة لليمن، والعودة إلى المسار السياسي وفقا لمبادرة مجلس التعاون الخليجي، وتحديات الحوار اليمني، وطالب الحوثيين بضرورة العودة للمسار بالاستجابة إلى قرار مجلس الأمن وإطلاق سراح الرئيس عبد ربه هادي وممن هم تحت الإقامة الجبرية والانسحاب من كافة الأجهزة الحكومية. وأتفق الأمينان العامان على مواصلة مشاوراتهما في قضايا مواجهة الإرهاب، والتنسيق الوثيق في الموضوعات ذات الصلة بالإجراءات والتدابير المتخذة حول أفضل السبل لمواجهة الإرهاب. وأطلع الأمين العام بان كي مون على الجهود التي بذلتها جامعة الدول العربية في هذا المجال، مؤكدًا على أن القمة العربية القادمة التي ستنعقد في غضون شهر، ستبحث على نحو معمق الآثار الخطرة التي يمثلها الإرهاب لجميع دول المنطقة العربية والعالم، هذا وسينظر القادة العرب في اتخاذ القرار المناسب وفقًا لمعاهدة الدفاع العربي المشترك لعام 1950 وبروتوكولاتها. وفي ختام اللقاء، أكد الأمينان العامان على متابعة مشاوراتهما في القضايا مثار البحث.