دعا وزير الخارجية الليبي محمد الدايري الدول العربية إلى المبادرة في رفع حظر التسلح عن الحكومة الليبية في حال رفض مجلس الأمن تعديل هذا الحظر الدولي الذي يشمل كل ليبيا بموجب قرارات سابقة للمجلس. ووجه الدايري في تصريحات لصحيفة"الحياة"اللندنية الصادرة اليوم الجمعة انتقادات إلى الدول الغربية ومن بينها إيطاليا، بسبب تجاهلها التهديد الذي يشكله تنظيم داعش وأنصار الشريعة والتنظيمات المرتبطة به على ليبيا وجوارها وصولاً إلى أوروبا. وشدد على أهمية "الإسراع في دعم قدرات الجيش الليبي" مؤكدا وجود "تنسيق عسكري كامل مع مصر" وأن الضربات الجوية المصرية في ليبيا تتم بطلب من الحكومة الليبية، مشيراً إلى أن الجيش الليبي يتلقى الدعم من مصر و السعودية والإمارات . غير أن الدايري نفى أن تكون لمصر "في هذه المرحلة" أي قوات برية في ليبيا مشيرًا إلى "أننا نرحب بالدعم العسكري الجوي لقدرات سلاح الجو الليبي وقد نضطر إلى طلب ضربات محددة من سلاح الجو المصري لمحاربة داعش لكننا في هذه المرحلة لم نطلب أي تدخل أرضي للجيش المصري". وأشار إلى أن إيطاليا تراجعت عما أعلنته عن استعدادها للتدخل العسكري في ليبيا بسبب "طرح غربي" يعتبر أن "حل أزمة الإرهاب في ليبيا يرتكز أساسًا إلى حكومة وفاق وطني". . وشدد الدايري على ضرورة العمل على "خطة أممية لاستتباب الأمن وإعادة الاستقرار إلى ليبيا" تسير في موازاة الجهود السياسية للأمم المتحدة ومبعوثها برناردينو ليون الهادفة للوصول إلى حل سياسي "وهو سياسي فقط ولا يوجد أي حل عسكري للأزمة التي تفصلنا عن أشقائنا في فجر ليبيا". وأكد أن حكومته لم تطلب تشكيل تحالف دولي أو خارجي لمحاربة التنظيمات الإرهابية في ليبيا. لكنه أوضح أن الحكومة "تطالب بدعم قدرات الجيش الليبي في هذه الفترة" محذراً من أن"ترك الحبل على غاربه "قد يدفع ليبيا لتصبح ساحة أكبر لتنظيم «داعش» مما هي الحال عليه في سورية والعراق الآن، وربما تكون هناك أخطار أكبر على ليبيا ودول الجوار وأوروبا". وقال إن الجيش الليبي يستطيع دون تدخل خارجي مواجهة التنظيمات الإرهابية في ليبيا لو رفع حظر التسلح عنه إذ إن أعداد مقاتلي داعش في ليبيا" ليست كبيرة، وهي أقل من عشرة آلاف". وأوضح أن الإرهاب في ليبيا"ليبي وعربي ودولي" وأن"مجموعات من تنظيم بوكو حرام ألقي القبض عليها في ليبيا إضافة إلى نشاط داعش الذي يتصل بتنظيم واحد من العراق وسورية إلى ليبيا ومالي ونيجيريا. وقال الدايري إن «إعادة البناء السياسي والقانوني والاقتصادي والاجتماعي في ليبيا لا يمكن أن تنجح دون محاربة الإرهاب لأن داعش وصل إلى قلب العاصمة طرابلس بعد درنة وبنغازي. وشدد على إن دولًا عربية بينها الجزائر وتونس، ودولاً غربية، تدعو الى «إخراج ليبيا من مأزقها الحالي بتشكيل حكومة وفاق وطني» وهم «يعتقدون أن هناك عصا سحرية ستأتي بها هذه الحكومة». وأشار "مع الأسف" إلى أن قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي تحفظت عن بعض بنود قرار جامعة الدول العربية الأخيرة الصادر منتصف يناير الماضي الذي دعا إلى دعم الحكومة الليبية. يشار إلى أن ليبيا يعصف بها القتال والفلتان الأمني وتتنازع على إدارتها حكومتان وبرلمانان منذ سيطرة ميليشيات فجر ليبيا على العاصمة طرابلس في أغسطس الماضي. وتتخذ الحكومة المؤقتة بقيادة عبد الله الثني ومجلس النواب المعترف بهما دوليًا من طبرق مقرا لهما فيما تتخذ حكومة الإنقاذ بقيادة عمر الحاسي والمؤتمر الوطني العام (البرلمان) المنتهية ولايته من طرابلس مقرا لهما.