بحثاً عن الآمال والطموحات والرغبات المستحيلة يجازف آلاف الشباب بأرواحهم بالهجرة غير الشرعية فى "قوارب الموت"، أملا فى عبور مياه البحر المتوسط، والوصول إلى الشاطئ الأوروبي، هربًا من البطالة وضيق العيش. الهجرة غير الشرعية.. رحلة الموت لشباب مصر هربًا من البطالة والضياع، وسقوطًا في عمليات نصب من سماسرة الهجرة، أو رصاصة من قوات حرس الحدود. في إطار زيارة رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي دولة إيطاليا التي تجرى حاليًا، رصدت "بوابة الأهرام" أهم المطالب العمالية للقضاء على الهجرة غير الشرعية وتقنينها وتحديد إطار قانوني يمنع غرق الدم المصري في عرض البحر المتوسط. أكد جبالي المراغي، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، أن ملف الهجرة غير الشرعية من أصعب القضايا التي تواجهها مصر، خاصة في القري والريف المصري الذي ينتشر به أعمال النصب على البسطاء بإقناعهم بالتسفير للدول الأجنبية دون ورق رسمي، ووسيلة سفر غير آمنة بالمرة. أوضح أن الاتحاد العام تعرض لكثير من هذه المشكلات بمحافظات مثل الدقهلية، والفيوم، وكفر الشيخ، وغيرها، وتم تقديم التوعية والتثقيف للشباب من خلال مكاتب الاتحاد بالمحافظات المختلفة لتوعيتهم بخطورة هذا الأمر. طالب المراغي من رئيس الجمهورية بأن يتعرض لهذا الملف ويناقشه أثناء زيارته بإيطاليا التي تعد من أكثر الدول عرضة لهذا الأمر، مشيرًا إلى أنه لابد من وضع حلول جذرية لمنع شبابنا من التضحية بأرواحهم من أجل حياة كريمة. توافق معه عبدالمنعم الجمل، نائب رئيس اتحاد العمال، رئيس النقابة العامة للعاملين بالبناء والأخشاب، في نفس الأمر مناشدًا عبدالفتاح السيسي بضرورة مناقشة ملف الهجرة غير الشرعية مع السلطات الإيطالية التي يهاجر إليها بشكل غير شرعي آلاف من الشباب التي تتراوح أعمارهم ما بين (15-30) عامًا. وأوضح الجمل، أن هناك من يستغل بطالة الشباب ويخدعوهم بتوصيلهم إلى دول أجنبية يستطيعون العمل بها مقابل مبالغ نقدية تتراوح بين (30-60) ألف جنيه، ولا يدرك الشاب أنه يدفع ثمن شراء تذكرة موته غارقًا في مياه البحر، أو عودته مرحلا نظرًا لعدم وجود أوراق رسمية. وأكد الجمل، أن بحث الشباب عن وسائل الكسب السريعة وانعدام فرص العمل في القري والريف، وارتفاع البطالة أدى إلى التفكير في الهجرة غير الشرعية، والمخاطرة بالصعود لقوارب متهالكة بأعداد كبيرة من أجل كسب سريع. كانت السلطات الإيطالية قد أنقذت منذ أيام 900 شخص جاءوا عن طريق ليبيا في مراكب هجرة غير شرعية، فضلا عن غرق آخرين أثناء محاولة دخولهم سواحل إيطاليا، فضلا عن نقل أكثر من 400 مهاجر غير شرعي لبلادهم الأسبوع الماضي. تم ضبط أيضا يخت مكتظ بعدد كبير من المهاجرين يسير في مسافة 6 أيام من تركيا، تحت شعار إيطالي مزيف، وكان على متنه أطفال تم نقل 4 منهم إلى المستشفى بعد نزولهم من المركب، واعتقلت الشرطة ربان اليخت للاشتباه بقيامه بالاتجار بالبشر. وفسر مجدي البدوي، المتحدث الرسمي لاتحاد العمال، أن سبب إقبال المصريين للهجرة إلى إيطاليا يرجع إلى تشابه المهن هناك مع المهن المصرية مثل أعمال الزراعة، والنجارة، والأثاث، موضحًا أن أكثر الشباب المهاجرة لإيطاليا من القري والريف لذلك أعمال الزراعة تناسبهم جدا هناك. وأشار البدوي إلى أنه لابد من تقنين عمليات الهجرة غير الشرعية ووضعها في إطار رسمي وقانوني موضحًا أن إيطاليا بها عدد كبير جدا من العمالة غير المصرية لابد من تقنين أوضاعهم وضمان حقوقهم مثل الصيادين، وعمال الجمع الزراعي المنتشرين بكثرة هناك. لفت أيضا إلى أنه كان لدينا اتفاقية لتنظيم هذه العمالة وتقنين أوضاعها منذ عهد عائشة عبدالهادي، وزير القوى العاملة الأسبق، ولكن بعد الثورة توقفت كافة الاتفاقيات ووضعت في طي النسيان. وطالب البدوي، بضرورة أن يكون ملف الهجرة غير الشرعية على رأس أولويات الملفات التي سيناقشها رئيس الجمهورية خلال زيارته لإيطاليا، مؤكدًا ضرورة أن يكون هناك إطار قانوني يعمل من خلال العمال المصريين هناك، فضلا عن حماية الشباب المصري من التضحية بأرواحهم من أجل لقمة العيش.