تخطفك عدسات أحمد مدحت السريعة في "الصياد"..وتبهرك إضاءة ورقي شادي الفخراني في "دهشة"، تتعجب من قدرة وموهبة كاملة أبو ذكري في أن تجعل كل أبطال مسلسلها "سجن النسا" يقدمون ملحمة درامية متكاملة الأحساسيس والمشاعر، ويدهشك خالد مرعي بالتركيز في تقديم دراما الغموض ذات الطبيعة الخاصة واضعًا نفسه في تحد للعام التالى من خلال مسلسله "السبع وصايا" وغيره من الكثير والكثير. استطاع كثير من مخرجي الدراما هذا العام وضع بصامتهم هذا العام في الأعمال التي قدموها، ليؤكدواأن مقومات النجاح أصبحت بعيدة عن التركيز على النجم الأوحد بل إن عناصر العمل جميعها وعلى رأسها المؤلف والمخرج هي التي تكلل نجاح الأعمال. تأتي في مقدمة المخرجين هذا العام كاملة أبو ذكري، بمسلسلها"سجن النسا" والتي استطاعت من خلاله أن تجذب الأنظار إليها منذ الحلقة الأولى للعام الثاني على التوالي بعد نجاحها في العام الماضي من خلال مسلسلها "ذات"، تتألق المخرجة في توصيف جميع الشخصيات واختيار وجوه جديدة تضعها في أدوار جديدة من نوعها مثل دنيا ماهر التي قدمت شخصية "حنان" وأثارت إعجاب الجميع، أو أحمد داوود "صابر" الذي أعادت اكتشافه من جديد. تظهر كاملة خلال الأحداث طبيعة الشارع المصري بفئاته كما هو على أرض الواقع دون تجميل، معبرة عن ذلك بشكل الحارة الشعبية البسيطة، وطريقة حديث وأكل أبنائها، حتى في أدق التفاصيل كتسريحة شعر البنات "الذي جاء مجعدًا" أو ظهورهم دون مكياج. أما شادي الفخراني فهو دائمًا صاحب المهمات الصعبة، لديه أسلوب مميز وخاص، مبهر في تجسيد صور القري في المساء تحديدًا وكأن من يشاهدها يشاهد "تابلوه" مرسوم مكتمل الألوان، وإن كان شادي هذا العام يدخل في أكثر من تحد مع نفسه بمسلسله "دهشة" أولها أنه التجربة الثانية له بعد مسلسله "الخواجة عبد القادر" والذي حقق من خلاله نجاحًا كبيراً، مرورًا بأن المسلسل مستوحي من قصة "الملك لير" وهو ما يعنى صعوبة إدارة نص أدبي في إطار مسلسل تلفزيوني مطول جميع شخصياته تحتوى على تفاصيل دقيقة تجبرك على متابعتها بتأمل. أما أحمد مدحت فيظهر تألقه في إخراج مشاهدالأكشن والمطاردات السريعة ضمن أحداث مسلسله "الصياد" بشكل يتناسب مع طبيعة القصة يقف في منطقة وسط، يقترب من الشكل المصري ولا يحمل خيال ما نشاهده في الدراما الأجنبية، كل ذلك محمل بشكل إضاءة جديد يتلائم مع شكل الأحداث المقدمة. خالد مرعي يحمل مهامًا صعبة في "السبع وصايا" للعام الثاني من خلال تقديمه لتركيبة درامية تحمل كثيرًا من الغموض من ناحية، وإدارة مجموعة كبيرة من الفنانين داخل عمل واحد في شكل العمل الجماعي، ليضع لمساته في خروج العمل في صورة مبهرة تحمل أداء جذابًا لأبطاله، مع مجهود واضح في اختيار الأماكن وأشكال البيوت. وإن كان مسلسل "السبع وصايا" تجربة أكثر صعوبة من "نيران صديقة" ل خالد مرعي، خصوصًا وأنه يخاطب الضمير في الكثير، ويطلق العقل نحو التفكير في غير المألوف مما يحمل معه صعوبة. وبرغم كل الانتقادات التي وجهت ل "سرايا عابدين" نظرًا لضعف أحداثه، إلا أن بصمة مخرجه عمرو عرفه في خروج صورة مبهرة، تجذب الأنظار لعالم القصور والباشوات الذي لم يعيشه إلا القلائل، إضافة إلي جهد كبير يظهر في إدارة فريق كبير من الفنانين والمجاميع التي تظهر في أحداث العمل. كذلك تألق عادل أديب في رسم صورة راقية لأحداث مسلسله "جبل الحلال"، أعاد من خلالها الساحر محمود عبد العزيز إلى الأنظار وعلى القمة من جديد، ولعل الإبهار الأكبر في إظهار إضاءة وشكل منزل أبو هيبة تاجر السلاح الذي يجمع بين القوة والطيبة، هذا بالإضافة إلى اختياره لوجوه يعيد اكتشافها من خلال شخصة "كين" التي يقدمها الفنان طارق لطفي وتجسد رمزًا صريحًا للشر.