استأنف وزير السياحة منير فخري عبدالنور، لقاءاته في العاصمة الألمانية برلين، وذلك قبل توجهه إلى موسكو للمشاركة في الملتقى السياحي الحكومي (إنتور). أجرى الوزير مجموعة من اللقاءات الإعلامية والمهنية مع شركات (توى وفيرجين هوليداى وسيشنسلاند وريوى واودون)، بالإضافة إلى إدلائه ببعض الأحاديث الإعلامية مع التليفزيون الألماني والصحف، فضلا عن مشاركته في المؤتمر الصحفي لمنظمة السياحة العالمية، كما التقى الوزير بجمعية الصداقة البرلمانية الألمانية وسكرتير عام منظمة السياحة العالمية الدكتور طالب الرفاعي. وأكد الدكتور الرفاعي في لقائه مع الوزير على أن السياحة أحد أهم موارد الدولة الاقتصادية، مضيفا أنها المرة الأولى التي يشارك فيها الوزيران المصري والتونسي مهدي حواس في بورصة برلين الدولية، بعد التغييرات التي مرت بها بلديهما. ومن جانبه، أكد الوزير المصري أن بلاده تشهد تحولات سياسية فجرتها ثورة 25 يناير، التي خرج منها المصريون أكثر ثقة بقدرتهم على تحمل المسئولية وأكثر التزاما بتحقيق الديمقراطية في البلاد، كما تعهد بتقديم الدعم المطلوب للقطاع الخاص وحماية الشركاء وصناع القرار فيه، وكذلك بذل كل الجهد لتحسين الخدمات وحماية تلك الصناعة المهمة. بدوره أكد الوزير التونسي على التحول الذي يشهده حوض البحر المتوسط، والمسئوليات الجسيمة التي تقع على عاتق القطاع السياحي في كل من مصر وتونس في هذه الفترة. وأكد وزير السياحة منير فخري عبدالنور خلال لقائه مع جمعية الصداقة البرلمانية الألمانية، الذي شارك فيه برلمانيون ألمان من الحزب البرلماني الحر، وحزب الخضر، والحزب الاشتراكي، على أهمية التواجد المصري في بورصة برلين .. مشيرا إلى تقديره للمساندة الألمانية لمصر. كما أكد على أن الطريق نحو الديمقراطية ليس سهلا إلا أن الشعب المصري حريص كل الحرص على إحداث تغييرات جذرية من شأنها تحسين الأوضاع في البلاد في كافة المناحي. وأشار إلى أن مصر تقدر موقف الحكومة الألمانية، حيث قام وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله على رأس وفد رفيع المستوى بزيارة مصر، كما قام بزيارة ميدان التحرير، تأكيدا على تضامن الحكومة الألمانية مع الشعب المصري، وتجلى ذلك في قيام ألمانيا برفع الحظر عن زيارة مصر. وشدد وزير السياحة على أهمية رفع ضريبة البيئة التي فرضتها السلطات الألمانية على المسافرين إلى مصر والتي تم تقديرها على أسس مختلفة لمقاصد سياحية آخرى حيث تصل إلى 8 يوروهات على السياحة المتجهة إلى تركيا وتونس على سبيل المثال، بينما تصل الضريبة إلى 28 يورو على السياحة المتجهة إلى المقصد المصري وهو ما يجب أن يتم تعديله. ولفت خلال الاجتماع إلى لقائه بنائب وزير الاقتصاد الألماني مرتين مؤخرا حيث أبدى الأخير اقتناعه بمشروعية الطلب المصري والذي سيتخذ البرلمان الألماني قرارا بشأنه، مؤكدا مجددا أهمية المساندة الاقتصادية لمصر خلال هذه الفترة الصعبة. ومن جانبه أكد رئيس جمعية الصداقة البرلمانية الألمانية على أن النقاش سيستمر بخصوص هذا الشأن في البرلمان ووعد بأن تقوم اللجنة المالية في البرلمان الألماني بدعم هذا الأمر. وعرض رئيس الجمعية تقديم الخبرة الألمانية في عملية تأسيس الأحزاب في مصر، حيث أشار الوزير المصري إلى أن بلاده تمر بمرحلة انتقالية حرجة وأن هناك عدة قوانين يتم تعديلها بما فيها قانون الأحزاب، وقانون البرلمان الذي يعرِف النظم الانتخابية الذي سيتم العمل بها في الانتخابات القادمة، موضحا أن تشكيل أحزاب جديدة كان مقيدا في مصر، إلا أن البلاد ستشهد خريطة حزبية جديدة خلال الفترة القادمة بعد الثورة التي قادها الشباب المصري بمختلف أفكاره ومدارسه. واقترح وزير السياحة منير فخري عبدالنور خلال اللقاء مع جمعية الصداقة البرلمانية الألمانية تبادل الخبرات من خلال الجمعيات الأهلية والاتصال بين الأحزاب، حيث إن هناك مؤسسات ألمانية مستقلة لها مكاتب في مصر، ويمكن أن تقدم مقترحاتها من خلال عقد ورش عمل تمثل التعددية وتتمتع بالاستقلال التام في عروضها. وفي ختام الاجتماع أكد وزير السياحة على ضرورة مساندة الألمان للسياحة المصرية لأن التعاون الاقتصادي والسياحي، سيسهم حتما في حل العديد من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، التي تعاني منها البلاد. وشدد الوزير في نهاية لقاءاته على رغبة الحكومة المصرية في ضمان الاستقرار الاقتصادي، مؤكدا على دور السياحة الرئيسي في هذه المنظومة وإسهاماتها في توفير فرص العمل، حيث يتعين توفير 700 ألف فرصة عمل سنويا، تسهم السياحة في الجزء الأكبر منها من خلال الاستثمارات وزيادة أعداد السائحين التي تكفل خلق مناخ ملائم لتحقيق تلك الأهداف. وقد أقام المكتب السياحي المصري في ختام المعرض احتفالية في الجناح المصري في أرض المعارض، شارك فيها وزير السياحة منير فخري عبدالنور، والسفير المصري في برلين رمزي عز الدين وأعضاء الوفد المصري بالكامل، بالإضافة إلى السياحيين العارضين ومجموعة من الحضور الألماني حيث تم توزيع أعلام مصر وعرض مجموعة من أغاني الثورة وفيلم تسجيلي يضم ملخصا لصور ميدان التحرير، وقد تجاوب الحضور من الألمان بقوة مع أغاني الثورة وهتفوا (مصر .. مصر) واحتفلوا مع المصريين بنجاح الثورة.