قالت الدكتورة منى مينا، أمين عام النقابة العامة للأطباء، إنه كلما تصاعدت مطالبات الأطباء، بإصلاح أوضاعهم غير المطاقة، تصاعدت أمامهم نغمة التشهير بالأطباء، المهملين، الطماعين، الأنانيين، الذين يقتلون المرضى فى المستشفيات. وأضافت مينا في بيان لها، أن "إهمال الأطباء" هو ظاهرة مريرة لا نستطيع – ولا نريد – إنكارها، ولكن أخطاء الأطباء أحياناً وإهمالهم أحياناً أخرى، لا يجب أن يجعلنا نغفل عن "حقيقة" ساطعة أخرى، وهى أن وضع المستشفيات المزرى، وفساد المنظومة الصحية هو المتسبب الأساسى الذى يقتل الأطباء كما يقتل المرضى. وأوضحت أن فوضى وفساد المنظومة الصحية فى مصر يقتل "روح وأمل" شباب الأطباء، مضيفة أن الشباب المتوقد بالحماس والأمل،ويبذل محاولات مستميتة لإصلاح المنظومة الصحية،هم الذين يتعرضون لجلد الرأى العام وللتعنيف من المسئولين، فى الجولات التى تتم فى المستشفيات بمصاحبة الكاميرات، ليصب المسئولون الكبار جام غضبهم على الطبيب، لأن المريض لا يستطيع دفع رسوم المستشفى، أو لأن المريض لا يسمح له بإجراء العملية دون استخراج قرار علاج على نفقة الدولة، وكأن الطبيب الشاب هو الذى وضع هذه القواعد الفاسدة لإدارة المستشفى، قائلة :" هذه القواعد الفاسدة التى يتحمل الطبيب بسببها غضب المرضى وللعجب أيضاً " يتحمل تعنيف المسئولين ". واقترحت أمين عام النقابة العامة للأطباء، لعلاج ظاهرة الأخطاء الطبية وإهمال الأطباء، أولأً: وجود تدريب جيد ومستمر للأطباء الشبان بدءاً من سنة الامتياز، وللأطباء الشبان وغير الشبان فى كل مراحل عملهم، مشيرة إلي أن الكثير من الدول لا تسمح باستمرار ترخيص مستشفى حكومى أو خاص، إلا إذا كان يضع برنامج للتعليم والتدريب الطبى المستمر لكل الأطباء العاملين به . وشددت علي ضرورة أن يكون هناك أجر عادل أو على الأقل "معقول" للطبيب، لتنتهى ظاهرة "عمال التراحيل" من شباب الأطباء، الذين يتنقلون من مستشفى عام لمستشفى خاص، لمستوصف على مدار ال 24 ساعة، وذلك ليحصلوا على الحد الأدنى الضرورى للحياة، والنتيجة أنهم يعملون بلا تركيز فى كل أماكن عملهم، مؤكدة أن هذا يتسبب فى العديد من الأخطاء فى كل المستشفيات عامة أو خاصة . وأقترحت ان تتوافر بالمستشفيات الإمكانيات الضرورية للعمل ، حتى لا يضطر الأطباء لدخول مشاجرات دائمة مع المرضى عندما نطلب من المريض شراء العلاج أو شراء المحاليل والبلاستر والأدوية والخيوط الجراحية للعمليات من خارج المستشفى وتابعت:ببساطة إذا كنا نريد من الطبيب أن يركز فى عمله المفترض أنه حيوى وخطير، فلا يجب أن تهدر طاقته فى مشاجرات دائمة يدخل فيها نتيجة لعجز المنظومة وفسادها. كما اقترحت وضع واعتماد خطة علاجية واضحة "Clinical Guide lines" لكل حالة مرضية، وتكون هذه الخطة معروفة وموحده وملزمة لكل طبيب من أسوان للأسكندرية، ومن مستشفى القصر العينى حتى مستشفى أطفيح المركزى، وذلك حتى لا يستمر الوضع الحالى، حيث يعالج كل طبيب تبعاً لمعلوماته الطبية ولرأيه الشخصى . وطالبت أن يكون للمحاسبة الحازمة دور فى القضاء على إهمال الأطباء وعلى الأخطاء الطبية. وأكدت أن الأطباء المصريين الذين تهاجمهم بعض الأبواق الإعلامية ليل نهار، هم نفس الأطباء المصريون الذين يتفوقون فى أوروبا وأمريكا، وهم نفس الأطباء الذين تم بناء النظام الصحى فى كل دول الخليج على أكتافهم. وقالت :" فقط فى أمريكا وأوروبا ودول الخليج كانت هناك منظومة صحية،أو رغبة فى إيجاد منظومة صحية، لذلك عمل ونبغ الأطباء المصريون ،أما فى ظل اللانظام الحالى، فى ظل الفوضى والعجز والفساد، فلا تنتظر غير استمرار كل الظواهر المرفوضة، ومنها: الأخطاء الطبية، وإهمال الأطباء".