أثار الحكم الصادر، صباح اليوم الإثنين، عن محكمة جنايات المنيا بإحالة أوراق 529 من جماعة الإخوان إلى فضيلة المفتى، وبراءة 17 آخرين فى القضية المتهم فيها 545 من قيادات الإخوان، بالاعتداء على مركز شرطة مطاى، موجة من الجدل والاستنكار الشديد على مواقع التواصل الاجتماعى. فقد وجه رواد مواقع التواصل على اختلاف انتماءاتهم السياسية انتقادات شديدة للحكم الذى يمثل أقصي عقوبة قانونية فى مصر، خاصة أنه جاء بعد جلسة واحدة فقط نظرتها المحكمة، وأصدرت حكمها المتقدم في جلسة اليوم، عاقدين مقارنة بين ما اعتبروه حكماً عاجلاً وناجزاً – بصرف النظر عن انتقادهم له- أصدرته المحكمة اليوم، وبين أحكام البراءة التى صدرت بحق ضباط الشرطة المتورطين فى قتل المتظاهرين خلال الأيام الأولى للثورة أو الأحكام التى صدرت مع إيقاف التنفيذ على الضباط فى قضية مقتل المساجين فى عربة ترحيلات أبو زعبل. كما عقدوا مقارنة بين سرعة إصدار هذا الحكم وشدته، وبين الوقت الذى استغرقه القضاء المصرى فى نظر القضايا التى تورط بها الرئيس المخلوع حسنى مبارك ونجليه ورموز مبارك، وأحكام البراءة المتتالية التى حصلوا عليها فى مقابل ما ارتكبوه من جرائم بحق الشعب الذى ثار وخرج ليسقط هذا النظام. علقت الناشطة بسمة الحسينى، عضو مؤسس جبهة طريق الثورة قائلة "529 روح مقابل روح عميد شرطة، وبراءة مقابل أرواح آلاف الشهداء.. هيه دي الأسعار وإذا كان عاجبكو". وقال الناشط حمدى قشطة، عضو المكتب السياسي لحركة 6 إبريل الجبهة الديمقراطية، "إذا صح قرار إحالة أوراق 529 إلى المفتى لإثارة الشغب فى نفس الوقت الحكم سنة مع الإيقاف لقاتلى 37 سجينا فسيكون الأمر فى الحقيقة هى بداية إحالة القضاء المصري والنظام إلى المفتى"، على حد قوله. وعلقت ندى، إحدى رواد موقع تويتر قائلة "72 شابا راحوا يشجعون ماتش كورة ماتوا و مفيش حد اتحاسب.. عربية ترحيلات ولعت ب 37 شابا و مفيش حد اتحاسب.. و529 واحد علوا صوتهم خدوا إعدام!!؟؟". وأعرب شريف خيرى عن صدمته من الحكم قائلا: "529 واحد طلعلهم حكم بعد 3 أيام، يعني كانوا بيحققوا مع 177 واحد كل يوم.. يعني 8 أشخاص في الساعة.. يعني كل واحد خد إعدام بعد 7 دقايق تحقيق."، واتفق معه الدروى بقوله "حكم من تاني جلسة يكون فيه إعدام لأكثر من 500 شخص ؟! ده قضايا الخلع بتقعد 6 شهور". وسخر ستيف نبيل من الحكم قائلا " 529 إعدام خبطة واحدة.. عظيمة يا مصر يا صاحبة الأرقام القياسية"، وتمسكت سحر عبدالمحسن بتطبيق العدالة على الجميع، مضيفة: "مش معترضة ان لو حد إخوان وقاتل يتنفذ فيه الإعدام بس يبقى على كله بقى يعني إللى قتلوا الثوار كمان يتعدموا، ده العادلي ومبارك ما أخدوش إعدام وطنطاوي محدش جه جنبه". أكد رواد مواقع التواصل الاجتماعى ونشطاء أنهم يقفون ضد نظام الإخوان، وضد ما يرتكبه قياداتها وأعضائها من جرائم وإرهاب بحق الشعب إلا أنهم فى الوقت نفسه يطالبون بتطبيق العدالة، وألا تصدر الأحكام جزافاً، خاصة عندما تكون أحكاماً بالإعدام بهذا الشكل الجماعى، واصفين الحكم بكونه مسيساً، معربين عن رفضهم لإصدار مثل تلك الأحكام؛ لأنها ستخلق تعاطفاً دولياً وداخلياً مع الإخوان، وستؤكد ما يردده البعض من اتهامات وادعاءات بشأن انحياز القضاء وتبعيته للنظام الحاكم. وعلى جانب آخر علق بعض المحامين على الحكم مشيرين إلى أنه يتضمن ما أسموه شيوعا للاتهام والمسئولية الجنائية، وأن هذا كفيل بنقضه، خاصة أنه غيابي لمعظم المتهمين وقد يتم إلغاؤه بإعادة المحاكمة حضوريا، معتبرين أنه حكم مسيس، على حد تعبيرهم، ومستنكرين أن يصدر مثل هذا الحكم، معتبرين أنه لا يختلف كثيرا عن الحكم الذى سبق صدوره فى قضية فتيات الإسكندرية من أعضاء حركة "6 الصبح" والذى أثار جدلا اجتماعياً شديداً، وتم تخفيفه بعد ذلك، وإخلاء سبيل الفتيات مراعاة لظروفهن.