قال الشاعر أحمد الشهاوي، في حوار أجراه معه بمونتريال "كلود ليفيك" ونشر بجريدة "لو دوفوار" الكندية الكبرى: "لن يسمح المصريون لأحد بتقييد حريتهم ثانية". وأشار الشهاوي، صاحب ديوان "سماء باسمي" الصادر مؤخرًا، في حواره الذي ترجم فقرات منه إلى اللغة العربية الشاعر والناقد الدكتور وليد الخشاب أستاذ الأدب بجامعة تورونتو، إلى أن حكم محمد مرسي والإخوان المسلمون لم يكن سوى فاصل عابر في مسيرة بلاده نحو الحرية الكبرى. ويقول الشهاوي: "نتمتع الآن بقدر كبير من الحرية، يفوق بمراحل ما كنا نعيش في ظله قبل الربيع العربي. الجميع يشعرون بالفرق. هذا إحساس يعم الكل. لقد تغير الشعب تغيراً جذرياً، ولن يسمح لأحد بأن يقيد حريته. لم أشعر في حياتي بما نشهده اليوم في مصر. ويتابع الشهاوي، الذي اشترك في الدورة التاسعة والعشرين لمهرجان الشعر العالمي الذي عقد مؤخراً في مدينة تروا ريفيير، كيبيك بكندا، وهو أول مصري يشارك فيه: "ما لم يعه الغرب جيداً هو أن الإخوان معادون للثقافة والأدب. والدليل على ذلك أن مرسي لم يشر مرة واحدة في أي من خطاباته إلى أي مفكر أو كاتب أو شاعر قبل طرده من السلطة، وقامت الجماعة بتعيين أحد أعضائها وزيراً للثقافة. إلا إنه لم يتمكن من الدخول إلى مكتبه لأن بعض المثقفين اعتصموا به". ويواصل الشهاوي: "في رأيي أن 30 يونيو هو تتويج لقيام المثقفين بطرد الإخوان (من الحكم)، لأن المثقفين كانوا الفئة الوحيدة التي أعلنت أنها لن تقبل وزيرا لا يمثلها". ويستطرد الشاعر المصري صاحب ديوان "باب واحد ومنازل" الذي صدر مترجما إلى الفرنسية هذا العام في فرنسا: "غابت الثقافة غياباً كلياً عن برنامج مرسي، وهي سابقة لا مثيل لها في التاريخ، لأن الثقافة حجر الأساس لبناء الشعوب". ويضيف، على عهدته، أن الإخوان قد "مكروا" وفتحوا الباب على مصراعيه للمتطرفين الذين هاجموا عدة مؤسسات ثقافية أثناء العام الذي استغرقه حكم الإخوان. ولقد عانى الشهاوي نفسه من تعسف نظام حسني مبارك، الذي تم إسقاطه في فبراير 2011، فعلى حين حظر مبارك نشاط جماعة الإخوان رسميا، كان يتحالف مع هذا التيار ليضمن سيطرته على مقاليد الأمور. وهكذا تعرض كتابه "الوصايا في عشق النساء" للمنع، بموجب فتوى من الأزهر في عام 2003، وأعقبتها فتوى ثانية في 2006 ضد الجزء الثاني من الكتاب ذاته. وحول "التصوف"، وحضوره في شعره، يقول الشهاوي: "إن المتصوف كائن منفتح على العالم، يقبل الديانات كافة. وكما قال الشيخ الأكبر والصوفي المسلم العظيم ابن عربي: الحب ديني وإيماني. فالشاعر متصوف". ويواصل الشهاوي: "المتصوفة مسالمون، يحبون الحياة والعشق، ولا يمارسون السياسة". إلا أن هذه السمة لم تجنبهم ويلات الاضطهاد على مر العصور". ويرى الشاعر أن المتصوفة يشكلون الأغلبية في العديد من البلاد الإسلامية، ومنها مصر، لكن "تم إسكات صوتهم". ويذكر الشهاوي بأن كتابا مهمين أمثال الإنجليزي تيد هيوز والسويدي جونار إكيلوف والمكسيكي أوكتابيو باث قد تأثروا بالصوفية، "لكن الغرب يفضل الحديث عن بن لادن: المسألة سياسية. يؤسفني أن أقول إن الغرب لا يحتفظ (من العالم الإسلامي) إلا بصورة المتطرفين. يظن أن هذا العالم لا يقدم سوى المجرمين" يقول الشاعر، معرباً عن أسفه. ويرى الشهاوي أن "ثورة الخامس والعشرين من يناير قد طردت الخوف من القلوب، لذا صار كل مصري مهموما بالسياسة، ولم يعد المصريون يشاهدون مسلسلات التليفزيون المسلية وحسب، بل يتابعون بدأب البرامج المعنية بالشأن العام".