لا مجال للتخيل أو الاندهاش.. فسواء شئت أم أبيت، سيتحول كل ما لديك من أموال إلى "بلاستيك".. "نعم بلاستيك".. تلك هى الثورة المقبلة فى عالم الأموال.. ويوجد حاليًا بعض الدول التى حولت عملاتها النقدية من أوراق ومعادن إلى بلاستيك من مادة البوليمر. وانضم إلى طابور هذه الدول الكويت، لتصبح أول دولة عربية تعلن تصنيع عملتها من مادة البلاسيتك.. والسبب وراء القيام بذلك يحمل أسرارًا كثيرة.. نكشفها فى السطور التالية. بعد مرور نحو 4 قرون من اختراع العملات الورقية والمعدنية للتداول.. جاء الدور البلاستيك، الذى دخل كل مناحى حياتنا، ليدخل صناعة البنكنوت، فى خطوة تستهدف الحصول على العديد من المميزات. الجدير بالذكر أن البشرية لم تتقبل فكرة العملات المطبوعة وقت صدورها منذ 4 أربعة قرون، وشيئا فشيئا باتت مألوفة للجميع، واليوم تواجه النقود البلاستيك نفس المخاوف.. لكن الأهم أن تتقبلها البشرية وتعاد على صرفها دون أية مخاوف او رفض لها. والعملات البلاستيكية لها مزايا عديدة، يأتى على رأسها صعوبة تزويرها؛ كما أنها أقل تكلفة فى عملية تصنيعها مقارنة بالعملات الورقية والمعدنية، كما يمكنها أن تدوم لمدة أطول تفوق أوراق البنكنوت المعروفة بنحو أربعة أضعاف؛ ما يجعلها صديقة للبيئة مقارنة بالمتداولة حاليًا، لأنها أقل عرضة لالتصاق الأتربة والبكتيريا والفيروسات بها، فضلا عن إمكانية تنظيفها وغسلها بالماء. الجدير بالذكر أن العملات البلاستيكية ليست ابتكاراً جديداً؛ فقد تم تقديمها للمرة الأولى في الثمانينات من القرن الماضي؛ وتحديداً عام 1988؛ حيث كانت أستراليا الدولة السباقة في تطوير هذا النوع من العملات، معتمدة على مادة البوليمر، وكان الاعتماد في الأساس على مادة "البولي بروبلين الثنائي" الذي طورته شركة "Securency"، ويمكن القول الآن، إن جميع العملات الأسترالية بكافة فئاتها بلاستيكية منذ عام 1996. وتتميز مادة "البوليمر" في صناعة العملات الورقية بمقاومتها للماء ونظافتها بنسبة 100% ولا ينفذ منها السوائل والأوساخ حفاظا علي البيئة والحد من التلوث الناتج عن استخدام النقود الورقية العادية. ولم تكن أستراليا الدولة الأولى والأخيرة التي تستعين بالعملات البلاستيكية؛ فقد قامت دول البرازيل وشيلي والصين وأندونيسيا وماليزيا والمكسيك وسنغافورة بإنتاج عملات بلاستيكية أيضًا، ومؤخرًا ستنضم دولة الكويت إلى قائمة الدول ذات العملات البلاستيكية، لتصبح أول دولة عربية تسعى إلى هذا الاتجاه. ونجحت أستراليا في صناعة عملتها من ورق مصنوع من رقائق البلاستيك، والتي تتميز بعدة مزايا كبيرة، منها أنه يمكن غسلها، ولا تتأثر بالبكتيريا، وتعيش مدة أطول تصل إلى أكثر من خمس سنوات بالاستعمال الكثيف، مقارنة بعام واحد من عمر العملة الورقية الحالية بالاستعمال المستديم. وإضافة إلى ما سبق تأتي أهم ميزة في الورق البلاستيكي وهي صعوبة التزوير إن لم تكن مستحيلة في مستوى التقنية في الوقت الحاضر، حيث إن العملة البلاستيكية تتكون من شرائح فوق بعضها يصعب على المزور الذى يكتفى حاليا بإتقان متابعة الألوان والأشكال والرسومات أن يقلدها. واضطرت أستراليا أن تسبق العالم بهذه الوسيلة الجديدة، بسبب ما تعرضت له من عمليات تزوير كبيرة في عملتها، كان لها أثر سلبى كبير على اقتصادها، وعلى الثقة في المال المنقول والمتداول بين الناس. وبعد نجاح التجربة الأسترالية فى العملات البلاستيكية، وجد انتشار وتطبيق العملات البلاستيكية صعوبة في الانتشار في باقى دول العالم الأخرى لعدة أسباب، منها، أن نظام الصرف الآلي مصمم على صنف ملمس الورق، لذا فإن التحول إلى الملمس البلاستيكي يعني الانتهاء من هذا الدور والانتقال إلى صناعة جديدة تكون مكلفة جدًا، فآلات الصرف الآلي الحالية والموجودة في الخدمة تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، وتبديلها سيكلف أضعاف القيمة الحالية، والبعض يرى أن مكافحة التزوير أقل تكلفة من التحول إلى النقود البلاستكية. كما أن عملية التحول إلى النقود البلاستيك يجب أن تكون تدريجية، وهذا لا يتحقق مع الآلات الحديثة في عمليات العد والفرز، أي أن هناك فترة زمنية ستكون الجهود فيها مضاعفة عند الرغبة في الانتقال إلى العملة البلاستكية، فآلات عد النقود الحالية - مثلاً - لا تصلح لعد النقود البلاستيكية، لأن أي خدش في العملة البلاستيكية سيؤدي إلى تدميرها في آلات العد الورقى. وإضافة إلى ماسبق، ستكون هناك مشكلة في صرف عدة عملات من ماكينة واحدة، فهناك كثير من البلدان تقدم عملات بلدان أخرى بجانب عملتها، مثل هونج كونج تقدم عملتين، وبعض البلدان تقدم الدولار مع عملتها، لذا فيجب توحيد صناعة العملتين، لكي تصرف من ماكينة واحدة. وعلى الرغم من أن العوائق الصناعية كبيرة ومكلفة، إلا أن الاتجاه نحو النقود البلاستكية يسير نحو القبول، وتفكر الولاياتالمتحدةالأمريكية بتجربة محدودة لنقود بلاستيكية في السنوات المقبلة، وفي الوقت نفسه هناك محاولات لتطوير آلات الصرف الآلي لتكون قادرة على العمل على الطريقتين، لأن حل هذه العقد سيساعد كثيرا على قبولها وانتشارها بأقل التكاليف. وتخوض كندا حاليًا تجربة طبع نقودها ذات الفئات الكبيرة على ورق بلاستيكي، لمعرفة المشاكل والمزايا، قبل الانتقال إلى المرحلة اللاحقة. كما يفكر الاتحاد الأوروبي - وبعد أن وحد عملته إلى الانتقال في المرحلة المقبلة إلى تجربة النقود البلاستيكية في تجربة شاملة وعامة.