بدأت الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية الصادرة اليوم في الخروج "جزئيا" من الأحداث الجارية على الساحة المصرية، حيث ناقشت الصحف عددًا من الموضوعات الأخرى المطروحة في الساحة الداخلية بتل أبيب، وإن استمرت مصر هي القضية الأهم التي مازالت تتناولها هذه الصحف. صحيفة إسرائيل اليوم أشارت في تقرير لها إلى ما أسمته مخاطر الاضطرابات المصرية، التي تجلت أخيرا مع بروز الإخوان المسلمين واجتماع نائب رئيس الجمهورية عمر سليمان معهم لأول مرة، بعد أن كان من المحظور الحديث مجرد الحديث مع أعضاء هذه الجماعة في السابق. ورأت الصحيفة أن خطورة الإخوان المسلمين تتصاعد هذه الأيام في مختلف أنحاء العالم بصورة عامة والمنطقة بصورة خاصة، وهو أمر يثير القلق في إسرائيل، خصوصا مع كراهية الإخوان الكبيرة لإسرائيل. واختتمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن الإخوان حققوا إنجازا مهما باعتراف الدولة المصرية بهم، حيث تعني دعوتهم إلى الحوار والبدء فيه اعتراف السلطات بقوتهم وضمهم مرة أخرى إلى الحياة السياسية. من جانبها قللت صحيفة "هاآرتس" في تقرير لها من خطوة الإخوان المسلمين، زاعمة أنهم يتمتعون بقوة في الشارع المصري، لكنها ليست بالقوة الكبيرة، خصوصا أن الكثير من الساسة والمسئولين بالجماعة يصرون على التمسك بالكثير من الأفكار الاجتماعية القديمة التي يكرهها الشباب وصغار السن، الأمر الذي يؤكد أن الإخوان لن يحققوا الاكتساح الانتخابي الذي يخاف منه الكثيرون في العالم. وزعمت الصحيفة أن العديد من المتظاهرين في ميدان التحرير من المسيحيين، والأهم من هذا أن الكثير من الشباب والشابات المتظاهرين أيضا يعيشون حياتهم مثل الشباب الأوروبي، حيث يقيمون علاقات صداقة مع بعضهم البعض، ويغنون الأغاني الحماسية ويقدمون المشورة للمحتاجين، وغالبية هؤلاء الشباب لا يلتزم بتعاليم الإخوان، حتى إن الكثير من الفتيات المتواجدات في ميدان التحرير معظمهن لا يرتدي الحجاب، وبالتالي لا يوجد أمل لصعود الإخوان الكبير، الذي يتخوف منه البعض. واتفقت صحيفة يديعوت أحرونوت مع هذا الطرح، الذي قدمته صحيفة هاآرتس، موضحة أن الدول التي بزغ فيها نجم الحركات الإسلامية مثل الجزائر وإيران أو حتى تركيا لا تعيش في نفس الأجواء الاجتماعية أو الثقافية المصرية، وبالتالي لا يوجد أي سبب لهذا القلق المسيطر على الكثير من دوائر صنع القرار والمسئولين مما يحدث في مصر، وطالبت الصحيفة في افتتحايتها السياسية اليوم التعامل بواقعية مع مصر، والاعتراف بأن مصر مقبلة على عهد سياسي جديد به الكثير من التغيرات، سواء الديمقراطية أو السياسية المهمة. واختتمت الصحيفة هذه الافتتاحية بالكشف عن أن الولاياتالمتحدة قدمت إلى القاهرة خطة إصلاحات ديمقراطية سيتم العمل بها خلال الأسابيع المقبلة، وهي الخطة التي من الممكن أن تساعد القاهرة على الخروج من الأزمة التي تعيشها، ولم توضح الصحيفة أي تفاصيل على هذه الخطة، لكنها زعمت بأن الأطراف الإقليمية والمصرية وافقت عليها. وفي موضوع آخر نشرت صحيفة معاريف تفاصيل الخلافات الساخنة، التي بدأت تتفجر بين المسئولين الإسرائيليين، بسبب تعيين اللواء بيني جانتس رئيسا جديدا لهيئة الأركان، والتخلي عن فكرة تعيين الجنرال يوآف جالنت، الذي استبعد بسبب استيلائه على قطعة أرض تابعة للدولة بالمستوطنة التي يعيش فيها. واتهم عدد من قوى المعارضة كلا من نيتانياهو ووزير الدفاع إيهود باراك بخيانة جالنت والتخلي عنه لصالح جانتس، الذي تثير عملية تعيينه الكثير من الشبهات سواء السياسية أو الأمنية، خصوصا أنه التلميذ المطيع لباراك بالإضافة إلى صداقته الوطيدة مع نيتانياهو. وأشار الوزير موشيه يعالون، الرئيس الأسبق لهيئة الأركان، في حوار له مع الصحيفة أن الحكومة أخفقت وألحقت ضررًا فادحًا بالجيش وسمعته عندما استسلمت للضغوط وقررت التخلي عن جالنت وعدم الوقوف بجانبه وقت الأزمة التي تعرض لها. وأضاف يعالون أن سمعة جالنت طيبة والجميع يخطئون، وكان من الممكن الصبر عليه حتى يتم فهم أبعاد التهمة المنسوبة إليه، إلا أن الحكومة برئاسة نيتانياهو فضلت الابتعاد والتخلي عنه، رغم كفاءة جالنت وسمعته الطيبة وحب الكثير من العسكريين له. وإلى صحيفة معاريف التي نشرت تفاصيل ما أسمته بقضية الموسم، حيث تم الكشف عن أفراد العصابة التي سرقت عددا من السبائك الذهبية والمقتنيات النادرة من أحد المعابد اليهودية في مدينة ميلانو الإيطالية وهربتها إلى إسرائيل، وقالت الصحيفة إن هناك شبهات تؤكد تورط أفراد في السفارة الإسرائيلية بروما في هذه القضية، خصوصا أن إسرائيل كانت تطالب باسترداد عدد من المقتنيات الموجودة في هذا المعبد المسروق وعرضها في إسرائيل، وهو ما رفضته إيطاليا التي كانت تؤكد بأن هذه المقتنيات آثار إيطالية ويجب أن تبقى في البلاد دون تدخل من أحد. ويبدو أن إسرائيل بادرت بسرقة هذه المقتنيات وتهريبها إلى تل أبيب بمساعدة عدد من الدبلوماسيين، وزعمت الصحيفة أن هذه القضية ستؤدي إلى أزمة سياسية كبيرة بين إسرائيل وإيطاليا، وهي الأزمة التي لن يتم الوصول إلى حل لها بسهولة ، خصوصا مع دخول الخارجية الإسرائيلية كطرف متهم بها. وإلى صحيفة يديعوت أحرونوت التي عرضت تفاصيل فضيحة جديدة تتعلق بالمستشار القضائي للحكومة يهودا واينشتيين، الذي اتهمته النيابة العامة بتشغيل عدد من العمال الأجانب في منزله دون أن يكون لهم التصريحات الأمنية والقانونية اللازمة، ورأت الصحيفة أن هذا الاتهام وتورط واينشتيين في هذه الفضيحة يعكس مدى الانهيار الأخلاقي الذي بات مسيطرا على الكثير من المسئولين الذين باتوا متورطين في الكثير من قضايا الفساد المتعددة.