اضطرت لجنة الزراعة والرى بمجلس الشعب برئاسة ماهر والى إلى تأجيل اجتماعها ودعوة المهندس أمين أباظة وزير الزراعة والدكتور محمد الجارحى رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، لمناقشة البيان العاجل المقدم من نائب الغد رجب هلال حميدة بشأن وجود وقائع فساد ورشوة فى البعثة البيطرية التابعة لهيئة الخدمات البيطرية لتمرير صفقة لحوم مشبوهة من الهند، بعد مناقشات حادة واتهامات عنيفة موجهة للحكومة. وصف النواب هذه الصفقة "بنشر الغسيل القذر وتشويه سمعة مصر" داخل الهند، وذلك على خلفية ما سرده حميدة لتفاصيل الصفقة، التى تقدر ب 800 طن، تبلغ قيمتها 81 مليون جنيه، وأكد حميدة أن أعضاء البعثة اختلفوا على كتابة التقرير أثناء وجودهم كمشرفين على استيراد تلك الرسالة، ورفض بعضهم التوقيع على سلامة الصفقة، إلا أن رئيس البعثة المصرى قام بالتوقيع بدلا من زملائه، بالتواطؤ مع المصدر الهندى، مرتكبا بذلك جريمة الرشوة والتزوير بالصوت والصورة. وأضاف أن أعضاء البعثة المصرية نشب بينهم خلاف وصل إلى درجة الاعتداء بالضرب على أحد أعضاء البعثة وهو الدكتور طاهر محمد عبدالوهاب، وعلى الفور أمرت الدكتورة منى محرز البعثة بالعودة، وأبلغت الرقابة الإدارية. وانتقد نائب الوطني فتحى قنديل عدم حضور وزير الزراعة ورئيس هيئة الخدمات البيطرية، وتساءل هل يحضران بعد موت الواطنين، متهما رئيس الهيئة بالفساد وتلقى الرشوة، وطالب النواب بضرورة إعادة النظر فى سفر تلك البعثات، وأن تكون سفرياتهم على حساب الدولة وليس المستورد، الذى يتحمل بدل السفر والإقامة، وتساءل النواب كيف تكون تلك البعثات محايدة، بعد إغداق الأموال عليهم من قبل المستوردين، وأصبحت صحة المصريين لعبة. وقد شهد اجتماع اللجنة أزمة حادة بين النواب ورئيس اللجنة، بسبب رفض الأخير اتهام رئيس الهيئة العامة للطب البيطرى بأنه شريك فى الجريمة، الأمر الذى أثار غضب النواب، معترضين على دفاع رئيس اللجنة عن الهند. ورد رئيس اللجنة منفعلا "ده كلام عيب لا أقبله.. أنا لا أدافع عن أحد.. والهند مش دولة هفأ وبلاش وجع دماغ"، وقرر تأجيل الاجتماع لحين حضور وزير الزراعة ورئيس هيئة الخدمات البيطرية.