حالة من الجدل أثارها قرار بعض أعضاء قوى ثورية منها حركة 6 أبريل وائتلاف شباب الثورة بتشكيل أحزاب سياسية تعبر عنها وتكون زراعًا سياسيًا يحقق ما عجزت الأحزاب السياسية الأخرى عن تحقيقه. يقول الدكتور عمار على حسن-الباحث فى العلوم السياسية- فى تصريحات ل "بوابة الأهرام": إن تحول الحركات إلى أحزاب يجب أن يكون مصاحبا له خطة واضحة المعالم تستطيع من خلالها هذه الحركات أن تقدم نفسها فى ثوب حزبى مغاير عن ذلك الثوب الذى تعششت داخله الحياة الحزبية المصرية فى العقود الأخيرة. ويؤكد أن بعض الحركات الإجتماعية تتحول إلى أحزاب سياسية، وأشهر مثال فى التاريخ المصرى حزب الوفد الذى تحول من حركة اجتماعية إلى حزب سياسى قائد للأمة فى ثورة 1919 والأهم من مسألة جدوى تحول تلك الحركات، هو التزامها بالبرنامج الذى انشأت من أجله و على رأسها استكمال الثورة حتى تبلغ كافة أهدافها. وأوضح أن تلك الحركات لا يجب أن تدخل فى مساومات مع الأحزاب الأخرى على حساب مبادئ وأهداف الثورة لكن يجب أن تقدم نموذجا مختلفا للكفاح و النضال. ويشير د.عمار أن هناك مجموعة من الشروط يجب مراعتها خلال عملية التحول أو تغيير الحركات السياسية و الاجتماعية أشكالها، وتتمثل فى ضرورة أن تمزج بين الطريقة التى يتبعها الحزب فى النضال السياسى من خلال مؤسسات الدولة المشروعة و بين الاحتجاج المباشر فى الشارع بإسم الحزب فى تظاهرات سلمية. وأكد أن تلك الحركات يجب أن تمتلك ديمقراطية داخلية لا تجعلها تصاب بمرض افتقاد آلية التداول الداخلى للسلطة بحيث تخفف الصراعات الداخلية، مع ضرورة أن تتعامل مع التغير الذى طرأ عليها بوصفه مسألة ضرورية للحصول على المشروعية حتى لا تقع تحت طائلة القانون فى لحظة ما، دون أن تعتقد أن هذا التحول هو غاية فى حد ذاته إنما هو وسيلة ضمن وسائل كثيرة. وأضاف د.عمار أن الحركات السياسية لا يجب أن تكف بعد تحولها إلى حزب عن أساليب وأليات النضال التى اتبعتها فى المراحل السابقة من حيث قدرتها على الانتشار والالتحام بشباب الثورة، وحشد تلك القطاعات الشبابية فى حركة نضال جديدة تحت لافتة حزبية، مشيرًا إلى أن تلك الأحزاب يمكن أن تستغل مشروعيتها الحزبية فى تقديم نخبة سياسية جديدة للمجتمع، وإيجاد عناصر شبابية لها علاقة مباشرة ومشروعة بالشارع وتحمل مطالبه داخل أروقة مؤسسات الدولة المشروعة. وتابع: للأسف فقدت الأحزاب السياسية الآن جزءا كبيرا من بريقها و مصداقيتها، وافتقادها للديمقراطية الداخلية جعلها تصاب بالصراعات الداخلية،و يشير أنه فى حال تعدد اطراف جبهة سياسية معينة مثل 6 ابريل، فإنه لا يجب على الحزب السياسى اعتبار نفسه هو الطرف الوحيد للحركة لكن يترك الأجنحة الأخرى التى رفضت انشاء أحزاب موازية أو الدخول تحت حزبها ليعملوا بالطريقة التقليدية التى اعتادوا عليها منذ 2008 حتى هذه اللحظة. وفي حين أكد طارق الخولى عندما أعلن عن تشكيل حزب 6 إبريل أن هدف الحزب هو حماية الحركة من الزوال و التفكك عن طريق تحويلها إلى شكل رسمى، فإن أيمن عبدالحى - وكيل مؤسسى حزب شباب الثورة – يؤكد "لبوابة الأهرام" أن الثورة لن تحقق اهدافها إلا إذا وصلت لكرسى الحكم و يقول إن ثورة لا تحكم هى ثورة فاشلة ،و أنه لو كان وصل أحد رموز الثورة إلى الحكم لم نكن لنرى كل هذا الجدل السياسى الدائر. بينما يشير أيمن إلى أن تحول الحركات السياسية إلى أحزاب دائما يكون مسار جدل داخل أى حركة ويضيف أنه كان أحد أعضاء حركة 6 ابريل لكن نتيجة الاختلاف على الشكل الهيكلى الذى يجب أن تكون عليه الحركة انفصل عنها و قرر تشكيل حزب شباب الثورة. ويضيف أنه مع انسداد شرايين توصيل الصوت والرأى تظهر الحركات السياسية بشكل غير رسمى و يكون عملها تحت الأرض ، و يشير أن الهدف من وراء ائتلاف شباب الثورة إلى حزب سياسى، و خاصة بعد حل الإئتلاف، بناء هيكل مؤسسى و بناء قواعد من أجل الإنتشار فى الشارع و الوصول إلى الناس. ويقول أن مطالب الثورة لن تتحقق من الخارج و يرى أن اشاعة مقولة أن الثوار لا يعملوا فى السياسة و الثوار تعمل من خارج الأحزاب ،و ترويج فكرة أن الاشتراك فى الأحزاب السياسية خيانة للثورة هى كلها أفكار هدفها ابعاد الشباب عن العمل السياسى الفعلى الذى يتحقق من خلال العمل الحزبى. ولايستبعد أيمن أن يشترك حزب شباب الثورة فى الانتخابات البرلمانية القادمة و يرى أن هذا سيحقق مطالب الثورة،لكن بشرط وضع القواعد التى تضمن أجزاء انتخابات شفافة ونزيهة. وعلى الجانب الأخر أكدت حركة 6 إبريل وائتلاف شباب الثورة رفضهما أن تأخذ الحركات السياسية أشكال حزبية، و اعتبرا أن هذا ينقص من مصداقيتها أمام الشعب المصرى، ويحول مسارها الثورى عن طريقه الذى وصفه الجميع أيام الثورة بالنقى البعيد عن أية أهداف سلطوية.