ما بين الانفجار والتلاشى أو الاندماج فى حزب قائم أو ظهورها فى حزب جديد تتنوع الآراء، حول ما ستئول إليه الحركات الاحتجاجية والثورية أن تئول إليه. يرى البعض أن مصير هذه الحركات إلى الانزواء بعد تحقق الأهداف التى قامت من اجلها ، فيما يرى آخرون أن هذه الحركات الثورية يجب عليها ان تتطور إلى أحزاب سياسية شرط أن تعى فعلا شروط تكون الأحزاب ومعرفة قواعد تكون الأحزاب من جانبه، اكد الدكتور وحيد عبد المجيد الخبير بمعهد الدراسات السياسية بالأهرام أن بناء الأحزاب ظاهرة سياسية طيبة والمهم إدراك معنى الحزب و العمل الحزبى فى هذا العصر. واشار عبد المجيد إلى أن هناك كثير ممن يعملون بالعمل الحزبى لا يعلمون كيف تتعامل الأحزاب فى العالم ونتيجة هذا ظهور المشاكل والانقسامات الداخلية فى الحزب. واضاف عبد المجيد أن بناء معظم الأحزاب يعتمد على الشكل المركزى وتسفر فى النهاية عن سيطرة شخص واحد وهى ظاهرة ديمقراطية وأوضح عبد المجيد انه يجب أن يكون الحزب ليس ككيات مغلق ولكن يكون له رأى وان يتغير مع الوحدة وبدون ذلك لن تفلح حركات ولا أحزاب وستنتهى بالانفجار الداخلى والانقسامات كما مؤخرا مع حركة تمرد . وشدد عبد المجيد انه فى حالة عدم وجود هذه المقومات مثل الآراء المختلفة وقبول الرأى الأخر والتنوع فلا سبيل لاستمرار أى حركة أو حزب بدون هذه المقومات وتكون النتيجة انفجار داخلى. فيما أكد طارق الخولى القيادى بحركة 6 ابريل انه يحق لأى حركة اجتماعية أو احتجاجية يكون لديها دافع اجتماعى أو سياسى أو أكثر وبعد تحقيقها هذا الهدف فإنها يمكن أن تتحول إلى حزب سياسى . وقال الخولى إنه بعد قيام هذه الحركة بتحقيق أهدافها فانه يكون أمامها أما طريقين التحلل والانتهاء أو تحولها إلى حزب سياسى بنفس اسم الحركة وبأهداف جديدة معبرة عن الحركة وأضاف الخولى انه إذا نظرنا ألى تجربة الحركات السياسية المصرية فإننا نلاحظ مرروها بهذه الظاهرة وهى ظاهرة صحية طالما بقى لها جمهور وشعبية ، وفى حالة عدم تحول هذه الحركة إلى حزب سياسى فيمكن لاعضاءها الاتجاه إلى أحزاب أخرى. بينما أكد صفوت عمران الأمين العام لتيار المستقبل انه توجد أحزاب سياسية بمصر بشكل عام ليس لها اتصال بأرض الواقع وهذه ظاهرة سلبية على المجتمع مشيرا إلى أن بعض الحركات الثورية والحركات الاحتجاجية لم تضف إلى رصيد الوطن لان اغلب الحركات ليس لها أرضية فى الشارع سوى بعض الحركات التى لها انتشار شعبى. وقال عمران أن الحركات المتشابهة يمكنها الاندماج فى حزب سياسى ويشمل الشباب الثورى وشباب الأحزاب لافتا إلى انه يوجد كثير من الأحزاب المشهرة لا يعرف منهم احد على ارض الواقع ونحن لسنا فى حاجة إلى أحزاب كرتونية جديدة وأوضح عمران أن الحركات التى نشأت بعد ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو فان هذه الحركات سوف تنتهى بعد انتخاب رئيس وتحقيق الديمقراطية وتحقيق أهداف الثورتين ، ويجب على هذه الحركات دراسة العمل السياسى فى الإطار الحزبى مشيرا إلى أن بعد الانتهاء من انتخابات البرلمان وظهور الخريطة الحقيقية للأحزاب أتوقع انضمام أعضاء الحركات إلى هذه الأحزاب لأنه فى الوقت الراهن فان أغلبية هذه الأحزاب لا ترضى طموح الشباب الثورى وأضاف عمران انه يجب مراقبة هذه الحركات ماليا من قبل الدولة حتى لا يتم توجيهها لضرب الوطن موضحا انه من الأفضل لهذه الحركات الاندماج فى أحزاب قائمة وذلك لان تحويل الحركة إلى حزب يحتاج إلى تمويل كبير وهو ما لا يقدر عليه الشباب فى الوقت الذى يرفض فيه المجتمع التمويل الأجنبى .