منذ شهر يوليو الماضي ، والوسط الغنائي يشهد حالة حراك غير مسبوقة ، حالة ينتظرها العالم العربي كله ، حالة نعيشها سنوياً ونقول معها : الصيف بدأ .. أنه عمرو دياب _ الهضبة _ الذي عَوَدنا علي الإستماع والإستمتاع بأغانيه فى الصيف ، تَعَوَدنا علي حفلاته ، نذهب إلي حفلاته حيثما ذهب ، منذ حفلاته فى "العجمي" بالإسكندرية ، ثم "بورتو جُولف مارينا" ، مروراً بحفلاته المُبهرة فى دبي والكويت والسعودية ولبنان وقطر .. عمرو دياب نجم جيله وما بعد جيله ، نجم الشباب منذ ما يقرب من ( 35 ) عاماً .. الجميع يسأل : كيف بنى عمرو دياب مجده وعظمته وهيلمانه وأسطورته وأصبح ( هضبة فى عالم الغناء ) ، هضبة لا يستطع أحد مُنافسته ، هضبة يصعب تقليده ، هضبة مصرية وصلت للعالمية وأغانيه يرددها ملايين البشر حول العالم ، هضبة نغني خلفه ونقول له : بس إنت تغني وإحنا معاك .. إيه حكاية "عمرو دياب" ؟ ، سأحكي لكم الحكاية مثلما عيشتها .. كُنا أطفالاً صغار حينما بدأنا نستمع لأغاني شاب بورسعيدي جديد وهو يقول ( راحل أنا أنا راحل ومِفارق الأحباب ، ماشي فى ضل الأحزان لبلاد الأغراب ) ، هُنا زُرع فى آذاننا نغمة جديدة ، صوت جديد ، لحن جديد ، لفت نظرنا ، فبدأنا نستمع له ، بعدها غني "ميال" ، "شوقنا" ، "ماتخافيش" ، كانت شرائط كاسيت ناجحة جداً ، تعلقنا به فأحببناه ، كُنا ننتظره ، ثم فاجئنا بأهم أغنية _ من وجهه نظرى _ فى تاريخه وهى "حبيبي يا ملك قلبي بالهوي" ، إستخدم فيها أشكال غنائية قديمة لكنه حَدثَها ووضع بصمته عليها ، إستعان ب "الساكس فون" وأخرَج عارف "الساكس فون" الرائع "سمير سرور" من عُزلته وعادت بريقه ونجوميته أكبر مما كانت عليه بعد أن عزف صولو فى هذه الأغنية .. منذ هذه اللحظة أصبح عمرو دياب نموذج يحتذي به الشباب ، لِبسه ، تسريحة شعره ، أغانيه ، حفلاته ، الكُل حريص علي تقليده ، فهو ( نجم الجيل ) وجمهوره خليط من شباب وشابات الجامعة وكل الفئات .. كِبرنا معه ، سِمعنا "ويلوموني" وظهر التجديد .. "مابلاش نتكلم فى الماضي" كانت تغيير كبير فى المظهر واللحن والكلمات .. "أيامنا" و "ما يتحكيش عليها" تجربة رائعة مع الملحن العبقرى ياسر عبدالرحمن وخطفت "الكمانجات" قلوب الجمهور .. فى شريط "راجعين" لووك جديد فى كل شيء ، وإستايل لِبس جديد ، كان الفيديو كليب عبارة عن إبهار فى الإخراج بعد أن شاركه فيه نجوم كبار مثل عزت أبوعوف وطلعت زين .. ومنذ ذلك التاريخ بدأت أفتح عيني علي الساحل الشمالي ، كُنت من رواد الساحل وهناك بدأت أسمع عن حفلات عمرو دياب .. فى شريط "عودوني" صممت أبدأ أحضر حفلة عمرو دياب فى الساحل ، وقتها زحام غير طبيعي ، الشباب كله يُردد وراءه ( إنت ياللي حبيبي حبيبي حبيبي ) .. ومع تَحَول الشرائط لألبومات كانت تتصدر الساحة مبيعاً وإنتشاراً ، "نور العين" و "قمرين" و "خليك فاكرني" و "أنا بحبك أكثر" و "العالم الله" .. كل جائزة عالمية يحصل عليها نُدرك بأنه يستحقها بحق وحقيق ، سعادتنا لا تتوقف ، فنجاح عمرو دياب نجاح لنا ولكل الأجيال ، ونجاح للفن المصري والأغنية المصرية وإستمرار لريادة مصر .. كعادته ، كان التغيير هو السمة السائدة فى كل ما يقدمه لنا ، فكانت أغنية "تملي معاك" إنقلاب فى الأوساط الغنائية المصرية ، كسرت الدنيا ، والألبوم حقق مردود رهيب علي الساحة المصرية والعربية والعالمية .. وكان ألبوم "على قلبي" أقوى ألبومات عمرو دياب علي الإطلاق ، قَدَم فيه نماذج غنائية جديدة فى الكلمات والألحان والتوزيع والآداء .. ومن يومها ونحن نتابع الألبومات كل عام فى الصيف .. من "ليلي نهاري" و "نقول إيه" حتى ألبوم "إبتدينا" الذي جعل كل الناس تغني معه ( بابا ) و ( خطفوني ) لدرجة أنه حتي أمس كانت إبنتى _ نورين _ تردد أغنية ( بابا ) وحولتها ل "ماما" وتقول لى علي الدوام ( ماس على ياقوت ، هاموت عليها موت ، من رقة الصوت أهين يا "ماما" ) .. عمرو دياب ، الأسطورة المصرية ، كم أنت عظيم ؟ ، بجد : خَلَصت فيك كل الكلام ، أنت أحد الرموز الغنائية المصرية وقواها الناعمة ، غَنِى ، إستمر ، غَنِي بس إنت تغني وإحنا معاك