قال الكاتب الصحفي الكبير، محمد حسنين هيكل، إن المتابع لتعامل النظام الحالي مع المظاهرات التي وقعت عند مكتب الإرشاد على مدى الأسبوع الماضي يبدو له أنه يتعامل بعنف غير مبرر، مستشهدًا بمقولة لمكرم عبيد قال فيها إن من يتعامل بالعنف هو ضعيف، مشيرا إلى أن الإخوان يسعون للإمساك بتلابيب الحكم بأي طريقة. وأوضح هيكل، خلال حواره مع قناة "سي بي سي"، أن جماعة "الإخوان المسلمين"، تغطي ضعفها بالعنف وأن التعامل بالعنف مظهر ضعف وليس مظهر قوة، مطالبًا الإخوان بالدخول في حوارات صريحة مع أنفسهم حول الحكم وماذا يريدون منه؟. ولفت هيكل، إلى أن إشكالية الإخوان أن لحظة المجد للجماعة المتمثلة في وصول الدكتور محمد مرسي لسدة الحكم تحولت إلى لحظة أزمة، مشيرًا إلى أنه بعض ما يدور في مكتب الإرشاد من مناقشات يبحث تلك الأزمة. وأضاف: "خسارة الإخوان في اتحادات الطلاب وفي النقابات كانت أكثر مما يتوقع أي شخص وأكثر مما تحتم الجماعة"، مشيرا إلى أن استغاثة الشعب المصري بالجيش يرجع لفقدان الأمن الأمر الذي يزعج الإخوان. وأشار هيكل إلى أن الإخوان ينظرون للقوات المسلحة على أنه طرف يمكن التفاوض معه وذلك لكون المؤسسة العسكرية لديها قيادة يمكن التباحث والتشاور معها، مشددا على أن ما يخيف الإخوان أكثر أنه لا يستطيع التفاوض مع الرأي العام الذي انقلب على الجماعة وأصبح فاقدًا للثقة فيها. ولفت هيكل إلى أن أزمة فصائل الإسلام السياسي مجتمعة أنها لا تفرق بين الفوز في انتخابات رئاسية والغزو الذي يكسح به من أمامه، مشيرا إلى أن مفهوم الفوز هو ربح جولة سياسية واحتمالية الهزيمة في الجولة التالية بينما مفهوم الغزو هو الانتصار الكاسح وأن يصبح المعارضون إما عبيدًا أو سبايا وهذا أمر غير منطقي. وأكد هيكل أن جماعة "الإخوان المسلمين"، بدأت في العد التنازلي في الخروج من العصر، مشيرا إلى أنه كان يتصور أن الإخوان لديهم خطة عاجلة لفرض الأمن وكذلك للتأكيد للمواطنين وللمختلفين معهم أن الجماعة لن تعود بهم إلى الخلف ولكنهم فشلوا في ذلك وهو ما يؤشر بخروجهم من التاريخ والعصر معا.