عبرت الفنانة التونسية درة ل "بوابة الأهرام" عن حزنها الشديد حول الأوضاع الأخيرة التي شهدتها بلادها تونس، وقالت إنها تتابع بشغف الأحداث التي تجري حاليا من خلال وسائل الإعلام المختلفة. وتابعت أنها قامت هي والعديد من الفنانين التونسيين، باعتبارهم جزء من هذا الشعب، وصوتهم يؤثر في الرأي العام، بالاحتجاج علي الأوضاع التي شهدتها البلاد خلال الفترة الأخيرة، وقامت بالتعبير عن ذلك من خلال صفحتها الشخصية، علي الموقع الاجتماعي الشهير الفيس بوك، وأشارت إلي خروج عدد كبير من الفنانين التونسيين في مظاهرات ضد هذا النظام القامع، وأصيبوا بإصابات بالغة جرأ هذه الاعتداءات. وأكدت فخرها لحملها الجنسية التونسية، وأنها تنتمي لهذا الشعب، الذي عبر بكل قوة وشجاعة، ولم يتراجع عن طلباته حتى اللحظات الأخيرة، وأضافت أنه بالرغم من أعمال الشغب والعنف، وسقوط العديد من الشهداء في هذه الثورة، إلا أنهم استطاعوا الحصول علي طلباتهم. وطالبت درة الشعب التونسي، بالانتهاء من الأزمة سريعا، وقالت إنه يجب اتباع لغة العقل وتدخل العقلاء خلال الفترة القادمة، حتى لا نقع في فخ نظام ديكتاتوري جديد، أو فوضي، أو حكم جيش، لأن السبب الرئيسي لتلك الثورة هي المطالبة بنظام ديموقراطي، ورئيس منتخب من الشعب التونسي، وعودة السلام في إرجاء البلاد مرة أخري، لنفتح صفحة جديدة بالنسبة لتاريخنا وتاريخ بلادنا. وحول رأيها في مغادرة الرئيس زين العابدين، قالت درة : أنا مع رحيله بالتأكيد، لأنه مطلب الشعب، وكان يجب أن يحدث بشكل أو بآخر، ولكن كنت أتمني أن يحدث ذلك بطريقة مدروسة أكثر من خلال انتخابات مبكرة، ويتم اختيار رئيس جديد بالانتخاب الحر، حتى لا تدهور الأمور بهذا الشكل المفاجئ، أو وجود بديل من اختيار الشعب، أو قيام الأحزاب بالإعداد المناسب واختيار مرشحيها، مشيرة إلي أن رغبة الشعب كانت أقوي من هذه الأمنيات. ورددت درة النشيد الوطني قائلة: "إذا الشعب يوماً أراد الحياة .. فلابد أن يستجيب القدر"، والقدر استجاب، والأهم أن نفكر في غد، حتى لا نكرر أخطائنا، ونصبح بلداً متحضرة، ويعيش المواطن التونسي في بلد ديموقراطي. وأشارت درة إلي أن هناك تخوف شديد، بسبب تضارب المشاعر، فهناك فرحة غامرة لان الشعب استطاع أن يحقق النصر، وفي الوقت نفسه هناك حزن عميق علي الأرواح التي فقدانها والعنف والتدمير والأيادي الخفية التي استغلت هذا الخراب في البلاد. وأضافت أن هناك تفاؤلا حول مستقبل البلاد، لأن ما حدث كان بإرادة الشعب، وليس بتحريض خارجي أو من حزب سياسي معين، وهو من أكثر الدروس المستفادة، ويجب أن نستمر في تلك الخطوات الايجابية. وحول تدخل الدول العربية لحل الأزمة التونسية، في ظل تعثر العديد من الحكومات العربية في نفس الأزمة، قالت درة : هذه الفترة بالتحديد تحتاج وقوف القوى السياسية والأحزاب والمثقفين والنخبة والشعب التونسي كله جنباً إلي جنب، لان الهدف واحد مهما اختلفت الآراء، لأننا أمام مشروع وطني له الأولوية، ثم يأتي بعد ذلك دعم الحكومات العربية، لأننا كشعوب عربية دائما ما نتكاتف في الأزمات، ولمست ذلك في العديد من المصريين. وقالت إنها تتمني عدم حدوث هذه الأزمات في الدول العربية ، حتى لا تحدث انقسامات، وما حدث في تونس ،أن جميع الفئات والطبقات تكاتفت علي قلب رجل واحد، متفقين علي وضع حد لهذه الانتهاكات والنهب والفساد وثروات البلاد التي انتهكت، وبدء في صفحة جديدة للبلاد بها نظام، وحكم للشعب بشكل مقنن ومنظم، من خلال اختيار رئيس وحكومة جديدة بالانتخاب وبإرادة الشعب، قادرين علي إعادة النظام وإصلاح الاقتصاد مرة أخري. وحول توقف الفنانين التونسيين عن العمل حداداً علي الأوضاع التي شهدتها البلاد مؤخرا، قالت: لم يحدث بيننا اتصالات لمناقشة هذا الأمر، ولكن الحداد حدث بالفعل خلال هذه الفترة، ولن نستطيع أن نتخذ أي قرارات حول دخولنا في أعمال جديدة، لأنه خلال كل ساعة تحدث أمورا جديدة، مشيرة إلي أنها لم تحتفل بعيد ميلادها أمس الخميس، ولم تخرج من منزلها، لمتابعتها المستمرة لهذه الأحداث.