أبرزت صحيفة هاآرتس قضة ما أسمته بالخلافات المصرية الإماراتية المشتعلة الآن، وهي الخلافات التي تتزايد في ظل الهجوم الذي يشنه اللواء "ضاحي خلفان" قائد شرطة دبي على الإخوان المسلمين بصورة عامة والرئيس محمد مرسي بصورة خاصة. ويشير تسفي برئيل محرر الشؤون العربية بالصحيفة إلى أن اللواء ضاحي خلفان والذي يقبع في منصبه منذ 33 عاما واحدا من الوجوه المعروفة للإسرائيليين ، خاصة بعد كشفه لمخطط اغتيال القائد الحمساوي محمود المبحوح في دبي، والأهم من هذا تمتعه بخبره كبيرة من جراء وجوده في منصبه كل هذه الفترة. ويصف برئيل خلفان بأنه كاتم أسرار رئيس الوزراء الإماراتي محمد بن راشد المكتوم، الأمر الذي دفع بالكثيرين سواء بالإمارات أو غيرها إلى الانصات إليه عندما يتحدث، معتبرين أن حديثه هذا يعكس آراء زعماء دولة الإمارات والتي لا يريدون التصريح بها علانية. وعرض برئيل بعضا من التغريدات التي يكتبها ضاحي خلفان عبر حسابه الشخصي في موقع تويتر، مشيرا تحديدا إلى واحدة من هذه التغريدات التي قال فيها "الإخوان المسلمون غير مؤهلين لإدارة محل بقالة... فقط قائد مستقل لا ينتمي لأي فصيل هو الوحيد القادر على إنقاذ مصر الآن". ويزعم برئيل أن ما يقوله خلفان يعكس أيضا تخوف دول الخليج عموما من الربيع العربي، خاصة وأن هذه الدول تتوجس من وصول رياح التغيير العربية إليها. ويضيف أن دول الخليج كانت ملاذا للكثير من القيادات الإخوانية في بداية الستينيات من القرن الماضي، إلا أن العلاقة بين الإخوان وقادة الخليج تغيرت بقوة عقب محاولة الإخوان السيطرة على خطباء المساجد ومنظمة التعليم في هذه الدول، الأمر الذي أدى إلى طرد بعضهم من دول الخليج وبدأت الخلافات العميقة بين الطرفين. ويقول برئيل إن "جميع دول الخليج استعدت ومنذ انتخاب الرئيس محمد مرسي إلى مواجهة ما سماه الخطر القادم من مصر، حيث قامت السعودية وقطر بدعم مصر ماليا، وتحاول الرياض والدوحة وقف التقارب المصري الإيراني الحاصل الآن". ويضيف أن "السعودية أرسلت مليار دولار دعما لمصر، وقطر قامت بدورها أيضا بدفع مليارين ونصف المليار دولار لدعم الاقتصاد المصري أيضا، وعلى الجانب الآخر فإن الإمارات لم ترسل أي أموال لمصر، رغم تعهدها منذ قرابة العام بدفع ما يقرب من ثلاثة مليارات دولار إلي القاهرة.. الأهم من هذا أن الإمارات اعتقلت 11 ناشطا مصريا ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين، ووجهت إليهم تهمة محاولة قلب نظام الحكم ومحاولة القيام باعمال إرهابية في الدولة، وهو ما اثار غضب جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها هؤلاء النشطاء". وعرض برئيل تفاصيل المحاولات المصرية لإطلاق سراح هؤلاء النشطاء، وهي المحاولات التي تصدرها رئيس جهاز المخابرات اللواء رأفت شحاته، إلا أن محاولاته لاطلاق سراح هؤلاء المعتقلين لم تكلل بالنجاح، الأمر الذي يعكس حدة الخلافات الثنائية بين أبو ظبي والقاهرة. واختتم برئيل حديثه بالتأكيد على استمرار تواصل الأزمة مع الإمارات في ظل وجود الإخوان المسلمين في الحكم، خاصة مع توجس حكومة ابو ظبي منهم وشعورها بالقلق من إمكانية محاولة الإخوان السيطرة على الحكم بالدول العربية والإطاحة بالأنظمة الحاكمة الآن.