للسنة الثالثة علي التوالي يغرق الاحتفال بالمولد النبوي في دموع المواطن، سواء علي الصعيد السياسي منذ اندلاع ثورة يناير، أو وقوع أي أحداث مؤسفة، فقد استقبل المولد هذا العام، بتصاعد أسعار الدولار أمام الجنيه وحادث البدرشين، مع أن صناعة "حلاوة المولد" ليس لها صلة بالدولار ارتفع أم انخفض. وذلك قبل أيام من موعد الاحتفال، مما أصاب جميع العاملين في هذا المجال بحالة من الاحباط من الخسائر تكبدوها والتي تقدر بنحو 5 مليارات جنيه قيمة تصنيع الحلوى هذا العام. أعرب صلاح العبد رئيس شعبه الحلويات بالغرفة التجارية للقاهرة، أن تشهد السوق انتعاشه بعض الشئ هذا العام، خاصة وأن عدد صناع وتجار والعاملين بمصانع الحلوي علي مستوي الجمهورية يبلغ مليون شخص في هذا الموسم والحلوي المصنعه تقدر بحوالي 5 مليارات جنيه. واستطرد قائلا: أن المسلمين يحتفلون الأسبوع المقبل بالمولد النبوي الشريف وهو موسم يكثر فيه شراء حلوي المولد التي أصبحت تقليدا أساسيا لهذا اليوم منذ عهد الفاطميين، أملا أن تمر هذه المناسبة هذا العام علي خير خاصة وأن 30% من مصنعي وتجار الحلوي خرجوا من السوق خلال العامين الماضيين بسبب الخسائر الكبيرة جدا التي لحقت بهم جراء الأحداث الجارية في ذلك الوقت. ويضيف صلاح العبد أنه يجري خلال هذه الأيام العمل علي قدم وساق ليتم الانتهاء من صناعة حلوي المولد وتوزيعها علي التجار في ربوع مصر. ويشير العبد أن ارتفاع الدولار خلال الآونة الأخيرة انعكس بالسلب عي صناعة الحلوي، حيث قام التجار ذات النفوس الضعيفة باستغلال ارتفاع الدولار بمقدار 50 قرشا وقاموا بإعادة تسعير مدخلات الإنتاج من جديد، علما بأن هذه البضاعة ليس لها علاقة بأسعار الدولار ومع ذلك كل يوم بسعر. ومن منطلق التزام الصناعة والتجار بالحفاظ علي محدودي الدخل، أكدنا التزامنا هذا العام بعدم رفع الأسعار من أجل تحريك السوق وأحداث انتعاشه ملموسة لتعويض جزء من الخسائر وعدم تسريح مزيد من العمالة في ظل الظروف الحالية. وأوضح صلاح العبد أن تأثير ارتفاع الدولار يتحمله المستهلك دائما، ولذلك أصبح التجار متهمون بالجشع في كل الأحوال، كما قام التجار غير الشرفاء بتغير سعر البضاعة المتفق عليها، نظرا لارتفاع الدولار وقام آخرون بإلغاء بعض الصفقات التي تم الاتفاق عليها لمجرد أن التجار والصناع رفضوا الموافقة علي الأسعار الجددة المقومة بالدولار. وحول الجديد هذا العام في أشكال الحلوى، قال عودة أن أشهرها "حصان المولد" للذكور، بالإضافة إلي العروسة البلاستيك مصرية الصنع المزينة، والعروسة الحلوي المزركشة والمغلفة باوراق ملونة والتي ينطبق عليها الشروط الصحية، مشيرا إلى إنها بدأت تنافس من جديد كرمز للفرحة للاطفال، خاصة أن "العروسة الحلاوة" بتصميمها وألوانها، احتلت مكانة خاصة كعروسة مصرية صميمة لها مقامها في موروثنا الثقافي، موضحا أن صناعة العروسة والحصان والحلوي يرمزان إلي عصر الخليفة الحاكم بأمر الله وزوجته مما قام المصريين بالحفاظ علي هذا التقليد. وفيما يخص أسعار الحلوى هذا العام، استعرض العبد أسعار الحلوي هذا العام كما يلي 3 لفه قرص تبلغ 9 جنيهات و2 لفة حمصية قرص تبلغ 5 جنيهات ونصف كيلو فولية سمسمية تبلغ 10 جنيهات ولفة نصف كيلو سكرية صوابع تبلغ 12 جنيها وقرص حمصية سكر 200 جرام بسعر 4 جنيهات، طبق لديدة فستق مبلغ 6 جنيهات، نوجا بندق 7 جنيهات، وقرص علف لوز صغير 7 جنيهات، والكربي 14 جنيها، وقرص فسدقية واللوزية والبندقية والكاشو 13 جنيها وكيلو ملبن عين جمل والفسدق والبندق 60 جنيها، وتتراوح أسعار العلب الجاهزة من 35 جنيها إلي 375 جنيها علي حسب الصنف والنوع والجودة والحجم والقدرة المالية للمستهلك. وينصح صلاح العبد بشراء الحلوي التي تتميز بالليونه واللون الابيض الناصع والابتعاد عن شراء الحلوي الجافة لفقدانها رطوبتها نتيجة التخزين لفترات طويلة. مصطفى بائع حلوي بمنطقة وسط البلد يؤكد أن هناك تراجعا في الإقبال علي الشراء هذا العام بنسبة تصل إلى 40% تقريبا. وتابع قائلا: أصبح المستهلك المصري في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدنية، لا ينتظر المولد النبوي فالبعض يستغنى عن شراء حلاوى المولد ويعتبرها من الرفاهيات والبعض الآخر يقوم بشراء أشياء رمزيه فقط من أجل فرحة الاطفال، بعكس الماضي فكان لا يخلو منزل من شراء حلاوة المولد بكميات كبيرة، فضلا عن قيام بعض أسر الأقباط بشراء حلوى المولد. وأضاف بائع الحلوى: التجار يقومون بتوزيع بضائعهم علي الموالد المقامة بالمحافظات لأولياء الله الصالحين من أجل من أجل تعويض جزء من الخسارة الكبيرة.