حذر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو من أن يتطور الوضع المأساوي في سوريا إلى اندلاع حرب أهلية تجرف المزيد من آلاف الضحايا الأبرياء وقد تمتد آثارها إلى دول الجوار والمنطقة ككل. وقال الأمين العام في كلمته أمام الاجتماع الرابع لمجموعة أصدقاء الشعب السوري اليوم في مدينة مراكش المغربية: إن الواجب يفرض علينا أن نمد يد العون إلى ضحايا العنف على نحو عاجل. وعبر إحسان أوغلو عن الانشغال والألم العميقين لما آل إليه الوضع في سوريا بالرغم من الجهود الجماعية المتواصلة التي يبذلها المجتمع الدولي لحل هذه الأزمة، في ظل المجازر الجارية والقتل العشوائي للمدنيين الأبرياء، وفي مقدمتهم الأطفال والنساء، والدمار الرهيب الذي يلحق البيوت والبنيات الأساسية. وأضاف إحسان أوغلو: وَجَّهْتُ بصفتي أمينا عاما لمنظمة التعاون الإسلامي نداءات متكررة من أجل وضع حد لأعمال القتل في سوريا؛ وهي نداءات تستمد جذورها من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف التي تشدد على حرمة الروح البشرية وتأمر بصونها وحمايتها وتمنع قتل الأبرياء أو إلحاق الأذى بهم. وأكد أن المنظمة حرصت منذ بداية الأزمة على الالتزام بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء وعلى احترام سيادتها وسلامة أراضيها؛ وهو موقف رافقه إصرار على الحفاظ على سلامة الشعب السوري الشقيق وأمنه، إلا أن التدهور المتواصل للوضع الأمني وتفاقم الممارسات القمعية وأعمال التقتيل التي تروح ضحيتها أعداد هائلة من الأطفال والنساء كان لها الدور الرئيس في تدويل الأزمة. وجدد إحسان أوغلو تأكيد منظمة التعاون الإسلامي دعمها الكامل لجهود السيد الأخضر الإبراهيمي، الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا. كما أعرب عن ترحيب المنظمة بتوقيع أطياف المعارضة مؤخرا على اتفاق في الدوحة لإنشاء كيان موحد، مما سيمهد الطريق لتوحيد المعارضة السورية ولاعتراف المجتمع الدولي بها.