عمل وطني مسئول ومشرف تقوم به الدولة المصرية في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني، فليس غريبًا أن تأتي تحركات مصر فور بدء هذا العدوان الوحشي، وعلى جميع الأصعدة، لتؤكد موقفها الرافض لما تقوم به سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ومطالبتها بوقفه فورًا؛ حيث أبلغت الخارجية المصرية إسرائيل رسميًا رفضها هذا العدوان؛ عبر استدعائها السفيرة الإسرائيلية بالقاهرة، وإبلاغها بهذه الرسالة الواضحة، ولم يتوقف الدور المصري عند هذا الحد؛ بل امتد إلى أن مصر قادت تحركات عربية ودولية واسعة من أجل وقف هذا العدوان على غزة والمناطق الفلسطينية الأخرى، ربما تتوج باتفاق هدنة خلال ساعات من أجل حقن دماء الشعب الفلسطيني الذي يسقط منه ضحايا على مدار الساعة من أطفال ونساء وشباب وشيوخ؛ نتيجة هذا العدوان السافر الذي يتعارض مع كافة المواثيق والأعراف الدولية والإنسانية. وبالتوازي قررت مصر فتح مستشفياتها لاستقبال جرحى هذا العدوان الخسيس من الأخوة الفلسطينيين لعلاجهم، تضامنًا معهم في مواجهة تلك الأعمال الإرهابية التي يمارسها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، ويقينا فإن الموقف الرسمي المصري جاء أيضًا متسقًا مع الموقف الشعبي؛ بل ومعبر بوضوح عنه؛ حيث تسود حالة من الغضب والرفض الشعبي الواسع لهذا العدوان الغاشم تجسد في العديد من المواقف والبيانات الصادرة من مجلسي النواب والشيوخ والجامع الأزهر والكنيسة وغيرها من مؤسسات أكدت تضامنها مع الشعب الفلسطيني ضد هذه العدوان الإرهابي. هكذا تعاملت مصر مع إرهاب إسرائيل، وهكذا يأتي موقفها التاريخي الذي اعتادت عليه حين يتعلق الأمر بخطر يتهدد الشعب الفلسطيني، وحين يكون الأمر يمس شعب عربي شقيق.. مصر الكبيرة في مثل هذه المواقف لا تتذكر من تآمر على أمنها، ولا من سعى إلى ضرب استقرارها، ولا من طعنها من الخلف، ولا من تحالف مع الإرهابيين لإسقاطها، ولا من خطط ودبر ونفذ.. نعم مصر الكبيرة قدرها أن تظل هي التي تتحمل أفعال الصغار.. لا تتخلى عن دورها، ولا تتراجع عن مبادئها ولا تفرط في عروبتها. لقد كانت مصر وستظل المدافع الأول عن القضية الفلسطينية والداعم الأول للشعب الفلسطيني ووحدته، حتى يسترد كامل حقوقه ويقيم دولته وعاصمتها القدس، ولعل التاريخ يشهد على أن مصر لم تتخل يومًا عن القضية الفلسطينية، ودافعت عنها بالمال والدم وهو ما لم تقم به أي دولة أخرى، ولمن لم يعلم أو يتجاهل التاريخ أن مصر قدمت للقضية الفلسطينية 100 ألف شهيد، وخسر اقتصادها المليارات؛ بسبب دفاعها عن القضية الفلسطينية. .. واعتقد أن هذا الدور التاريخي لمصر لا تنتظر عليه كلمة شكر من أحد، ولكن من المدهش والمثير للسخرية تجد من يزايد على هذا الدور أو من يتنكر له أو من يقلل منه أو من يشوهه أو يطمسه، خصوصًا تلك الأبواق التي تمولها جماعة الإخوان الإرهابية، التي لا ترى فيما تقوم به مصر شيئًا يذكر، برغم أنها على يقين أن مفتاح الحل في يد القاهرة؛ لأنها الصوت المسموع في المنطقة، حتى إن الإدارة الأمريكية حين تتحدث عن حلول لوقف الحرب الدائرة حاليًا تؤكد على الدور المصري والجهود التي تقوم بها مصر لتحقيق هذا الهدف. ..إنها مصر الكبيرة