إذا كنت مسافرا على أحد الطرق الرئيسية أو الداخلية فى شمال سيناء فلا تنزعج إذا شاهدت مجموعة من شباب البادية قبل أذان المغرب بساعة يستوقفونك بإصرار ويطالبونك بالنزول من سيارتك والترجل معهم حيث يوجهونك، فهدفهم الوحيد هو دعوتك إلى تناول طعام الإفطار معهم على «طبلية المسافر»، والتى يتم إعدادها يوميا طوال أيام الشهر الكريم لإفطار المسافرين العابرين إلى المدينة عبر الطريق، فالعادات والتقاليد ماتزال راسخة فى بادية سيناء « أهل الكرم». وحول أهم العادات الخاصة بأهالى البادية فى رمضان يقول الشيخ عبد الله جهامة كبير مشايخ سيناء، إنه منذ اليوم الأول وحتى نهاية رمضان وقبل الإفطار بساعة تجد أبناء القبيلة على طوال طريق السفر الممتد من العريش إلى القنطرة يفترشون الطريق وهم يشعلون النار ليراها القادم من بعيد ثم يستوقفونه لإجباره على الأفطار معهم بالديوان البدوى العام على «طبلية» الضيف المسافر، مشيرا إلى أن هذه العادات لاتزال راسخة فى بادية سيناء. ويضيف سلامة الرقيعى من أبناء البادية أن هناك عادات وتقاليد وقيما مازالت موروثة عن الأجداد لدى أبناء البادية، فعلى الرغم من الارتقاء فى المستوى التعليمى وتسرب الحضارة الحديثة بشكل كبير إلى المجتمع القبلى إلا أن العادات فى شهر رمضان لم تتغير، مشيرا إلى أنه عادة ما يجتمع أبناء القبيلة الواحدة من الرجال فقط قبل الإفطار بساعة بالديوان العام وكل منهم يحضر ماطهته زوجته بالمنزل ويضعه على طبلية كبيرة تسمى طبلية الضيف المسافر، ويذهب اثنان من أبناء القبيلة على الطريق العام لإيقاف السيارات المارة على الطريق لدعوتهم إلى تناول طعام الإفطار معهم، وغالبا ما تحتوى الطبلية، على مختلف أنواع الطعام. وتابع: من العادات ألا يسأل الضيف عن اسمه أو عمله أو حتى ديانته أو جنسيته فهو ضيف فقط، مشيرا إلى أن العادات راسخة فى البادية وتتوارثها الأجيال. وأوضح أنه تم هذا العام اتخاذ عدة إجراءات للوقاية من مرض كورونا المنتشر مثل التباعد فى الموائد، وأن يكون الطهى فى أدوات تستخدم لمرة واحدة فقط، بعكس ما كان فى السابق، حيث كان الطعام يوضع فى أوان كبيرة وهو ماتم الاتفاق عليه بين أبناء القبائل حفاظا على صحة وسلامة الجميع.