لا تنزعج إذا شاهدت مجموعة من شباب البادية قبل أذان المغرب بساعة يستوقفونك بإصرار, فهدفهم الوحيد هو إجبارك علي تناول طعام الإفطار معهم.. فمنذ اليوم الأول وحتي نهاية رمضان وقبل الإفطار بساعة تجد أبناء القبيلة علي طوال طريق السفر الممتد من العريش الي القنطرة يجلسون أمام الطريق وهم يشعلون النار ليراها القادم من بعيد ثم يستوقفونه لاجباره علي الإفطار معهم بالديوان البدوي العام علي طبلية الضيف المسافر.. هذه العادات لاتزال راسخة في بادية سيناء. يقول سلامة الرقيعي عضو مجلس النواب ببئر العبد ومن أبناء البادية أن هناك عادات وتقاليد وقيما موروثة عن الأجداد لا تزال موجودة لدي أبناء البادية بالرغم من من زحف المدنية بشكل كبير علي المجتمع القبلي إلا أن العادات وخاصة الرمضانية لم تتغير.. فعادة ما يجتمع أبناء القبيلة الواحدة من الرجال فقط قبل الإفطار بساعة بالديوان العام وكل منهم يحضر ما أعدته زوجته بالمنزل ويضعه علي طبلية كبيرة تسمي طبلية الضيف المسافر.. ويذهب اثنان من أبناء القبيلة إلي الطريق العام لإيقاف السيارات المارة وإجبار من يستقلونها علي تناول طعام الإفطار معهم, وغالبا ما تحتوي الطبلية, علي مختلف أنواع الطعام ومن العادات ألا يسأل الضيف عن اسمه أو عمله أو حتي ديانته أو جنسيته فهو ضيف فقط. وغالبا ما تتناول السيدات البدويات الإفطار في بيوتهن.وللبدو عادات وتقاليد يتمسكون بها ومعظمها عادات تدل علي الرحمة والألفة والمحبة فيقص لنا الشيخ حسن البصيلي أن أبناء بادية سيناء لهم خبرة في معرفة هلال رمضان فيقولون خامس الصوم صوم( بمعني إذا صامت الامة في العام السابق يوم السبت يكون الصيام في العام الحالي علي سبيل المثال يوم الخميس) فاذا ماكان الغد هو اول يوم من رمضان جهز ابناء البادية مائدة غذاء ضخمة يدعون إليها الأحبة والاقارب وابناء السبيل والغرباء تسمي هذه المائدة بالغدوة الطويلة أي انهم اعتبارا من غد سوف ينقطعون تماما عن الغذاء ويبدأ الصيام ويقول البصيلي ان الهدف من انشاء هذه المائدة ليس الطعام بل الامر اكبر من ذلك فالهدف الاساسي هو ان تجتمع ابناء القبائل للتعرف علي احتياجات الفقراء من ابناء القبيلة ومد يد العون لهم بمبالغ نقدية تكفيهم طوال شهر رمضان وهكذا تبحث الغدوة الطويلة الخطة المستقبلية لرمضان مع بداية أول يوم.