قال ماهر نقولا فرزلي، مدير منتدى واشنطن المالي، إن الخلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورجل الأعمال إيلون ماسك كان متوقعًا منذ البداية، نظرًا لطبيعة شخصية ماسك التي وصفها بالذكية والحادة، ولكن غير الملائمة للعمل في بيئة سياسية شديدة التعقيد كالعاصمة الفيدرالية واشنطن. اقرأ ايضا هجمات روسية ليلية تضرب اتصالات الجيش الأوكراني ومئات القتلى بخاركيف وأضاف فرزلي، خلال مداخلة مع الإعلامية بسنت أكرم، على قناة القاهرة الإخبارية، أن ترامب كان يدرك مسبقًا أن بقاء ماسك في واشنطن لن يدوم طويلاً، وقدّر أنه لن يستطيع الصمود أكثر من 5 إلى 6 أشهر، وهو ما حدث بالفعل، ورغم ذلك، لعب ماسك دورًا "محدودًا ولكن إيجابيًا" — بحسب تعبيره — في جهود ضبط الميزانية الفيدرالية الأميركية خلال تلك الفترة. وأوضح فرزلي أن ماسك قاد مبادرة سريعة بالتعاون مع مجموعة صغيرة من الخبراء خريجي الجامعات في كاليفورنيا، في محاولة لترشيد الإنفاق داخل الوزارات الفيدرالية، ومواجهة ما وصفه ب"الحرق المستمر لأموال دافعي الضرائب الأميركيين" نتيجة البيروقراطية المفرطة في واشنطن. لكن فرزلي أكد أن السبب الجوهري وراء الخلاف لم يكن مرتبطًا فقط بالميزانية أو بالسياسات المالية، بل بما وصفه ب"محاولة خفية" من جانب ماسك للسيطرة على وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، والتي تمثل أحد الأعمدة الاستراتيجية في الصراع التكنولوجي والجيوسياسي بين الولاياتالمتحدة والصين. وأضاف: "الصناعة الجوية والفضائية باتت اليوم أحد أهم عناصر النفوذ الأميركي، وناسا تُعد مؤسسة ضخمة ذات تأثير مباشر على الأمن القومي. ويبدو أن محاولات ماسك، من خلف الكواليس، لإحكام نفوذه داخل الوكالة كانت السبب الحقيقي في الانفصال بينه وبين إدارة ترامب." واختتم فرزلي حديثه بالإشارة إلى أن بقية التفاصيل الإعلامية، بما في ذلك "التراشق بالألفاظ" أو ما وصفه ب"الكلام السوقي"، ما هي إلا "مسرحية عنيفة" تخفي خلفها خلافًا عميقًا حول النفوذ والسيطرة داخل مؤسسات أمريكا.