مستحيل أن أكتب عن شخصية معينة داخل إطار درامى.. لأنى لا أقدم عملاً توثيقياً المسلسل يناقش المواجهة بين الفكر المتطرف والتفسيرات الصحيحة للدين ركزت على الفترة من 2010 حتى 2011 لأنها صنعت تغييرا فى المنطقة جذب مسلسل «القاهرة – كابول» انتباه مشاهدى الدراما الرمضانية هذا العام، بعد عرض حلقاته الأولى، وذلك كونه دخل فى منطقة شائكة تتعلق بمخططات الجماعات الإرهابية ليس على المستوى المحلى فقط، لكن عناصرها المنتشرة فى عدة دول، ولأن السيناريو هو العنصر الرئيسى فى نجاح أى عمل فنى، تضاعفت المسئولية الواقعة على عاتق عبد الرحيم كمال، مؤلف العمل، الذى يشارك فى دراما رمضان هذا العام بمسلسل آخر وهو «نجيب زاهى زركش» بطولة النجم يحيى الفخراني. وفى حواره ل «الأهرام العربي» يكشف عبد الرحيم كمال، معاناته فى دراسة الفترة الزمنية التى تحدث عنها المسلسل، قبل أن يقوم برسم الملامح الرئيسية للقصة، ومن ثم الشروع فى كتابة السيناريو بتفاصيله الدقيقة، وهو ما استغرق منه نحو 10 سنوات. هل توقعت أن يثير مسلسل "القاهرة – كابول" كل هذا الاهتمام من الجمهور؟ الحمد لله رب العالمين، المسلسل استطاع أن يجذب المشاهدين منذ الحلقات الأولى، وذلك لأننى أثناء كتابة السيناريو حاولت أن أضع نفسى مكان المشاهد وأتساءل، ماذا يريد وما الذى يجذبه لعمل دون الآخر؟ فأنا أجتهد، أما النجاح من عدمه فهذا من عند الله سبحانه وتعالى، ولا تنس أنك حين تؤدى ما عليك فإن تعبك لن يذهب هباء. كيف جاءتك فكرة العمل خصوصا أنها مختلفة عن السائد حالياً؟ فى رأيى أن الأحداث الكبرى تجذب الكاتب لها، فعقب أحداث يناير كانت بداخلى تساؤلات كثيرة مثل، ماذا حدث وكيف حدث وهل ما حدث كان وليد المصادفة أم كان مخططا له، ولماذا أصبح الإرهاب بهذا الشكل الكبير، وهل كانت الساحة ممهدة لذلك؟ أسئلة كثيرة دارت برأسى وحاولت أن أجد لها إجابات، كل ذلك جعلنى أفكر وأبحث عن الجذور كيف نشأت، وقد استغرق ذلك وقتا طويلا. المسلسل يناقش فترة مهمة جداً فى تاريخ مصر، كم استغرق الإعداد له؟ استغرق عشر سنوات كاملة، تسع سنوات منها فى البحث والقراءة، ثم سنة فى الكتابة، فقد بدأت الفكرة كما قلت منذ 25 يناير 2011 وخلال تلك الفترة لم أترك كتاباً أو صحيفة أو برنامجا إلا وشاهدته، وظللت أدون العديد من النقاط حتى أصبحت لدى فكرة متكاملة عما حدث، بعدها بدأت الكتابة ورسم الشخصيات وهى المرحلة الأخيرة. رغم تنامى الإرهاب خلال التسعينيات والألفية الجديدة لكن المسلسل يناقش فترة زمنية قليلة جداً.. ما السبب؟ بالتأكيد الإرهاب موجود منذ الثمانينيات حتى الآن، وكانت دراستى لتلك الفترة كى أعرف كيف ولد الإرهاب وكيف جاء من الخارج إلينا فى صور متعددة، ولك أن تتخيل أنه فى فترة الثمانينيات كانت بعض الدول تساعد الشباب على الذهاب لأفغانستان، وهى لا تعى ما سيحدث لهؤلاء الشباب من تغيير فى الفكر واعتناق بعض الأفكار المتطرفة، من هنا جاءت المشكلة، لكن فى الفترة القريبة من 2011 كانت لها أشكال مختلفة، ودخل الإعلام كعنصر رئيسى فى تلك الدائرة، لذلك ركزت بشكل أساسى على الفترة من 2010 إلى 2011، لأنها صنعت تغييرا فى المنطقة. هناك من ربط بين شخصيات المسلسل وبعض الشخصيات الحقيقية.. فهل قصدت ذلك أثناء الكتابة؟ من المستحيل أن أكتب عن شخصية معينة داخل إطار درامى بهذا الشكل، لأنى أكتب عن شخصيات درامية ولا أقدم عملاً توثيقياً عن تلك الشخصيات، وإلا كان من الأفضل أن أصنع فيلماً وثائقياً عن هذه الشخصية مدته ساعة نسرد فيه تاريخها، لكن فى "القاهرةكابول" يختلف الوضع، حيث يوجد العديد من الشخصيات، والشخصية الرئيسية الخاصة ب "رمزى" من المستحيل أن تجدها كما هى، إنما هى عبارة عن مجموعة صفات مختلفة من شخصيات أخرى قد تكون ظهرت على الشاشة، هذه الصفات أردت أن أقدمها فى شخصية واحدة، ومن هنا حدث الربط فى بعض الأمور. وبالنظر إلى الشكل الخارجى والملابس والمكياج الخاص به، سيقترب "رمزى" من شخصية "بن لادن"، لكن لو دققنا النظر فى تصرفاته وسفره المتكرر إلى أوروبا سنجد عكس ذلك، لأنه لم يكن حر الحركة تماماً منذ بداية الألفية، كذلك تم الربط بين "رمزى" ورمزى بن شيبة أحد القيادين الذى قبض عليه فى أفغانستان، وهو متهم رئيسى فى أحداث 11 سبتمبر، لكن كل ذلك غير صحيح، لأن الشخصية الدرامية فى العمل تستطيع أن تستوعب كل تلك التصرفات فى شخص واحد، وهو أيضاً ما ينطبق على باقى شخصيات المسلسل مثل شخصيات خالد الصاوى وفتحى عبد الوهاب، لذلك كتبنا فى بداية التتر تنويها أن جميع الشخصيات والأحداث من خيال المؤلف حتى تتضح الأمور. المشهد الذى جمع الأصدقاء الأربعة بانتماءاتهم وشخصياتهم المختلفة، صور للمشاهد أنها مواجهة بين الأفكار وليست عودة لذكريات الطفولة.. ما السبب؟ لو دققنا النظر فى البداية ستجد أن هناك أربعة أصدقاء منذ الطفولة عاشوا فى مكان واحد، لكن كلاً منهم ذهب فى طريق مختلف عن الآخر، وقد مرت سنوات طويلة لم يلتقوا فيها، هنا أردت أن أجمعهم فى مكان واحد حتى يفصح كل منهم عما بداخله تجاه الآخر، وكى يعرف المشاهد اتجاهات كل واحد فيهم منذ البداية، لذلك كانت الندية والصراع بين رمزى وعادل أكثر حدة، فى سبيل أن شخصية الإعلامى الانتهازى كان وجوده حمامة سلام، لكنه يريد أن يخرج مستفيداً من الحوار، فى سبيل أن مقتل الصديق الرابع كان بداية للصراع الصريح بينهم، هذا المشهد استطاع المخرج والممثلون أن يترجموا ما كتبته بشكل ممتاز حتى إن البعض رآها مباراة فى الأداء الفائز فيها هو المشاهد. المشاهد شعر بأن هناك تجانسا بين أبطال المسلسل، فهل تدخلت فى اختيار أسماء الممثلين أثناء التحضيرات النهائية؟ هناك مدرستان فى هذا الشأن، الأولى أن يرشح المخرج كل الشخصيات كما يراها مناسبة أمام الشاشة، والثانية أن يناقش المخرج والمؤلف بعض الأسماء التى تصلح لكل دور، وفى هذا المسلسل جلست أنا والمخرج حسام على نتشاور فى الترشيحات، ولك أن تتخيل أننا لم نختلف على اسم واحد من بين الأبطال، وكى أكون صريحاً عندما سألنى عن الشخصية التى أراها فى خيالى، أجبت على الفور بأنها للفنان الكبير نبيل الحلفاوى، فوجدته يبارك هذا الترشيح، لذلك يشعر المشاهد أن جميع المشاركين فى العمل تم اختيارهم على أسس صحيحة ومقنعة. ماذا عن مسلسلك الآخر "نجيب زاهى زركش"؟ من الشخصيات التى أعتز بها دكتور يحيى الفخراني، فهو شخصية مثقفة ولديه حس فنى عال ووجهه معبر، والحمد لله أننا قد قدمنا من قبل أعمالاً مثل "شيخ العرب همام" و"الخواجة عبد القادر" و"ونوس" وغيرها من الأعمال التى لاقت نجاحاً كبيراً، وأتمنى أن يحقق المسلسل نفس النجاحات السابقة لأننا بذلنا فيه مجهوداً كبيراً.