تقدم "بوابة الأهرام" اليوم الثلاثاء ، حلقة جديدة من سيرة عطرة ل "نساء حول النبي". وتتناول اليوم سيرة مختصرة للطاهرة الصديقة أم المؤمنين السيدة عائشة بنت عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر التميمية القرشية -رضي الله عنها. تقول الواعظة أميرة سيد يونس من واعظات الأزهر الشريف بمنطقة وعظ الجيزة، قائلة إنها الطاهرة الصّديقة، أم المؤمنين وحبيبة الصادق الأمين ومعلمة الصحابة والتابعين الطاهرة المطهرة معلمة النساء المخلصة. إنها السيدة عائشة بنت عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر التميمية القرشية -رضي الله عنها- أبوها عبد الله بن أبي قحافة وكنيته أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أمها السيدة أم رومان بنت عامر أخوها لأبيها وأمها هو عبد الرحمن بن أبي بكر أخوتها لأبيها عبد الله وأسماء وأمهما قتيلة بنت عبد العزى العامرية، ومحمد وأمه أسماء بنت عميس، وأم كلثوم وأمها حبيبة بنت خارجة. كنيتها أم عبد الله نسبة لابن أختها عبد الله بن الزبير. زوجها أشرف الخلق وأطهرهم سيدنا محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- ولدت -رضي الله عنها - قبل الهجرة، وتربت في بيت أول من أسلم من الرجال، وبعد وفاة السيدة خديجة بنت خويلد، جاءت خولة بنت حكيم إلى النبي محمد تسأله أن يتزوج، فسألها: «وَمَن؟»، قالت: «إِنْ شِئْتَ بِكْرًا، وَإِنْ شِئْتَ ثَيِّبًا»، فقال: «وَمَنِ البِكْرُ وَمَنِ الثَّيِّب؟» فذكرت له البكر عائشة والثيب سودة بنت زمعة، فقال: «فَاذْكُرِيْهِمَا عَلَيّ.» فذهبت خولة إلى أم رومان بنت عامر أم عائشة، وذكرت لها الأمر، فقالت: «اِنْتَظِرِي فَإِنَّ أَبَا بَكْرَ آتٍ»، ورد الصديق قائلًا «قُولِي لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَلْيَأْتِ»، فجاء النبي محمد وخطبها. وكانت أحب نساء النبي إلى قلبه وكانت تغار عليه من كل نسائه، وهى الوحيدة التي تزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم- بكرا، وتروي عائشة حديثًا عن النبي محمد أنه رأى في منامه جبريل، وقد جاء بها في ثوب من حرير، وقال له: «هَذِهِ امْرَأَتِك»، فرد النبي بقوله: "إنْ يَكُن هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ يُمضِهِ". وفي حديث آخر أن جبريل قال" هَذِهِ زَوْجَتُكَ فِي الدُنيَا والآخرة" شهدت مع النبي الكثير من الغزوات ، ومنها غزوة بني المصطلق التي حدثت بعدها حادثة الإفك، فتطاول عليها المنافقون واتهموها بما ليس فيها فبرأها الله عز وجل من فوق سبع سموات ونزل فيها قرآن يتلى إلى يوم القيامة. كانت -رضي الله عنها- أعلم النساء بالدين الإسلامي، فكانت تَسأل النبي عن تفسير الكثير من الآيات حتي اشتهرت بكثرة تفسيرها وروت عن النبي ما يقرب من 2210 حديثا وروى عنها الكثير من الصحابة، وكان الخلفاء الراشدين يُحيلون إليها كل ما يتعلق بأحكام النساء، وبأمور النبي البيتية كانت النساء يلجأن إلى عائشة لتنقل شكواهن إلى النبي محمد لما لها من مكانة عنده، والأمثلة كثيرة في هذا الصدد. حياتها مليئةٌ بالقصص والعبر وتاريخها حافل بالعلم والعمل توفيت ليلة الثلاثاء 17 رمضان 57 ه وقيل 58 ه وقيل 59 ه، وصلى عليها أبو هريرة بعد صلاة الوتر.