هذه واحدة من أطهر نساء العالمين وهي من أمهات المؤمنين حيث قال اللحق تبارك وتعالي: "النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم.." 6 الأحزاب. والمقصود في الآية الكريمة زوجات سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم الذي نزل عليه آيات القرآن الكريم. وفي مقدمة هؤلاء الزوجات السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وهي التي نعنيها في هذه السطور. إنها تربت في بيت الكرم والعفاف والثراء. انه أبو بكر بن أبي قحافة حبيب رسول الله وصديقه بعد البعثة المحمدية وقبلها ورفيقه في الغار "إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا" 40 سورة التوبة . وهو الذي قال عنه سيد الخلق: ما دعوت أحداً للإسلام إلا كانت عنده كبوة وتردد إلا أبي بكر بن أبي قحافة. ما تردد. وأم السيدة عائشة هي أم رومان بنت عامر وقد كانت سيدة حكيمة وأماً فاضلة.. فعائشة سليلة بنت كريم. ووالدها أبو بكر الصديق قدم كل ماله لنصرة رسول الله صلي الله عليه وسلم وحينما سأله رسول الله وماذا أبقيت لأولادك فقال: أبقيت لهم الله ورسوله. في حضن هذا البيت الكريم نشأت السيدة عائشة. وقد منحها الله سماحة في الوجه وذكاء ورشاقة في القوام. وهي التي كانت مثار الاعجاب بين أثرياء مكة.. وفي ذلك الوقت كان رسول الله صلي الله عليه وسلم فقد زوجه الوفية خديجة بنت خويلد ولم يجرؤ أحد علي الحديث مع الرسول عن الزواج إلا خولة بنت حكيم هي التي فاتحته وعرضت عليه الزواج ان أردت بكراً وإن شئت ثيباً. فسألها من البكر ومن الثيب. فقالت: البكر عائشة والثيب سودة بنت زمعة. ثم كانت موافقة الرسول صلي الله عليه وسلم فاتجه إلي بيت أبي بكر وتم المراد وبني بها رسول الله صلي االله عليه وسلم في بيتها الذي توفي فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم وقد كانت من أحب النساء إلي قلبه ورغم زوجات النبي العدل لكن الرسول كان يقول: "ان هذا قسمي فيما أملك فلا تلومني فيما لا أملك" وقد كانت السيدة تنعم بالحب والتقدير بين كل المترددين علي البيت النبوي خاصة انها ابنة أبو بكر وأمها أم رومان أبوان طاهران يتمتعان بقوة الإيمان والطهارة. نتشرف بذكر نفحات سريعة عن مكارمها في هذه العجالة: السيدة عائشة رغم انها قريبة من قلب الرسول إلا انها تغار عليه وظهر ذلك واضحاً حينما كان يأتي ذكر السيدة خديجة ومن حقها الغيرة فهو سيد الخلق وصاحب الخلق العظيم. هذه السيدة الفاضلة لم تسلم من حديث الإفك فقد جاء هذا الحديث عقب عودة السيدة عائشة مع صفوان بن المعطل السلمي. وهو الذي حملها بعد أن تخلفت عن الركب في غزوة غزاها الرسول. وعند عودتها مع الصحابي الجليل كان الحديث الظالم الذي أصاب السيدة بالهم والغم لكن رب العالمين فضح هذا المخطط "إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم لكل امريء منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولي كبره منهم له عذاب عظيم" والمقصود مسطع بن اثاثه بن عباد. وقد جاءت براءة السيدة الطاهرة عائشة في آيات سورة. وأزاحت الستار عن "مسطح" الذي كان يتولي الانفاق عليه أبو بكر الصديق. وقد كانت هذه البراءة مثار افتخار السيدة عائشة. تقول صورت لرسول الله صلي الله عليه وسلم قبل أن أصور في رحم أمي والرسول لم يتزوج بكراً غيري. وكان الوحي ينزل عليه وهو بين نحري وسحري. ونزلت براءتي من السماء. وكنت أحب الناس إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم ولم ينكح امرأة أبوها وأمها مهاجران غيري. وكنت أغتسل مع الرسول أنا وهو في إناء واحد ولم يصنع الرسول ذلك مع أحد من نسائه. وقُبض رسول الله وهو بين نحري وسحري ومات في الليلة التي كان يدور عليُ فيها. ودفن في بيتي. السيدة عائشة الفصيحة العالمة حبيبة رسول الله صلي الله عليه وسلم من أطهر نساء العالمين. انها نموذج وقدوة لكل بنات حواء في كل عصر وزمان رضي الله عنها وعن والديها انها أم المؤمنين رضي الله عنها.