قال الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، إن النحات الراحل آدم حنين "1929- 2020"، فنان مصرى حتى النخاع بالإضافة إلى أنه مبتكر ومعاصر بكل المعايير، حيث نشاهد كتلة مشاعر عبر أعماله. وأضاف فاروق حسنى في تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام" بأن معرض "الرحلة"، الذى أفتُتح أمس بمجمع الفنون بالزمالك يكشف أن حنين ليس مجرد نحات عابر ولكنه صاحب باع طويل وله تلاميذ كثيرين، حيث أن أعماله تحمل بصمة خاصة كونه ابن الحضارة المصرية القديمة، فعندما بدأ عمله النحتي لم يستطع الخروج من القيم الجمالية التى رسخها الفراعنة بل أضاف عليها لمسات معاصرة. وتابع: آدم حنين دفقة فنية قوية فى زمن يحتاج دائماً إلى دفقات، هو دفقة مؤثرة فى الحركة التشكيلية العالمية المعاصرة. يذُكر أن معرض "الرحلة" يستعرض مسيرة حنين، الرائدة منذ خمسينيات القرن الماضى وحتى وفاته وذلك من خلال مجموعة فريدة من أعماله تجاوزت المائة وخمسون عملًا فنيًا ما بين النحت والتصوير تشكل نماذج من كافة إنتاجات الفنان بمراحلها المختلفة حيث يسلط المعرض الضوء على كل تلك المراحل باعتبارها سردًا لرحلة فنية عظيمة ورائدة نرويها لكل رواد الفن في مصر وخارجها لفنان كبير حفر اسمه في ذاكرة الفن المصرى كأحد العلامات الفنية التى نفتخر بها دومًا. ويعُد الفنان فاروق حسنى أبرز الفنانين الذين عاصروا رحلة "حنين" فى سنواته المبكرة، بل دفعه إلى إقامة مشروعه الفنى الكبير سمبوزيوم النحت الذى ساهم فى إثراء الحركة النحتية فى مصر وتخريج دفعات كبيرة ساهمت فى رفع اسم مصر بمختلف سمبوزيومات العالم. يشير حسنى إلى أنه قد طالب بمجيء حنين إلى مصر من مقر إقامته فى فرنسا لكى يرمم تمثال أبو الهول، فرفض ترميمه ولكنه عندما اصطحبناه لأبو الهول لرؤية الترميم الأول غضب بشكل كبير حيث رأى انه تم بصورة سيئة وبالفعل قام بالتعاون مع الفنان محمود مبروك بترميم أبو الهول بشكل جيد. ويختتم حديثه واصفاً علاقته بالفنان الراحل ويقول: أدم حنين وفاروق حسنى ملحمة زمنية منذ السبعينيات لم نفترق سواء فى باريس أو روما أو مصر، وبالتالى أشعر بسعادة غامرة لإقامة هذا المعرض بشكل احترافى حيث يعُد بمثابة مدرسة يتعلم منها الفنانون.