في 4 أبريل عام 1881م أصدر ماسبيرو أمرًا بإلقاء القبض على أحمد عبدالرسول وإخوته الأشقاء، الذين سربوا بعض المقتنيات من خبيئة الدير البحري للخارج ، و هى الخبيئة التى توصف بأنها أعظم اكتشاف أثري نهايات القرن التاسع عشر، والتى رصدت وقائعها جريدة الأهرام ، وتناولتها السينما المصرية فى فيلم المومياء للمخرج الراحل الكبير شادى عبدالسلام . وعرضت الصفحة الرسمية لوزارة السياحة والآثار مساء أمس السبت، خلال صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي ، خبيئة الدير البحري ، في إطار الاستعداد لموكب المومياوات الملكية ، مؤكدة أنها هي الخبيئة الأولى التي عثر فيها على 10 من ال 22 مومياء التي سيتم نقلها من المتحف المصري للمتحف القومي للحضارة المصرية. وأوضحت أن الخبيئة هي المقبرة رقم TT320، والمعروفة أيضًا باسم "الخبيئة الملكية"، وهي مقبرة أثرية تقع بجوار الدير البحري في جبانة طيبة، غرب الأقصر تم الكشف عنها عام 1881م، انتظروا موكب المومياوات الملكية يوم 3 أبريل 2021م . قالت "الأهرام فى تغطيتها لوقائع الخبيئة إنها وجدت هذه الآثار في ناحية القرنة التي على رأس الجبل الغربي ضمن منزل لعائلة فلاحية تعرف ببيت عبدالرسول الأقصر، أما كيفية الوصول، فإن صاحب العائلة اكتشف من مدة بتصرفه في الأثر لبعض السياح وخلافهم على علم أخيه المدعو أحمد محمد، فوقع بينهما خلاف فشكاه إلى مدير قنا، والمديرية أرسلت توًا مندوبين وقامت بالتحفظ على المحل" . ويقول المؤرخ والأثري فرنسيس أمين فى تصريحات ل"بوابة الأهرام " إن ماسبيرو رئيس مصلحة الآثار آنذاك ، طلب من داوود باشا مدير قنا ، برفع تقرير لوزارة الأشغال، خاصة بعد تسريب مقتنيات للخبيئة لباريس ،وتم فتح تحقيق موسع مع بعض سكان القرنة، وتم إلقاء القبض على كل من : أحمد عبدالرسول ، وحسين أحمد عبدالرسول أثناء عودتهما من سباق حمير في القرنة، لتبدأ وقائع التحقيقات معهما، حيث قام داوود باشا مدير قنا ،وعلي أفندي حبيب مفتش آثار دندرة بقنا بفتح تحقيق معهما كي يكشفا لهما عن المتورطين معه في الحفر وببيع أجزاء من الخبيئة، وأكد عبدالرسول أنه لايعرف الخبيئة. حاول نبلاء وأغنياء "القرنة" الضغط للإفراج عن عبدالرسول من السجن ،مؤكدين أن أحمد عبدالرسول "لا يستطيع أن يذبح دجاجة" فيما قام مصطفى أغا القنصل الذي كان يتمتع بجماية دولية آنذاك بالضغط على الحكومة، وجعل اثنين من معارفه وهما: أحمد سرور ،وإسماعيل سيد نجيب يقومان بضمانة عبد الرسول، مما أدى بمدير قنا داوود باشا إلى أن يشك في أمر القنصل مصطفى أغا والذي كان يقوم ببيع الآثار. يوضح فرنسيس أمين أن مدير قنا داوود باشا قام بوضع خطة وهي الإفراج الفوري عن أحمد عبد الرسول، ثم من معه بخاصة أن القوانين لن تسمح له بإلقاء القبض على القنصل ولا على شقيق عبدالرسول الثاني الذي كان يعمل مع القنصل واسمه محمد عبدالرسول ،وبعد خروج عبدالرسول من السجن، اجتمع مع العائلة مؤكدًا أنه يريد نصف ثمن الخبيئة وليس الخمس، وأنه يريد تعويضًا كبيرًا من العائلة على الأيام التي عاشها في سجن قنا، كما اختلف أفراد العائلة فيما بينهم :هل يواصلون بيع مكونات الخبيئة أم لا؟، غير أنه نشب خلاف كبير بين أحمد عبدالرسول وشقيقه محمد أدى لأن يقوم شقيقه محمد بأن يشكوه لدى مدير قنا لتنجح الخطة ، فيتم التحفظ على الخبيئة . مدير قنا داوود باشا أرسل تليغرافا للحكومة: "بعد أن تحققنا من مكان الخبيئة في القرنة يوم 25 يونيه 1881م ،حيث وجدنا ممر طويل يحوي أكثر من 30 تابوتًا وتماثيل وأشياء أخري"، مؤكدًا أن التوابيت يغطي أغلبها نقوش وأن وجود الثعابين المنقوشة يؤكد بأننا بصدد كشف، وأوضح داود باشا أنه لا يستطيع حصر الأشياء في هذا المكان إلا إذا استخرجناها خارجا من المكان". ترصد "الأهرام" اكتشاف أكبر خبيئة مومياوات ملكية، وتوضح أنهم اكتشفوا 4 كتب تاريخية مكتوبة على ورق البردي وغيرها من التماثيل المهمة لأعظم ملوك مصر، كما ترصد استخراج المومياوات الملكية من البئر ، ويوم 27 يونيه عام 1881م صدر الأمر من الخديوبأن يقوم بركش باشا مسؤل الآثار بالسفر إلى طيبة بصحبة مفتش منطقة الأهرامات الأرمني ماطفيان، والأثري المصري أحمد أفندي كمال السكرتير والمترجم بالمتحف، ومحمد عبدالسلام ربان مركب المنشية. وانطلقت البعثة يوم 1 يوليو، ووصلت قنا يوم 4 بعد الظهر، وكانت المفاجأة في انتظارهم، فقد قام داوود باشا بتسليمهم طرد من محمد عبدالرسول ومن بين الطرد الأواني الكانوبية للملكة أحمس نفرتاري و3 برديات جنائزية للملكة ماعت كا رع وأشياء أخرى ،وقد استغرق نقل الخبيئة مدة 48 سنة ، لتوضع على الباخرة المنشية كما تروي الأهرام فى تغطيتها ،ويؤكد فرنسيس أمين أنه تم مكافأة محمد عبدالرسول ب500 جنيه بعد إفشائه سر الخبيئة ، وتم تعينه رئيسا للحفائر وقد ساعد فيما بعد الأثريون فى الكشف على توابيت آخري فى طيبة تخص كهنة آمون، أما أحمد الرسول فقد عاش حتى وصوله لعمر100 سنة، وتم إجراء حوارات صحفية معه ،إلا إن أغلب الحوارات التي دارت معه لم يتم تسجيلها وفقدت. وأوضح أمين أن المخرج الكبير شادى عبدالسلام ، قرأ قصة الخبيئة عام 1956م لأول مرة بعد تخرجه من كلية الفنون الجميلة ،وظلت عالقة بذهنة إلى إن فكر جديا فى إنتج عمل لهذه القصة حيث انتهى عام 1965م من كتابته الأولى لسيناريو الفيلم المومياء ، وهو الفيلم البديع الذي مازال يشد الانتباه له لجمالياته العالية .