عُثر حتي الآن بوادي الملوك علي 64 مقبرة منها مقبرتان كشف عنهما بعد العثور علي مقبرة الملك توت عنخ آمون رغم أن البعض أعلن أن الوادي قد باح بكل أسراره، ومع ذلك فلايزال هناك العديد من الأسرار التي سوف تظهر قريباً بوادي الملوك تعد قصة الكشف عن خبيئة المومياوات الملكية عام 1881 من أكثر القصص إثارة وغموضاً في عالم الآثار والاكتشافات الأثرية. ولقد استطاع العبقري الراحل شادي عبد السلام أن يقدم قصة الكشف عن المومياوات الملكية في فيلم درامي تسجيلي تحت اسم المومياء، وقد عُرض هذا العمل في كل مكان بالعالم؛ ونال جوائز عالمية، ومازالت الفنانة نادية لطفي تحكي لي قصصاً جميلة عن كواليس هذا الفيلم وعن الفترة الجميلة التي عاشتها بالقرنة في البر الغربي للأقصر.. وقد سمعت قصة الكشف كذلك من الشيخ علي عبد الرسول، وهو آخر عمالقة عائلة عبد الرسول؛ وقال: »إن أحمد عبد الرسول كان يرعي أغنامه في التلال الصخرية أعلي الدير البحري، وعندما سقطت واحدة من أغنامه داخل شق صخري تتبع أحمد صوت الغنمة المتألم، فوجدها قد سقطت في بئر بالصخر، وعندما تدلي بنفسه بحبل أسفل وجد نفسه في ممر مملوء بتوابيت أثرية، فأحضر أخوته حسين ومحمد ليشاهدوا هذا الكشف..».. وبالفعل أدركوا أن التوابيت تحتوي علي مومياوات ملكية، وبعدها احتفظ أخوه عبد الرسول بسرهم حوالي عشر سنين، ولم يدخلوا المقبرة سوي ثلاث مرات فقط، وباعوا فقط القطع الأثرية في السوق السوداء، وقد ظهرت شائعة في ذلك الوقت عن أنهم باعوا مومياء ملكية، وانتشر الخبر وبدأ القناصل الذين يمثلون الدول الأجنبية يتوافدون علي الأقصر لشراء الآثار، وبدأ ظهور آثار ملكية في السوق العالمية؛ ولذلك بدأ ماسبيرو مدير مصلحة الآثار في الانتقال مع فريق إلي الأقصر لمعرفة من يقوم ببيع هذه الآثار، وللأسف الشديد لم يصلوا إلي شيء سوي تورط عائلة عبد الرسول، وتأكدوا أن قنصل إنجلترا في الأقصر تورط مع هذه العائلة، وفي 2 أبريل عام 1881 أرسل ماسبيرو شرطة الأقصر للقبض علي أحمد عبد الرسول، وقد ترأس إميل بروجش تحقيقات الشرطة، والتي أنكر فيها أحمد أي معرفة له بوجود خبيئة ملكية، وبعدها فتشت السلطات المصرية منزله فلم يعثروا علي أي أدلة جنائية ضده؛ ولذلك أطلقوا سراحه وعلي الرغم من أنهم لم يجدوا شيئاً يجلعهم يستمرون في تحقيقاتهم فإن شكوكهم لم تهدأ وألقوا أحمد في السجن مدة طويلة، وفي 7 أبريل تم استدعاء داود باشا لإجراء بعض التحقيقات الرسمية، وكان من نتائجها أن أحمد عبد الرسول شخص محترم وغير متورط في السرقة، وبعد أن خرج أحمد من السجن طلب من عائلته النصيب الأكبر من الكسب كمكافأة له علي تكتمه الأمر، ولكن رفض أخوته إعطاءه ما طلبه.. وهنا اشتد النزاع بينهم، وفي 25 يونيو وجد محمد الأخ الأكبر أنه من الأفضل أن يبوح بالسر وذهب سراً إلي نقطة شرطة قنا فأبلغهم بسر خبيئة المومياوات، وبعدها ذهب داود باشا إلي موقع الكنز ووجد أكثر من ثلاثمائة تابوت وتمثال، وفي 27 يونيو زار أحمد باشا كمال خبيئة طيبة في 4 يوليو، ودخل المقبرة يوم 6 يوليو للمرة الأولي، وعثر علي المومياوات الملكية وتوابيت وآثار جنائزية لأشهر ملوك مصر في الدولة الحديثة بمن فيهم الملك الذي حارب الهكسوس »سقنن رع ناي الثاني» وابنه »أحمس» و»أمنحتب الأول» و»تحتمس الأول والثاني والثالث» و»سيتي الأول» و»رمسيس الثاني والثالث»، وأيضاً تابوت الملك »رمسيس الأول» ولا يوجد داخله المومياء.. وهنا نصل إلي قصة أخري مثيرة وهو العثور علي هذه المومياء في أمريكا لتكون أكبر مفاجأة وأهم نصر أثري تم تحقيقه في عودة المومياء لمصر..