يعلن فاروق حسني وزير الثقافة صباح اليوم في مؤتمر صحفي عالمي بالمتحف المصري نبأ اكتشاف د. زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلي للآثار للمومياء الحقيقية للملكة الفرعونية الشهيرة حتشبسوت.. ويأتي الاعلان عن هذا الكشف كإحدي الثمار المباشرة لتشغيل أول معمل متخصص في العالم لاجراء اختبارات الحامض النووي Dna علي المومياوات الفرعونية وقد أقيم هذا المعمل في بدروم المتحف المصري بتمويل من إحدي القنوات الفضائية الأمريكية.. ويمثل الإعلان عن اكتشاف مومياء حتشبسوت بمثابة خبر من العيار الثقيل سيحدث دويا محليا وعالميا، ويفتح المجال بين مؤيد ومعارض لاستخدام تقنيات الحامض النووي في اثبات علاقات النسب بين مومياوات الفراعنة وهو الطريق الذي ظلت مصر ترفضه لسنوات طويلة لما قد يمثله من إساءة استخدام لاثبات حقوق لجنسيات أخري في الحضارة الفرعونية حتي وصل الأمر إلي ذكر أحد العلماء أن تحليل مومياء طفل فرعوني اثبت ان أمه أوروبية؟! أحد احتمالين وما سوف يعلنه د. زاهي حواس يدور حول أحد احتمالين حسب ما أعلنه هو من قبل في محاضرة في متحف المتروبوليتان بمناسبة معرض عن الملكة حتشبسوت.. الاحتمال الأول تعود بدايته إلي عام 1989 عندما دخل المكتشف الأثري رونالدراين المقبرة رقم 60 بوادي الملوك بالأقصر وهي مقبرة صغيرة غير منقوشة حيث عثر بداخلها علي مومياوين واحدة كانت داخل تابوت خشبي عليه نقش يشير إلي لقب مرضعة ملكية، وآخر حرفين من حروف مرضعة الملكة حتشبسوت وعثر داخل التابوت علي مومياء وبجوارها عثر علي مومياء أخري ولأسباب غير معروفة قام هيوارد كارتر عام 1906 بنقل المومياء التي داخل التابوت والتي يعتقد انها خاصة بالمرضعة إلي المتحف المصري ملامح المومياء تقولي أنها لملكة، حيث يظهر ذلك في وضع اليدين، فاليد اليسري مثناة علي المرفق، ومغلقة علي الصدر، إضافة إلي أنها ذات شعر طويل وممتلئة الجسد وبحالة جيدة من الحفظ كل هذه الأمور جعلت الأثرية اليزابيث توماس تعلن أن هذه المومياء خاصة بالملكة حتشبسوت ولكن د. زاهي حواس كان له رأي آخر ورؤية أخري. المومياء الأخري فقد انصرف د. زاهي حواس بفكره إلي المومياء الأخري الموجودة في الطابق الثالث المخصص للمومياوات والقطع غير الصالحة للعرض المتحفي هذه المومياء مسجلة برقم CG كتالوج جنرال برقم ..61056 ووجد حواس أن هذه المومياء تحمل علامات ملكية معروفة من حيث وضع اليدين وكذلك السمات الملكية في الوجه إضافة إلي وجود شواهد واضحة لأسلوب تحنيط المومياوات الملكية علي طريقة الأسرة 18 التي تنتمي إليها الملكة حتشبسوت.. وما دعم هذا الاتجاه عند حواس حسبما ذكر هو نفسه في مقال منشور له أن المومياء طولها 105 سم أما التابوت فطوله 2 متر وهو ما يعني أن هذا التابوت المنقوش عليه مرضعة الملكة حتشبسوت لا يمكن أن يخص هذه المومياء.. بل العكس هو الصحيح وهو أن المومياء الموجودة داخل المقبرة رقم 60 قد تكون هي مومياء المرضعة أما المومياء المجهولة الموجودة في الطابق الثالث بالمتحف المصري هي المومياء الحقيقية للملكة حتشبسوت.. وبنفس السؤال البديهي الذي أجاب عليه حواس بنفسه في إحدي المحاضرات وهو لماذا حدث ما حدث؟ فيقول انه في عهد الأسرة 2122 وعندما بدأ كهنة آمون في الحفاظ علي المومياوات الملكية كانوا ينقلون المومياوات من مقابرها إلي مقابر مجاورة أخري، وبعد ذلك إلي الخبيئات المخصصة لها خوفا من اللصوص أو الانتقام بتدمير الرفات لذلك يعتقد حواس أن الكهنة نقلوا مومياء الملكة حتشبسوت من مقبرتها رقم 20 بواري الملوك إلي مقبرة مرضعتها وكانت مقبرة جيدة التحصين مثل الخبيئات، حيث كانت تقع أسفل الأرض وغير ظاهرة للعيان، ولمزيد من التمويه ولمحاولة خداع أنصار الملك تحتمس الثالث الذي كان ابن زوجها من إحدي الجاريات واغتصبت منه الحكم لذلك قاموا بنقل مومياء المرضعة من التابوت إلي الارض ووضعوا مومياء الملكة حتشبسوت داخل التابوت ليعتقد يدخل المقبرة أنها لمرضعة وليس لملكة! فرضية مهمة هذه الفرضية التي جري وراءها د. حواس وسعي لتأكيدها في تكتم شديد كانت تحتاج إلي ما يثبتها من الناحية العلمية، ووجد ضالته في أبحاث الحامض النووي ولكن بشروط مصرية، كيف؟.. اتفق مع إحدي القنوات الفضائية الأمريكية علي توفير تمويل قدره 3 ملايين دولار لإنشاء أول معمل من نوعه من العالم لأبحاث الdna علي المومياوات، علي أن يكون الفريق مصريا بالكامل لقطع الطريق علي من يحاولون إلصاق تهمه عدم الوطنية بالأثريين، وبالفعل ادير المعمل بمعرفة خبراء وعلماء من المركز القومي للبحوث وبدأت الدراسات تجري علي المومياوين محل الشك وبين مومياء والد الملكة حتشبسوت وحسب المعلومات المتوافرة لدينا، وهي معلومات غير مؤكدة، فقد تكون هذه الأبحاث هي التي عززت ان المومياء الموجودة في الطابق الثالث للمتحف المصري هي للملكة حتشبسوت.. وهو ما سيتم تأكيده أو نفيه والاعلان عن شيء جديد خلال المؤتمر الصحفي اليوم.