عُثر حتي الآن بوادي الملوك علي 64 مقبرة منها مقبرتان كشف عنهما بعد العثور علي مقبرة الملك توت عنخ آمون رغم أن البعض أعلن أن الوادي قد باح بكل أسراره، ومع ذلك فلايزال هناك العديد من الأسرار التي سوف تظهر قريباً بوادي الملوك أما قصة هذه المومياء فمثيرة وشائقة وتحتاج إلي مخرج عبقري آخر مثل شادي عبد السلام لعرضها مثلما حدث وفيلم »المومياء».. تبدأ القصة عندما قام عالم مصريات ألماني إيجا برنجت بزيارة متحف شلالات نياجرا، وشاهد مومياء معروضة به فقال: »هذه مومياء ملكية!»، وأعتقد البعض أنها تخص الملك »رمسيس الأول» وخاصة لأن تابوت »رمسيس الأول» عثر عليه داخل خبيئة المومياوات فارغاً، وهذا يؤكد أن عائلة عبد الرسول قد حركت المومياء من داخل التابوت، وتم بيعها عن طريق أغا باشا القنصل الإنجليزي الذي كان يقيم بالأقصر في ذلك الوقت.. وعندما دعتني باني باسيدا - مديرة متحف مايكل كارلوس بأطلانتا - ومعها بيتر لاكوڤارا أمين قسم المصريات بالمتحف، علمت أنها قررت أن تشتري هذه المومياء، وقامت بالإعلان عن ذلك للمواطنين وطلبت من الأطفال أن يتبرعوا بدولار من مصروفهم لشراء المومياء، فكانت المفاجأة أن الأطفال جمعوا مليوني دولار ثم دفعوها لمتحف نياجرا وتم شراء المومياء، وقاموا بوضع المومياء تحت الأشعة المقطعية ودراستها، ووجدوا أن هناك تشابهاً بين مومياء الملك »رمسيس الأول» وابنه »سيتي الأول»، بالإضافة إلي أن المومياء تحمل صفات ملكية مثل وضع اليدين علي الصدر، بالإضافة إلي أن طريقة التحنيط ملكية، وعندما عرفت أن المومياء تخص ملكاً مصرياً وأنها معروضة الآن بمتحف مايكل كارلوس؛ لذلك اتصلت بالمديرة باسيدا وطلبت منها أن تعود المومياء إلي مصر، وكانت المفاجأة أنها وافقت فوراً وطلبت مني أن ألقي محاضرة بالمجان لقاء عودة المومياء.. وسافرت إلي أطلانتا وكان معي رجل الأعمال محمد فريد خميس، وكذلك الكاتب الكبير عادل حمودة وأقيم حفل ضخم بهذه المناسبة حضره العديد من الشخصيات السياسية والثقافية وأعضاء السناتور والكونجرس.. أما المفاجأة الأخري فكانت قيام محمد فريد خميس بالتبرع للمتحف ب 100.000 دولار وذلك نظراً إلي قيامهم بإعادة ملك مصري مرة أخري إلي وطنه، وكانت هذه المكافأة مفاجأة أخري. وفي اليوم التالي تم عمل الإجراءات لنقل المومياء إلي مصر، ووضعت داخل صندوق ملفوف بعلم مصر وأمريكا ووقفت أنا ومديرة المتحف أمام المومياء في حضور مئات الصحفيين، وبعد ذلك نقلت المومياء في حراسة شديدة للمطار وداخل المطار جاءت مجموعة من الأطفال ومعهم عضوة في الكونجرس وبدأوا يودعون المومياء بالدموع! وركبت مع المومياء علي الطائرة، وكانت تجلس بجواري سيدة فرنسية وسألتني عن سبب حضوري إلي أطلانتا وقلت لها إنني هنا لكي أحضر مومياء إلي مصر، وأن المومياء موجودة علي متن الطائرة، ولم تنم هذه السيدة دقيقة واحدة وخافت أن تسقط الطائرة بسبب لعنة المومياء.. وفي مطار القاهرة استقبل الملك »رمسيس» استقبالاً شعبياً، وتم عمل حفل ضخم بالمتحف المصري حضره العديد من الوكالات والصحافة العالمية، وعندما قررنا أن نقيم معرضاً للجيش المصري في عصر مصر الذهبي نقلت مومياء الملك »أحمس» الذي طرد الهكسوس و»رمسيس الأول» لتعرضا بمتحف الأقصر.. أما المفاجأة فقد استقبل »رمسيس» هناك استقبالاً شعبياً، وكان الجميع سعيدا بعودة المومياء إلي موطنها..