زارت الروائية الشهيرة أجاثا كريستي مصر عدة مرات، وفي عام 1907، زارت الكاتبة مصر برفقة صاحبتها ووالدتها حيث كانت الإقامة في القاهرة فقط وليس معابد الصعيد وفنادقه، لتتوالى رحلاتها الشهيرة فيما بعد، وتقوم بعمل مسرحيات عن مصر القديمة مثل مسرحية إخناتون، وكذلك روايتها الشهيرة «موت على ضفاف النيل»، والتي دارت أحداثها في جو بوليسي مشوق، كما تناولت الجريمة في عالم مصر القديمة في رواية شهيرة بعنوان "في النهاية يأتي الموت". وقال المؤرخ الأثري فرنسيس أمين في تصريحات ل«بوابة الأهرام»، إن الزيارة الأولى لأجاثا كريستي كانت في شتاء عام 1907، حيث اصطحبتها والدتها لمصر لقضاء الشتاء، وللبحث عن زوج مناسب للفتاة البريطانية؛ حيث استقرت أجاثا كريستي ووالدتها في فندق شبرد، وقد كان يتواجد في وسط القاهرة، ومكانه الآن شارع الجمهورية أمام البنك المركزي، مؤكدًا أن مواقف طريفة حدثت لأجاثا كريستي في فندق شبرد الذي كان مقصدا للأعيان والأجانب آنذاك في زيارتها الأولى للقاهرة بدايات القرن العشرين. ولدت الروائية البريطانية الشهيرة أجاثا كريستي في سبتمبر عام 1890، وجاءت القاهرة في زيارتها الأولى وكان عمرها 17 عاما، بصحبة والدتها، وقد ألفت أجاثا كريستي مسرحية مستوحاة من مصر القديمة وهى إخناتون، وقد اخترعت شخصية المحقق البلجيكي هيركيول بوارو في رواياتها البوليسية وعالم الجريمة. ويضيف فرنسيس أمين، أن الزيارة الثانية كانت عام 1933، أي قبل نشر رواياتها الشهيرة «موت على ضفاف النيل»، والتي استوحت أحداثها في مصر، حيث استقلت أجاثا كريستي عبارة الكرنك النيلية في شركة توماس كوك، وكانت الزيارة رحلة نيلية، مضيفًا أن مسرحية إخناتون كانت في ذات توقيت كتابة إجاثا كريستي لرواياتها الشهيرة «موت على ضفاف النيل»، والتي تحولت لفيلم سينمائي شهير. ويقول المؤرخ والأثري فرنسيس أمين، إن الأثري الشهير جلانفيل كان له دورًا كبيرًا في إمداد الكاتبة البريطانية بالكثير من المعلومات عن عالم مصر القديمة، مما ساهم في تشكيل روايتها ومسرحياتها بقدر كبير، مؤكدًا أن من الصور الفوتوغرافية الشهيرة لأجاثا كريستي هي صورتها أمام الهرم. وأضاف أن أجاثا كريستي تزوجت مرة ثانية من عالم أثري بعد فشل زواجها الأول، وقد اصطحبها زوجها الأثري في رحلات للتنقيب عن آثار في العراق، وسوريا، مما أصقل خبرات أجاثا كريستي بعلم الآثار وفنونه. في عام 1935، زارت أجاثا كريستى مصر مرة أخرى؛ حيث زارت فنادق الأقصر «الونتر بالاس» الذي به جناح باسمها حتى الآن، وزار الفندق «أولد كاتاراكت» بمحافظة أسوان، حيث سنجد جناحًا يحمل اسم أجاثا كريستي أيضًا، واحدة من أشهر كُتاب روايات الجريمة والإثارة في العالم، حيث قطنت أجاثا كريستي في ذلك الجناح، ويقع الفندق على ربوة مرتفعة فوق الصخور بالقرب من النيل بأسوان. ويؤكد الأثري، أن غرفة أجاثا كريستي بأسوان، لها من الشيوع والشهرة أكثر من غرفة ونستون تشرشل في فندق «أولد كاتراكت» بأسوان، والذي زاره الرؤساء العديد من الرؤساء والأدباء والشخصيات العامة، حيث تمتاز غرفتها بالفخامة والشهرة، مضيفَا أن أجاثا كريستي، كتبت مجموعة من القصص القصيرة في مصر أثناء زياراتها العديدة؛ حيث تحولت تلك القصص والمسرحيات لأفلام سينمائية، وكان لها تأثيرًا كبير على القطاع السياحي لمصر. وأشار إلى أن أجاثا كريستي كتبت قصتها الشهيرة «الموت يأتي في النهاية» في أربعينيات القرن الماضي أي بعد تأليفها ل«جريمة في وادي النيل» ومسرحية «إخناتون»، حيث تناولت عالم مصر القديمة؛ حيث تجرى أحداث الرواية في طيبة «الأقصر» في عام 2000 قبل الميلاد، وهي ترتكز الرواية على رسائل حقيقية ترجمها علماء المصريات. ويضيف أن آخر زيارات أجاثا كريستي لمصر كان فى عام 1964، حيث قضت 11 ليلة فى فنادق الأقصر وفى الهيلتون بالقاهرة وفى فنادق أسوان، وكان استقبالها حافلا، وقد توفت أجاثا كريستى عام 1976، فى عمر 85 عاما.