(موتٌ فوق النيل)

ما من قارئٍ شغوفٍ بالقراءة إلّا ويكون هذا الاسم قد مرّ عليه: «أجاثا كريستى»! ويكون قد قرأ كلَّ أعمالها أو بعضَها.
هى روائية إنجليزية شهيرة «Agatha Christie»، وقد مرت منذ أيام ذكرى ميلادها، الموافق ل(15 سبتمبر 1890).
سيدة الأدب البوليسى، عُرفت بملكة الجريمة، وسيدة الحبْكات الغامضة، وأسلوب التشويق الدرامى، ذات الخيال الخلّاق، حيث تُعتبر أهمّ مؤلفة من حيث انتشار كتبها وعدد مبيعاتها، وهى أشهر مَنْ كتب قصص الجريمة فى القرن العشرين..
سيدة الرواية البوليسية، والروايات الشيّقة بلا منازع! رصيدها أزيد من حوالى 66 رواية، فضلًا عن قصص ومسرحيات.. وطالما راودنى سؤالٌ: لماذا تهتم امرأةٌ بالجريمة وتحقق فيها وتكتب عنها، بل وتتميز فى كتابتها، وهى الكائن الناعم الرقيق والرومانسى؟! وهل من دوافع نفسيّة لكلِّ ذلك؟! بل ظلت «أجاثا كريستى» متربعةً، وحدها، على عرش هذا النوع من الأدب!
هناك أكثر من رواية، إما مضمونها عن «مصر» أو كُتبت فى «مصر»، منها- على سبيل المثال لا الحصر-:
(مغامرة المقبرة الفرعونية)، و(ابنة الفراعنة)، وغيرهما.. وتبقى رواية (موت فوق النيل) أو (موت فى وادى النيل) أو (موت على النيل)، (Death on The Nile) من أشهر الروايات لأجاثا كريستى، وهى من نوع التحقيق البوليسى، وتقع أحداثُها فى مصر، أغلبها فى وادى النيل، وتمت كتابةُ الرواية بفندقٍ تاريخىّ شهير، اليوم، بأسوان، تم تصوير بعض الأفلام القديمة والأعمال الدرامية المعاصرة به، وكثيرٌ من الملوك والشخصيات العامة والمشاهير أَتُوا إلى هذا الفندق الأثرى اقتفاءً ل«أجاثا»! وهو دأبها أن تضعَنا، كقرّاء، تحت رهبة قدسيةِ المكان الذى اختارته مسرحاً لأحداثها، وغالبًا ما يكون هذا الموقع أسطوريًا ساحرًا، كالأماكن الأثرية والمعابد أو الفنادق التاريخية وغيرها..
إنَّ الرواية البوليسية فى الغرب هى ابنة المدينة والقوانين والأنظمة، ويُعتبر أدبُ الجريمة رائجًا فى الغرب، وأيقونته هى «أجاثا كريستى»، ويُعتبر «إدجار ألان بو»، الكاتب الأمريكى الشهير، مؤسِّس هذا النوع، بينما رائده فى الرواية الإنجليزية هو «تشارلز ديكنز»..
السؤال: لماذا اشتهر هذا الأدب فى الغرب، مع أنَّ أنظمته أكثر ديمقراطيةً، وبقى متعثرًا فى العالم العربى، رغم انتشار الجريمة فى مجتمعاتنا؟!
وقد غدا العالَمُ أكثرَ بشاعةً وقُبْحًا وأقلَّ جمالًا!
habibamohamadi18@gmail.com