«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ترقب ورعب ودهشة تغلف روائع أجاثا كريستي
نشر في محيط يوم 15 - 11 - 2007


ترقب ورعب ودهشة تغلف روائع أجاثا كريستي
اجاثا كريستي
" لو سئلت عن ميولى لأجبت : أننى أحب كل طعام جيد .. وأكره الكحول وكل ما يدخل فى صنعه الكحول .. حاولت التدخين فوجدته بغيضا ولم أجد ما يغرينى بالتعلق به. أحب الأزهار وأعشق البحر وأهوى السفر ولا سيما فى بلدان الشرق الأدنى .أحب المسرح وأكره الأفلام الناطقة إذ أعجز عن متابعتها وأكره الإذاعة وضوضاءها وأبغض المدن وازدحامها ".
إنها أشهر من كتب قصص الجريمة في القرن العشرين... أجاثا كريستي التي ترى الحياة تياراً جارفاً متصلاً مفعماً بالتفاصيل والمفردات لا تتوقف لانتظار أحد أو للحزن عليه.
محيط – سميرة سليمان
ترجمت قصصها إلى معظم اللغات الحية. وشهرتها تلك تعود إلى أسلوبها القصصي المتميز الذي يشد القارئ حتى يضحي واحداً من شخصيات الرواية الباحثين عن المجرم ، حريصة على إيصال رسالتها التي مفادها أن الحق والخير لابد أن ينتصرا على الجريمة في نهاية المطاف.
طفولة ...
تقول أجاثا عن نفسها: إنني قضيت طفولة سعيدة إلى أقصى درجات السعادة، تكاد تكون خلواً من أعباء الدروس والاستذكار، فانفسح لي الوقت لكي أتجول في حديقة بيتنا الواسعة وأسيح مع الخيال ماشاء لي الهوى.!! وإلى والدتي يرجع الفضل في اتجاهي إلى الكتابة والتأليف، فقد كانت سيدة ذات فتنة، ساحرة الشخصية، قوية التأثير، وكانت تعتقد اعتقاداً راسخاً أن أطفالها قادرون على كل شيء...!!
ولدت أجاثا في 15 سبتمبر عام 1890 بإحدى القرى الصغيرة جنوب إنجلترا، وتوفي والدها وهي صغيرة. فاهتمت والدتها بطفلتها الصغيرة وأصرت على تعليمها، حيث أرسلتها إلى باريس وهي في السادسة عشرة لتتعلم عزف البيانو والغناء التي كانت تود أجاثا أن تحترفه، ولكن مدرسة الموسيقى أقنعتها أن صوتها ليس قوياً للدرجة التي تؤهلها أن تكون مغنية أوبرا والتي طالما كانت تعشقها، إلى جانب أن أجاثا كانت شديدة الخجل والخوف من الظهور فتخلت عن حلمها القديم بالغناء.
واستغلت والدتها فرصة مرضها ذات مرة وهى طريحة الفراش لتقول لها :
- لماذا لا تكتبين قصة ؟
- لا أظننى قادرة على ذلك
- بل تستطيعين.. جربى وسترين !
وتقول: حاولت ووجدت متعة في المحاولة، فقضيت السنوات القليلة التالية أكتب قصصاً قابضة للصدر.!! يموت معظم أبطالها.!! كما كتبت مقطوعات من الشعر ورواية طويلة احتشد فيها، عدد هائل من الشخصيات بحيث كانوا يختلطون ويختفون لشدة الزحام، ثمَّ خطر لي أن أكتب رواية بوليسية، ففعلت واشتد بي الطرب حينما قبلت الرواية ونشرت، وكنت حين كتبتها متطوعة في مستشفى تابع للصليب الأحمر إبان الحرب العالمية الأولى، حيث ساعدت تلك الفترة على تخصيبها وإثراءها بمعلومات كبيرة عن الأدوية وتركيب السموم وهو ما استخدمته فيما بعد فى قصصها.
تقول "جانيت مورجان" واضعة سيرة هذه الروائية:‏ "إن أجاثا كريستي هي سيدة ريفية بكل ما في الكلمة، ليس لأنها ولدت وترعرعت في توركاي المنتجع الصيفي جنوب بريطانيا بل لأن مظهرها وعاداتها كانت مطابقة لحياة وعادات الحقبة التي عاشتها تماماً، ولم تمر في حياتها بأحداث دراماتيكية أو تسعى وراء المغامرة...".
في العشرينات من عمرها... تقدّم لها عدد من الخاطبين ..حتَّى كان زواجها الأول من العسكري البريطاني "أرتشي كريستي" عام 1914 ومنه أخذت لقبها الذي لازمها طوال حياتها، ولكن زواجها منه فشل وانفصلت عنه بالطلاق بعد أن أنجبت منه ابنتها "روزلند".‏
زوجي أصغر مني
ماكس مالوان زوج أجاثا
في عام 1930 تزوجت أجاثا كريستي من "ماكس مالوان" عالم الآثار المعروف بعد أن التقت به في إحدى مرات سفرها إلى العراق، وكان عمرها في هذا الحين 39 سنة بينما كان عمره 26 سنة.!!.‏
وقد أتاح لها زواجها هذا أن تزور معظم بلاد الشرق الأدنى، فتجولت في بلاد العراق والشام ومصر وبلاد فارس...الخ، ووفَّر لها هذا التجوال فرصاً ممتازة لكتابة أجمل رواياتها وقصصها المليئة بالأسرار، المفعمة بالغموض.
يقول "ماكس مالوان" في مذكراته عن طقوس الكتابة لدى زوجته "شيدنا لأجاثا حجرة صغيرة في نهاية البيت كانت تجلس فيها من الصباح وتكتب رواياتها بسرعة وتطبعها بالآلة الكاتبة مباشرة، وقد ألَّفت ما يزيد على ست روايات بتلك الطريقة موسماً بعد آخر..."
وعن حياته المشتركة مع أجاثا، يقول مالوان في مذكراته:‏
"عشنا في بيت صغير ذي حديقة أسفل تل النبي يونس، وضم التل أيضاً مستودع أسلحة سنحاريب الملك الآشوري وكان الوصول من بيتنا إلى قمة نينوى يستغرق عشرين دقيقة على ظهور الخيل، ومن القمة نطل على مشهد شامل للمناظر الطبيعية والتاريخ، ونطل من ارتفاع مائة قدم فوق السهل إلى الغرب على الضفاف الشديدة الانحدار لنهر دجلة السريع الجريان ونرى عبر النهر مساجد الموصل وكنائسها".
في هذا البيت الموصلي الريفي وعبر هذه الأجواء التاريخية والطبيعة الساحرة كانت كريستي تكتب، ورغم أن الكتابة كانت شاغلها، فقد كان لها دورها ومهماتها ضمن بعثة التنقيب، كانت أجاثا كريستي كما يقول مالوان سخية دائماً، ساعدت في إصلاح العاجيات ووضع الفهارس لأنواع "اللقي" الأثرية، كما ساعدت في التصوير الفوتوغرافي للبعثة.
وبالمقابل، استطاع "مالوان" زوجها المخلص أن ينظّم أعمالها على نحو لم تكن تنتظره، فكان يحل مشاكلها المالية سواء بالنسبة لألاعيب دور النشر المستغلة، أو لتحايل منتجي الأفلام أو لمشاكلها مع أصحاب المسارح.
استمرت أجاثا في زواجها من "مالوان" (45) عاماً، أي حتَّى وفاتها عام 1976، ومن طريف ما يروى أنها كلما كانت تسأل عن سر تعلّق "مالوان" بها وحبه لها كلما تقدمت في العمر وهي تكبره أصلاً تجيب: إنه أمر طبيعي، فزوجي عالم آثار يعشق الآثار القديمة.!!.‏
سحر الشرق .. ولغز الجريمة
تجولت أجاثا في المناطق الأثرية في مصر وسوريا والأردن وفلسطين وبلاد فارس، وكان لها في كل موقع أثري رواية أو قصة، فمثلاً، قصتها "لؤلؤة الشمس" مثلت تسجيلاً لزيارة قامت بها مع زوجها إلى (البتراء) في عامي 1933 1934.
أمَّا رواية "موعد مع الموت" وفي فصلها الخامس بالذات فتصف روعة بناء المسجد الأقصى وعظمة قبته المُشيدة على صخرة مرتفعة وجمال نقوشه... الخ.‏
زارت الكاتبة مصر وعاشت فيها فترة درست حضارتها وتاريخها الفرعوني بالذات وكتبت الرواية المعروفة "موت على النيل" التي حولت إلى مسرحية عام 1946 بعنوان "جريمة قتل على النيل" كما كتبت الرواية الثانية "الموت يأتي في النهاية" وذلك عام 1945، كما كانت قد كتبت مسرحية "أخناتون" الملك المصري الذي فرض ديانة جديدة، وقد أعدت أجاثا كريستي لكتابة هذه المسرحية منذ زيارتها "الأقصر" جنوب مصر عام 1931، واستعانت بخبرة علماء الآثار ومعرفتهم بتاريخ مصر القديم في رسم شخوص المسرحية التي أصدرتها إحدى دور النشر عام 1973...‏
أجاثا اثناء التنقيب عن الآثار
ثمَّ تعود لتصف رحلتها إلى "البتراء" وخطورة الطريق الصحراوي وكيف توقفت عند قرية "عين موسى" وتركت السيارة لتركب الخيل إلى "وادي السيق" و"خزنة فرعون" صعوداً إلى القمة ثمَّ حديثها مع الدليل العربي، وكذلك فعلت في قصتها "نجمة فوق بيت لحم" عام 1965.
وكتبت اجاثا كريستي عن خبرتها في الشرق الأوسط في مذكراتها التي صدرت في جزءين الأول "تعال قل لي كيف أعيش" والثاني "سيرة ذاتية" الصادرين عام 1977 كما أن روايتها "جريمة قتل في قطار الشرق السريع" ترجمت أكثر من عشرين مرة اثنتين منها إلى اللغة العربية.
بلغ إنتاج " أجاثا كريستى " من الأعمال 67 رواية طويلة وعشرات القصص القصيرة التى نشرت فى ثلاثة عشر مجموعة، وكتبت ست روايات رومانسية طويلة تحت اسم مستعار هو " مارى ويستماكوت".
وكان لها نصيب فى المسرحيات حيث كتبت 16 مسرحية أشهرها مسرحية " مصيدة الفئران " والتى تعرض منذ 1930 حتى الآن فى " لندن" وتحقق نجاحا متواصلا وهى تعتبر أكثر المسرحيات عرضا على مستوى التاريخ .
هكذا عاشت كريتسي وهكذا كتبت، حتَّى أنها عند بلوغها سن الخامسة والثمانين كانت قد أنتجت (85) كتاباً بمعدل كتاب لكل سنة، وهو رقم خارق يعكس القدرة على الإنتاج والكتابة، يتساءل زوجها (مالوان) "كيف نفسر هذه الظاهرة.؟ إنها ناشئة عن حالة دائمة من الخيال الجامح".‏
شخصيات تفك الغموض
كانت الرواية الثانية لأجاثا بعنوان " القضية الغامضة فى ستايلز" والتى ظهر فيها مخبرها البلجيكى المتقاعد "هركيول بوارو" والذى يعد من أفضل الشخصيات الروائية - كمحقق- فى عالم الأدب بأكمله، وظهر عام 1920 وقتل فى عام 1975 فى رواية " الستارة "!
أهم ما يميزه ذكاؤه الخارق... وشارباه العظيمان اللذان ليس لهما مثيل في الدنيا! وغالباً ما يرافقه، في تحقيقاته، صاحبه الشهير الضابط المتقاعد، الكابتن هيستيْنغْز، الذي يتميز بطبيعته الطيبة وذكائه المتواضع وحبه الكبير لبوارو.
هناك- أيضا- مس " ماربل " فهي عانس عجوز، ذات ذكاء بالغ وإدراك عجيب، وتتمتع بقدرة فذّة على الملاحظة والتحليل وفهم عميق للنفس البشرية بحيث تكشف أسرار الجرائم مستفيدة من شبكة واسعة من الأصدقاء والمعارف والعلاقات الاجتماعية الناجحة، وتقوم بحل قضاياها وهى جالسة إلى مقعدها.
بالإضافة إلي مستر" باركر بين" والذى يبيع السعادة بالمال لمن يريدها صانعا حيوات مزيفة لأناس يكرهون حياتهم ويرغبون فى التغيير ونرى " باركر " يفسر عبقريته المذهلة فى الاستنتاج بأنها تعود إلى إجادته لعلم الإحصاء!!.

منهجها في الكتابة
" أعظم متعة يحس بها المؤلف هي اختراع الحبكاتِ"
في العادة تلجأ كريستي – بحسب النقاد - إلى تكنيك قصصي يستند إلى "الحيلة أو الخدعة" كأسلوب إثارة وتشويق مفعم بالغموض، وبذلك تشد القارئ إلى متابعة الحدث دون أن تبتعد به عن المحور الأساسي للبناء الدرامي الذي خططت له بإتقان، لكي لا يخرج عملها مسطحاً .
وفي حالات قليلة تعمد إلى إدخال واقعة من حياتها في رواية أو قصة بعد إجراء تمويه يضيع فرصة الكشف عن حقيقتها..، من ذلك ما أشار إليه زوجها "مالوان" في مذكراته فيما يخص رواية "التجويف" حيث يقول: "وهناك إشارة ترتبط بحدث في حياتي أود أن أذكرها، يقول سير هنري في الرواية: "هل تتذكرين يا عزيزتي أولئك الأشقياء الذين هاجمونا في ذلك اليوم في الجانب الآسيوي من البسفور.؟ كنت أصارع اثنين منهم كانا يحاولان قتلي، وما الذي فعلته لوسي.؟ أطلقت رصاصتين، لم أكن أعرف أنه لديها مسدس... كانت أصعب نجاة في حياتي.."
هذه حكاية حقيقية والفرق الوحيد أن أجاثا على خلاف الليدي انكاتيل في الرواية كانت قد سلَّحت نفسها ليس بمسدس بل بصخرة مدورة ".
نهاية الرحلة
كان رحيلها يوم 12 يناير 1976، يقول زوجها "مالوان" : عندما وصلت إلى الصفحات الأخيرة من هذه المذكرات توفيت عزيزتي أجاثا بسلام بينما كنت أدفع كرسيها ذي العجلات إلى حجرة الجلوس بعد تناول طعام الغذاء... لا يعرف سوى القليلين معنى العيش بانسجام بجانب ذهن واسع الخيال مبدع يلهم الحياة بالحيوية...
لقد كانت أجاثا كريستي، روائية مدهشة حقاً، امتلكت لغتها وأسلوبها وطريقتها في بناء الرواية، واحتفظت بذاكرة قوية تخدم تعاقب الأحداث في رواياتها وقصصها وتتفنن في تحريك أبطالها وفق السياق الدرامي الذي اختارته لكل رواية... وقد استخدمت الألغاز والخرافات والحقائق التاريخية أو المعاصرة على حد سواء وبنفس الدرجة من الوضوح أو الغموض..!!.‏
من أجواء مجموعاتها القصصية
مغامرة كعكة العيد
في البداية تلقي بوارو تحذيرا بالابتعاد عن كعكعة العيد..ما هو السر الغريب في تلك الكعكة؟
بعد ذلك يأتي الاكتشاف المثير لجثة في صندوق، ثم جريمة يتهم فيها الشخص الخطأ، ثم تلك القضية الغريبة للميت الذي غير عادته في تناول الطعام، وأخيرا اللغز الغريب للقتيل الذي رأى حادثة قتله في المنام!.
ستة ألغاز محيرة تواجه بوارو، لكنه لن يفشل في حل أي واحد منها.
الفتاة الثالثة
يبدو أن شيئاً قد حدث في "بورودين مانشينز" دم في باحة المباني... ربما لم يكن في الباحة دماء، وربما لم يكن ذلك
من أعمال أجاثا كريستي
سوى ما رآه خيال حارس إيرلندي، ربما كانت زجاجة حليف اندلق بعض ما فيها... لا يمكنه أن يميز ذلك في الليل. ما الذي حدث؟ بضع نقاط من الدم كان ذلك كل ما هو موجود ولم توجد جثة؟
غير أن في سماء الجريمة غيمة واحدة، هي فتاة يقال عنها ناقصة قليلاً، فتاة تختلط مع شاب غريب أطلق سراحه، ووضع قيد المراقبة، فتاة يمكن أن تكون قد حاولت تسميم زوجة أبيها، وهي إما أنها تعاني من هلوسات عقلية أو أنها ارتكبت جريمة ولكن هل يمكن أن تكون بريئة؟ ومن هو المجرم الحقيقي؟ والسؤال الأكبر من هو الذي يقف وراء تلك الجرائم؟
ثلاث فتيات يشتركن في السكن في شقة صغيرة في لندن، الأولي تعمل سكرتيرة، والثانية تشتغل بالرسم، أما الفتاة الثالثة (التي جاءت إلي بوارو طلبا للمساعدة) فقد اختفت وهي تظن نفسها قاتلة!
بعد ذلك يسمع بوارو إشاعات عن مسدسات وسكاكين ودماء، ولكن لا أدلة ولا آثار محسوسة.
والآن علي بوراو أن يقرر: هل الفتاة مجرمة أم بريئة أم مجنونة؟.
الأربعة الكبار
محاطاً بإطار الباب في غرفة نوم بوارو وقف ضيف غير منتظَر، مغطى من قمة رأسه إلى أخمص قدميه بالغبار. حدق الرجل بوجهه الناحل المضني للحظة، ثم ترنح وسقط على الأرض.
من كان هذا الرجل؟ أكان يعاني من صدمة أم هو الإجهاد فقط؟ ولكن الأهم من ذلك كله: ماذا كان المقصود بالرقم 4 الذي خُربش بخط سيء على امتداد الصفحة مكرَّراً مرات ومرات؟!
كثير من الأحداث ينتظر بوارو
البيت الأعوج
هذه الرواية هي نفسها التي طبعت حديثا بعنوان "التضحية الكبرى أو البيت المائل" لكن العنوان الأصلي هو "البيت الأعوج" المقتبس من أغنية بريطانية مشهورة.
البيت الأعوج هو بيت ذو سطح فيه أجزاء مثلثة الزوايا، بأقسام خشبية وأخرى مكسوة بالجص تسكنه صوفيا ليونيدس وأخوها وأختها وأم وأب وعم متزوج وجد وخالة وزوجة جد. و"صوفيا"، كانت تشغل منصبا إداريا عاليا في أحد فروع وزارة الخارجية البريطانية بمصر. وبعد الحرب عادت إلى موطنها لتستقر مع عائلتها بالبيت الأعوج إلى أن يموت جدها "أريستيد ليونيدس" لكنها تشك بوفاته مقتولا. ويقف ذلك عائقا أمام زواجها بخطيبها الذي وعدته بالزواج منذ سنتين.. فهل ينجح في حل لغز الوفاة الغامضة ويفوز بقلب صوفيا من جديد.
ذاكرة الأفيال
السيدة "بيرتن-كوكس" تفتح من جديد خزائن ماضي "سيليا رافينز كروفتا" الابنة المعمودية للسيدة "أوليفر" كاتبة القصص البوليسية الشهيرة، ولكن هذا الماضي مختلف ومخيف، فهو يخفي بين طياته جريمتي قتل والد ووالدة "سيليا" فهل حقاً سيليا هي القاتلة؟ ولماذا ترفض السيدة كوكس زواج ابنها بهذه الفتاة؟ هل خوفاً من ارتكاب سيليا لهذه الجريمة مرة أخرى؟ أم أنها تخفي لهذا الفتى حباً آخر؟
السيدة -كوكس تأتي لتفتح أبواب الماضي وتضع العديد من علامات الاستفهام على تصرفات فتاة شابة جميلة ومثقفة. وقائع هذه القصة مأساة حقيقية لشخصين أحبا بعضهما بعضاً، قتل أحدهما وقام الآخر بالاقتصاص من القاتل من أجل الإنسانية وليمنع المزيد من المعاناة.
وقف هيركيول بوارو على المنحدر الصخري مشرفاً على الصخور أسفل منه وأمواج البحر تتكسّر عليها.
هنا... حيث يقف... وُجدت جثتا رجلٍ وزوجته. وهنا، قبل ثلاثة أسابيع من ذلك الحادث، مشت امرأة خلال نومها فوقعت عن الصخور ميتة.
لقد مضت على هذه الأحداث أعوام طويلة، فلماذا يسعى أيٌّ كان ليكشف حقيقة ما حدث؟
ولماذا وقعت هذه الأحداث؟
جريمة في قطار الشرق
تسببت الثلوج المتراكِمة في تعطيل القطار بعد منتصف الليل بقليل.
لقد كان "قطار الشرق السريع" مزدحماً بالركاب، وهو أمر غريب في هذا الوقت من العام. لكن الركاب نقصوا واحداً عند الصباح؛ فقد وُجِد أحدهم مقتولاً في مقصورته وفي جسمه اثنتا عشرة طعنة، وكان باب المقصورة مُقْفَلاً من الداخل!
التوتر يتزايد والحيرة تبلغ غايتها، ولكن بوارو يفاجئ الجميع؛ إنه لا يقدّم حلاً واحداً لهذه الجريمة الغريبة، بل حلّين.
جريمة في القرية
جميع سكان هذه القرية على استعداد لتناول وجبة الطعام وقوفاً أمام النوافذ حتى يتأكدوا أن شيئاً من الأحداث لم يفتهم، فهم في حشرية دائمة وهم متشوقون لحدوث أمر مثير، عملية سطو... أو جريمة قتل مثلاً.
والسيدة بروثيو من وجهة نظر كاهن القرية هي امرأة شديدة اليأس، لا تصغي لأي وازع إلا إذا أثيرت عواطفها وهي الآن على علاقة غرامية حميمة بالرسام لورنس ريدنغ الذي أحبته بجنون وحدة ويأس، فيما هي امرأة متزوجة بالكولونيل بروثيو الرجل الغني البخيل والعجوز، الذي لم يحظى بحياته بشعبية قطّ. فالجميع يتمنون له الموت حتى ابنته وكاهن القرية...
كان الكولونيل ميتاً.
لم يكن في الأمر شك. هناك كان منبطحاً مادّاً ذراعيه على المكتب في وضع مرعب غير طبيعي. استجمعتُ نفسي واتجهت إليه. اليد الباردة التي رفعتها سقطت هامدةً بلا حياة!
المشكلة أنني كنت أقول -قبل ذلك بساعات فقط- إن أي شخص يُقدم على قتل الكولونيل بروثيرو سيقدّم خدمة جليلة للعالم.
وقد فعل أحدهم ذلك... في مكتبي!
ولسوء الحظ أنه قد وجد مقتولاً في مكتب الكاهن الذي لطالما عبّر عن مشاعره الحاقدة على هذا الكولونيل. ولكن هل يمكن له وهو رجل الدين أن يرتكب معصية ويساهم أو ينفذ عملية قتل؟ ومن هو القاتل الحقيقي لهذه الجريمة النكراء؟
الحصان الأشهب
ضحايا "الحصان الأشهب" ماتوا بإرادتهم الحرة... لا بل لقد نُميت بذور الضعف الجسدي الموجودة فيهم بواسطة ما يسمى بالوسائل السيكولوجية حيث يتم تحفيز "رغبة الموت" الموجودة لدى كل شخص مما يدفعه إلى الانتحار بملء رغبته ودون أي دوافع أخرى خارجية، ولكن ما هو الدافع من وراء استغلال نقاط ضعف النفس البشرية بأبشع صورها؟ ومن هي المنظمة التي تخذ من منزل الحصان الأشهب مقراً لها؟ وما هي الخدع التي استعملتها للوصول إلى المال والسلطة دونما مبالات لحياة الإنسان؟
لكي يفهم الأحداث الغريبة التي تجري في نُزُل الحصان الأشهب، يعلم مارك إيستربروك أن عليه العودة إلى البدايات... ولكن أين تكمن تلك البدايات بالضبط؟
أفي الضربة الوحشية التي تلقاها الأب جورمان على رأسه؟ أم في زيارته -قبل ذلك بدقائق معدودة- لامرأة على فراش الموت؟ أم أنها في ذلك العنف الذي شهده مارك نفسه في وقت ما قبل ذلك؟
ركوب التيار
في حياة الناس تيارٌ، إذا استغلّ عند المد قاد إلى الحظ والغنى، وإذا ما أهدرت الفرصة، ستكون رحلة الحياة كلها محكومة بالشقاء والعيش في الظلال.
و"ديفيد هنتر" رجل ركب التيار محاولاً استغلاله، للوصول إلى الحظ والغنى، فساعدته ظروف الحرب على تحقيق أهدافه الشريرة، متناسياً بها روابط الأخوة وقداسة الموت، فمع المال تُهدر العواطف وتُنتهك الأسماء ولكل سواء.
أما الحب فهو الطريق لتحقيق المستحيل، ووراءه تختبئ أكبر الجرائم ولكن لكل مجرم ساعة شؤم، وهذه الساعة بالنسبة لديفيد بدأت مع عودة السيد أندرهي... الرجل العائد من الماضي البعيد والذي يحمل في نفسه صرخات الانتقام والتوعد، ولكن هنا يطرح السؤال الأهم من هو "غوردون كلود الزوج" ومن هي السيدة أندرهية وأين توفيا ومتى؟ ولماذا ادعت السيدة آردن أنها قد تلقت رسالة من الأرواح تؤكد أن السيد أندرهي ما زال على قيد الحياة ومن هي "روزالين" أو "إيلين كوريفن؟.
ما الذي سيفعله بوارو؟
الموت يضرب بصمت...
المجرم في هذه القضية شخصية تتمتع بذكاء حاد، خططت وبأسلوب إجرامي متمرس ملابسات قضيتها، فعمدت إلى سبك وقائعها بطريقة ذكية ودقيقة، فالفاعل على علم يقين من واقع خبرته في القضايا الجنائية أن الشرطة يشتبهون بالزوج على أثر وفاة الزوجة.
هذا بالإضافة إلى احتمال تشريح الجثة في حالة التسمم وهذا ما ساعده على ترتيب ملابسات جريمته بحيث تبدو مجرد نتيجة عرضية لأمر آخر، باختراعه شخصية وهمية لكاتبة غير موجودة لرسائل مجهولة مغفلة التوقيع وقذرة، فأصابع الاتهام جميعها تشير إلى أن المجرمة هي امرأة ذات شخصية مكبوتة وشبه مجنونة ولكن الفاعل الحقيقي رجل فمن هو؟ وما الأسباب الدافعة لارتكاب مثل هذه الجرائم؟ وما هو الدور الذي ستلعبه الآنسة ماربل لاكتشاف سرّ الرسائل الموجهة إلى جوانا فتاة المدينة الطيبة وأخيها المعقد الذي يبحث عن الهدوء والراحة في ظل هذه القرية البعيدة.
ثلاثة عشر لغزا
13 من الألغاز المثيرة تواجهها قدرة الآنسة ماربل الفذة في التحري.
من جريمة قتل وحشية بالسم، إلى الاختفاء الغامض لسبائك الذهب من إحدى السفن... ومن رصيف لوثتْه -بشكل مخيف- بقعُ الدم، إلى موت عنيف خارق للطبيعة... ومن الجريمة التي لم تُرتكب بعد، إلى المجرم الذًي ارتكب جريمته مرتين...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.