"الفحم المضغوط" نار بلا دخان.. صديق البيئة ومشروع مربح برأس مال صغير

ارتبطت الطاقة بحياة الإنسان منذ الخليقة؛ فأوجدها الله تعالى على سطح الأرض لإعماره، وقد ازداد الاهتمام بهذه الطاقة خلال القرون الثلاثة الماضية، مع بداية عصر الفحم، ثم بزوغ عصر النفط والذرة والمفاعلات النووية.
ورغم أن الفحم من أنواع الطاقة غير المتجددة، التى تتسبب فى مشكلات جمّة للبيئة تتمثل فى آثاره الضارة من احترار عالمى وغيره؛ كونه أحد أكبر مصادر انبعاثات ثانى أكسيد الكربون، فإن هناك نوعاً من الفحم يُعد صديقاً حميماً للبيئة، وهو الفحم المضغوط، أحد الصناعات التحويلية التى تعتمد على التخلص من مخلفات إنتاج وتداول الفحم الطبيعى.
بقايا الفحم
ويُعد إنتاج الفحم المضغوط من المشاريع المهمة؛ حيثُ يتم تصنيعه من بقايا الفحم الطبيعى غير المستخدم، أو عن طريق مخلفات الخشب، عن طريق ماكينات متعددة، ويكون على هيئة أشكال أسطوانية أو مربعات، ويحتاج مشروع إنتاج الفحم المضغوط إلى رأس مال كافٍ لمعدات المشروع وتسويق المنتج وغيره، ولا يتطلب المشروع عمالة عالية.
ويمتاز الفحم المضغوط بأنه سريع الاشتعال، كما أنه آمن على البيئة لا ينبعث منه دخان ورائحة مثل الفحم العادى، ويستمر اشتعاله لفترة أكبر من الفحم العادى، ولذلك فيمكن استخدامه فى شواء الأطعمة، وكذلك فى التدفئة المنزليّة؛ لأنّه لا يسبب الاختناق، ولكن فى بداية اشتعاله يصدر أول أكسيد الكربون؛ لذا ينصح بعدم استعماله فى بيئة مغلقة.
المشاريع المربحة
يُعد مشروع إنتاج الفحم المضغوط من المشاريع المربحة؛ حيث يدخل فى العديد من الصناعات، مثل صناعة البخور، حيث يمكن إضافة العطور والروائح المختلفة.
ويحتاج المشروع لعدد من المعدات البسيطة منها:
المطحنة: تقوم بطحن وتكسير الفحم من خلال المطحنة الخاصة بذلك، ثم جعل بقايا الفحم على هيئة بودرة.
خلاط: يُستخدم لخلط المواد المُستخدمة مع بقايا الفحم؛ حيث إن كل 10 كيلو جرامات من الفحم تحتاج الى 3 كيلو جرامات من المياه، وإضافة مواد أخرى مثل (نشا) فى بعض الشركات حتى يكون الفحم المضغوط آمناً تماماً فى استخدامه، ويتم ذلك لتثبيت الفحم وجعله فى صورة ممتزجة .
المكبس الرئيسى: يتم كبس هذه الصورة الممتزجة مع بعضها لتكون كتلة واحدة بشكل متماسك، وهناك مكابس عالية الانتاج تنتج حتى 10 أطنان أو ما يزيد فى الساعة.
آلة التجفيف: تُستخدم لتجفيف الفحم، وذلك فى أجواء باردة، وتُستخدم حاويات صغيرة لنقل الفحم المطحون إلى الخلاط، ونقله من الخلاط إلى المكبس، ثم إلى آلة التجفيف بعد ذلك.
ويتم إنتاج أشكال مختلفة من الفحم، فهناك الفحم المربع، والأسطوانى، وبعض الأشكال الأخرى
خط الإنتاج: قد يبلغ خط الإنتاج نحو 10 أطنان أو أكثر فى اليوم، وتتم صيانة الآلات بشكل مستمر، بعد ذلك تُستخدم الماكينة الأتوماتيكية المختصة بتعبئة وتغليف الفحم المضغوط فى الأكياس أو غيره دون لمس المنتج وتعبئته يدوياً.
ومن الشروط الهامة أثناء عملية التصنيع ضرورة تنظيف بقايا الفحم تماماً من الأتربة وغيرها، وذلك لضمان الحصول على منتج جيد خالٍ من الشوائب.