عاجل - سعر الدولار مباشر الآن The Dollar Price    حماية المستهلك يشن حملات مكبرة على الأسواق والمحال التجارية والمخابز السياحية    خالد أبو بكر: مصر ترفض أي هيمنة غير فلسطينية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح    تفاصيل قصف إسرائيلي غير عادي على مخيم جنين: شهيد و8 مصابين    أكسيوس: محاثات أمريكية إيرانية غير مباشرة لتجنب التصعيد بالمنطقة    نجم الزمالك السابق: نهائي الكونفدرالية يحتاج 11 مقاتلًا في الملعب    ننشر التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي قضاة مجلس الدولة    تدخل لفض مشاجرة داخل «بلايستيشن».. مصرع طالب طعنًا ب«مطواه» في قنا    رقص أحمد السقا مع العروس ريم سامي على غناء عمرو دياب «يا أنا يا لاء» (فيديو)    مفتي الجمهورية: يمكن دفع أموال الزكاة لمشروع حياة كريمة.. وبند الاستحقاق متوفر    مصطفى الفقي يفتح النار على «تكوين»: «العناصر الموجودة ليس عليها إجماع» (فيديو)    عيار 21 يعود لسابق عهده.. أسعار الذهب اليوم السبت 18 مايو بالصاغة بعد الارتفاع الكبير    بعد 94 دقيقة.. نوران جوهر تحسم الكلاسيكو وتتأهل لنهائي العالم للإسكواش 2024    قبل مواجهة الترجي.. سيف زاهر يوجه رسالة إلى الأهلي    «مش عيب تقعد لشوبير».. رسائل نارية من إكرامي ل الشناوي قبل مواجهة الترجي    سعر العنب والموز والفاكهة بالأسواق في مطلع الأسبوع السبت 18 مايو 2024    عاجل.. رقم غير مسبوق لدرجات الحرارة اليوم السبت.. وتحذير من 3 ظواهر جوية    مذكرة مراجعة كلمات اللغة الفرنسية للصف الثالث الثانوي نظام جديد 2024    بعد عرض الصلح من عصام صاصا.. أزهري يوضح رأي الدين في «الدية» وقيمتها (فيديو)    موعد إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 في محافظة البحيرة.. بدء التصحيح    حلاق الإسماعيلية يفجر مفاجأة بشأن كاميرات المراقبة (فيديو)    شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة "اصليح" بخان يونس جنوب قطاع غزة    عمرو أديب عن الزعيم: «مجاش ولا هيجي زي عادل إمام»    لبنان: غارة إسرائيلية تستهدف بلدة الخيام جنوبي البلاد    قبل عيد الأضحى 2024.. تعرف على الشروط التي تصح بها الأضحية ووقتها الشرعي    هل مريضة الرفرفة الأذينية تستطيع الزواج؟ حسام موافي يجيب    مؤسس طب الحالات الحرجة: هجرة الأطباء للخارج أمر مقلق (فيديو)    تعرف على موعد اجازة عيد الاضحى المبارك 2024 وكم باقى على اول ايام العيد    نحو دوري أبطال أوروبا؟ فوت ميركاتو: موناكو وجالاتا سراي يستهدفان محمد عبد المنعم    تعادل لا يفيد البارتينوبي للتأهل الأوروبي.. نابولي يحصل على نقطة من فيورنتينا    حضور مخالف ومياه غائبة وطائرة.. اعتراضات بيبو خلال مران الأهلي في رادس    منها سم النحل.. أفكار طلاب زراعة جامعة عين شمس في الملتقى التوظيفي    طرق التخفيف من آلام الظهر الشديدة أثناء الحمل    محكمة الاستئناف في تونس تقر حكمًا بسجن الغنوشي وصهره 3 سنوات    وسط حصار جباليا.. أوضاع مأساوية في مدينة بيت حانون شمال غزة    سعر اليورو اليوم مقابل الجنيه المصري في مختلف البنوك    أكثر من 1300 جنيه تراجعا في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 18 مايو 2024    خبير اقتصادي: إعادة هيكلة الاقتصاد في 2016 لضمان وصول الدعم لمستحقيه    ماسك يزيل اسم نطاق تويتر دوت كوم من ملفات تعريف تطبيق إكس ويحوله إلى إكس دوت كوم    أستاذ علم الاجتماع تطالب بغلق تطبيقات الألعاب المفتوحة    حظك اليوم برج العقرب السبت 18-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    هاني شاكر يستعد لطرح أغنية "يا ويل حالي"    «اللي مفطرش عند الجحش ميبقاش وحش».. حكاية أقدم محل فول وطعمية في السيدة زينب    "الدنيا دمها تقيل من غيرك".. لبلبة تهنئ الزعيم في عيد ميلاده ال 84    عايدة رياض تسترجع ذكرياتها باللعب مع الكبار وهذه رسالتها لعادل إمام    ب الأسماء.. التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي مجلس الدولة بعد إعلان نتيجة الانتخابات    البابا تواضروس يلتقي عددًا من طلبة وخريجي الجامعة الألمانية    دار الإفتاء توضح حكم الرقية بالقرأن الكريم    «البوابة» تكشف قائمة العلماء الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل مؤخرًا    إبراشية إرموبوليس بطنطا تحتفل بعيد القديس جيورجيوس    «الغرب وفلسطين والعالم».. مؤتمر دولي في إسطنبول    دراسة: استخدامك للهاتف أثناء القيادة يُشير إلى أنك قد تكون مريضًا نفسيًا (تفاصيل)    انطلاق قوافل دعوية للواعظات بمساجد الإسماعيلية    حدث بالفن| طلاق جوري بكر وحفل زفاف ريم سامي وفنانة تتعرض للتحرش    الأرصاد تكشف عن موعد انتهاء الموجة الحارة التي تضرب البلاد    هل يمكن لفتاة مصابة ب"الذبذبة الأذينية" أن تتزوج؟.. حسام موافي يُجيب    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اخترع فرنا لإنتاج الفحم النباتى.. المهندس أسامة عادل: ابتكارى لا يقل أهمية عن مشاركتى فى حرب أكتوبر 73
نشر في الأهرام العربي يوم 16 - 05 - 2017

إنتاج الفحم أحد أهم أسباب السحابة السوداء والمكامير لا توجد بها أى معايير صحية أو بيئة

مشروعى عبارة عن "فرن" لإنتاج الفحم النباتى المتطور من المخلفات الزراعية والأخشاب ليكون بديلا لمكامير الفحم البلدية

فكرة الفرن تحول 50 مليون طن مخلفات زراعية سنويا إلى ثروة ووقود جاف على شكل قوالب مضغوطة بتكلفة بسيطة جدا

فى الوقت الذى يعبث فيه البعض بحياة الناس من أجل مصلحته الشخصية ومكسب مادى، مثلما يحدث من قبل بعض تجار وأصحاب "مكامير الفحم" البلدى" الموجودة وسط كتل سكنية كثيفة وتعمل بشكل عشوائى غير مرخص وبطرق بدائية خطيرة ينتج عنها تلوث خطير وإصابة بأمراض أخطر.. نجد على الجانب الآخر أشخاصا آخرين محبين لبلدهم يبتكرون أفكارا من أجل تطور بلدنا ومجتمعنا وإصلاح ما يقوم به هؤلاء الذين لا يبحثون سوى عن مصالحهم الشخصية. تكلك المكامير موجودة وسط كتل سكنية كثيفة وما زالت تعمل بشكل عشوائى غير مرخص وبطرق بدائية خطيرة على صحة الإنسان.
المهندس الاستشارى أسامة العادل خريج الكلية الفنية العسكرية وكبير مهندسى لواء جوى فى حرب أكتوبر 1973، بادر ببحث مشكلة المكامير، ووجد حلا لها متمثلا فى ابتكار مصرى جديد لإنشاء فرن مطور لإنتاج الفحم النباتى، وينتج فحما ذا كفاءة وجودة عالية جدا، كما أن ابتكاره فى نفس الوقت يعد حلا جذريًا لمشكلة تؤرق أجهزة الدولة متمثلة فى 50 مليون طن مخلفات زراعية سنويا. كما حصل المهندس أسامة العادل على براءة اختراع لمشروعه الذى يراه لا يقل أهمية عن مشاركته فى حرب أكتوبر 1973، وبرغم أهمية المشروع فإنه لا يجد اهتماما من داخل الدولة برغم العائد المادى الكبير منه ويعد من المشروعات ذى الربحية العالية. لنتعرف أكثر عن تفاصيل الابتكار وكيفية تحويل الفكرة إلى مشروع استثمارى على أرض الواقع دار الحوار التالى مع صاحب الابتكار:
متى بدأ اهتمامك بمشكلة المكامير وتلوثها الخطير للبيئة؟
بدأت أهتم بالمشكلة منذ عام 2000، حيث طرحت أمامى مشكلة تلوث البيئة بسبب مكامير الفحم البلدى والتى تتسبب فى وجود السحابة السوداء فى فترة الخريف، وكنت عضوا فى جمعية "خبراء العلوم والتكنولوجيا" وبحثنا إمكانية الإبقاء على المكمورة القديمة ولكن مع جعلها غير ملوثة للبيئة، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء فرن أمن صديق للبيئة.
لماذا ركزت على صناعة الفحم تحديدًا وعملت على تطوير طرق تصنيعه؟
لأن مصر تنتج فحما منذ قدماء المصريين وقد أصبح لمنتجى الفحم فى مصر الآن خبرات كبيرة لإنتاج الفحم الجيد، حيث يشتهر الفحم المصرى جدا فى الخارج، كما أن الفحم النباتى مهم جدا فى كل مناحى الحياة، وهو فى نفس الوقت أحد أهم أسباب السحابة السوداء المحيطة بالقاهرة، حيث مكامير الفحم الموجودة فى القليوبية، وهو أحد المصادر الرئيسية لتلوث الجو، إضافة إلى أن الفحم النباتى يستخدم كوقود ولأمور الشواء ومصدر للطاقة الحرارية.
لذلك أخذت على عاتقك مبادرة شخصية للحد من تلوث المكامير؟
بعد أن تم عرض المشكلة، اهتممت بها وقمت بعمل جولات فى كل المناطق والمحافظات التى بها مكامير، واكتشفت وقتها شيئين أن العمل فى تلك المكامير عشوائى غير منظم ولا توجد فيه أى معايير للصحة أو البيئة، هذا من ناحية أما الناحية الأخرى وجدنا أن جودة الفحم التى تخرج من تلك المقامير هى جودة ضعيفة جدا، لأنها تعتمد بشكل أكبر على العنصر البشرى غير المدرب، ومن هنا بدأت أفكر فى ميكنة حديثة تكون بديلا لتلك المكامير البلدية القديمة، لتكون عاملا مهما فى تطوير صناعة الفحم النباتى فى مصر، وإعطاء منتج متميز جيد صالح للتصدير يحقق مردودا ماديا عاليا خصوصا أن مصر كانت تحتل المركز 11 على مستوى العالم فى تصدير الفحم النباتى وما زالت تأخذ مراكز متقدما فى التصدير للفحم.
إلى مدى يخدم مشروعك حماية البيئة والحد من تلوث المخلفات الزراعية؟
فى السابق كان الفحم النباتى يصنع من مخلفات الأشجار والأخشاب، ولكن فى مشروعى يمكن تصنيع الفحم من أى مخلفات زراعية منها على سبيل المثال مخلفات الأرز والذرة والقمح وغيرها، من مخلفات يعجز المزارع عن الاستفادة منها فيقوم بحرقها او التخلص منها بطرق عشوائية تلوث البيئة فكان استخدامه لصناعة الفحم هو استخدام عظيم للحد من التلوث البيئى والتربح من هذه المخلفات فى نفس الوقت، عندما تتحول إلى منتج استهلاكى يحتاجه المجتمع المحلى أو المجتمع الخارجى بشدة.
حدثنا عن تفاصيل مشروعك فى تطوير صناعة الفحم وارتباطه بالحفاظ عن البيئة؟
مشروعى عبارة عن "فرن" أو "قمينة" إنتاج الفحم النباتى المتطور من مخلفات الزراعية والأخشاب، ليكون بديلا لمكامير الفحم البلدية شديدة التلوث للبيئة، وهذا الفرن عبارة عن وعاء مثبت داخل وعائى خارجى معزول حراريا، ومن خلال تخزين هذه المخلفات فى تلك القنينة بدرجة حرارة مرتفعة جدا حتى يتم تفحيم المخلفات وتتحول إلى فحم، ويصل ناتج الفحم الصافى من المخلفات حوالى 40 % الى 50 % من حجم المخلفات الزراعية، وأى انبعاثات قد تخرج منه يتم تخزينها فى ماسورة لتدخل على وحدة التكثيف من خلال عدة أوعية تابعة للفرن، جزء منها يتحول إلى (قطران) يستخدم فى عمليات البناء وجزء يتحول إلى غاز جاهز للاشتعال يتم استخدامه من جديد فى عملية التفحيم، كما تم تصنيع الفرن ليكون التحكم فيه أتوماتيكيا، وقد عملنا أكثر من نموذج للفرن وقمنا بتجربته لمدة 6 أشهر، حتى توصلنا إلى النموذج النهائى الذى حصلنا من خلاله على براءة اختراع يؤكد جودة الميكنة لتطويرها صناعة الفحم فى مصر وفى نفس الوقت آمنة تماما وتحافظ على البيئة المحيطة.
بشكل أوضح ما طريقة عمل هذا الفرن الصديق البيئة؟
هو عبارة عن أسطوانة دائرية وبداخلها أسطوانة دائرية أخرى وبينهما فراغ يدخل فيه الهواء الساخن الذى يحول المخلفات إلى فحم، ويعمل على أربع مراحل (تعبئة - تسخين – تبريد - تفريغ) وتلك الدورة عمرها الزمنى نحو 24 ساعة، مرحلة التسخين تأخذ منها 5 ساعات والتبريد يأخذ 8 ساعات، فى حين أن دورة عمر إنتاج الفحم كان فى المقمورة القديمة يصل لشهر كامل حتى يتحول الخشب إلى فحم، وأيضا فإن ذلك الفرن موفر فى استخدام الوقود وعمره الافتراضى طويل، ويتم تشغيله أتوماتيكيا، وتشغيله بسيط بالنسبة لأى شخص.
قلت إنك اخترعت الفرن ثم أضفت إليه تطورًا أكبر فما هو؟
فى البداية أنشأت الفرن وهو على شكل أفقى ووجدت أن عملية التبريد لكمية الفحم بداخله تستهلك 80 % من عمر دورة صناعة الفحم، لذلك جددنا فى الفكرة وعملنا ما يسمى (النظام المتواصل لإنتاج الفحم النباتى) هذه الفكرة تتكون من الفرن على شكل رأسي، ووعاء التفحيم داخل الفرن حر وغير ثابت على عكس الأول، وهذا الفرن يباع مع 4 أوعية إضافية، لكنه يعتمد بشكل أساسى هذا الفرن على "ونش" يرفع الوعاء الملي الساخن ووضعه فى الهواء ليبرد بشكل أسرع، ووضع وعاء فارغ بدلا منه داخل الفرن وهكذا طوال اليوم، ويتم تبريد الكمية فى حوالى 5 ساعات يبقى، ومن ثم يصبح عندى إنتاج من الفحم، ومتوسط عمله إنتاج أربع أوعية فى اليوم الواحد، أى أن الفرن الرأسى ينتج أربع أضعاف الفرن الأفقى فى اليوم الواحد، والأهم أن إنتاجية الفحم من ذلك الفرن تخرج دائما بجودة عالية ومعايير ثابتة فى الشكل والحجم، ويحتاج مساحة أرض نحو 20 مترا مربعا للأفقي، ويحتاج 5 أمتار فقط للفرن الرأسى.
بعد حصول الفرن على براءة اختراع وموافقة من وزارة البيئة كيف تساعدكم الوزارة فى نشر المشروع؟
أخذنا موافقة من وزارة البيئة وأصبح الفرن لدينا أول فرن معتمد لصناعة الفحم النباتى من الوزارة، حتى إنهم وضعوا شروطا أمام المكامير القديمة وأوقفوا التصدير لأى كميات فحم ما لم تكن مصنعة بتكنولوجيا صديقة للبيئة، بدلا من الطرق القديمة الملوثة للبيئة وبالفعل اتجه بعض أصحاب المكامير للفرن، كما قدمت دراسة كاملة لمشروع عنه وتحقيق مردود اقتصادى من مشكلة المخلفات الزراعية، لوزارة البيئة وطالبت بعمل نموذج للتصنيع على الحقيقة، خصوصا أن لديها موقعين واحد فى الشرقية والآخر فى الدقهلية وسط أهم مناطق المخلفات الزراعية هناك، لكنها تجاهلت المشروع ووقف أمامه البعض، برغم عرضى دفع أى إيجار تطلبه كحق انتفاع وأن تساعدنى فنيا فقط لتدريب الشباب والمزارعين على ذلك المشروع.
هل تعتقد أن هذا النوع من الأفران والتكنولوجيا النظيفة يحتاج اهتماما خاصا من الدولة؟
يجب أن تشجع الدولة مشاريع صناعة الفحم الأمن والصديق للبيئة لأنه مشروع واعد، وكذلك يجب تشجع آليات التصدير ولا تقف عائقا أمامه، خصوصا أنها تعانى من مشكلة المخلفات الزراعية، أمثال قش الأرز وحطب القمح، ومخلفات النخيل ونواتج تقليم الشجر، فكانت فكرتنا بدلا من حرق هذه المخلفات التى لا تقل سنويا عن 50 مليون طن مخلفات زراعية، وأفضل أن أطلق عليها اسم "المتبقيات الزراعية" لأنها ثروة وإذا أحسنا التعامل معها يمكن تعطى دخلا أعلى من المحصول نفسه، وهناك تكنولوجيا عديدة لاستخدامها بما فيه مصلحة للمواطن على سبيل المثال، يمكن أن ينتج منها علف حيوانى وسماد عضوى، وما يهمنى فى تلك الاستخدامات هو"الوقود الجاف" الذى يتم إنتاجه من تلك المتبقيات على شكل "قوالب مضغوطة" أو "مصبعات صغيرة" يمكن استخدامها بحالتها إلى وقود يستخدم فى الخارج خصوصا فى الدول الأوروبية، ومن ثم يمكن تحويله على هيئة فحم ذى إنتاجية عالية جدا مطلوب جدا فى سوق التصدير، كما أن الدولة بتشجيعها لهذا النوع من الاستثمار والصناعة أمام المستثمر والشباب، تكون خطت خطوات واسعة أمام الحد من ظاهرة الهجرة غير المشروعة وتوفير فرص عمل كبيرة، إضافة إلى أن تلك المشاريع ستساعد الدولة فى إستراتيجية التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة وحل مشكلة السكان المقيمين بجوار المكامير القديمة حيث إن أغلبهم يعانون من مشاكل صحية خطيرة بسبب عوادم دخان صناعة الفحم هناك، ومن ناحية عمليات التنمية، فإننا نسهم فيها من خلال استخدام المنظومة الكاملة من مخلفات الزراعية ويتم عملها وهذا هو المشروع الكامل المتكامل لاستخدام المخلفات.
تلك الصناعة وما تحتويه من أجهزة وتكنولوجيا.. هل هى مكلفة؟
كل تلك المنظومة يتم استرداد تكلفتها فى أقل من سنة، حيث لا يوجد مشروع يتم استرداد تكلفته فى ذلك الوقت القصير، مما يؤكد نجاح وربحية المشروع، ويمكن لأكثر من شخص المشاركة فى مشروع كهذا، حتى لا يكون مكلفا على شخص واحد، ومشكلتنا أن القرية تحولت من منتجة إلى مستهلكة والشباب العاطل فيها أصبح قنبلة موقوتة، وفكرتى لو كل قرية أو عدة قرى قامت بعمل المنظومة الكاملة التى تحل لها مشكلة المخلفات وتحولها إلى مكسب مادى، وسواء استخدم أهل القرى كل المنظومة بما فيها الفرن أم حتى العمل على المكابس والفرم فقط، سيجنون ربحا من وراء إنتاج وقود حرارى يستخدم محليا أو يصدر إلى الخارج، ويتخلصون فى نفس الوقت من المخلفات، إضافة إلى أن ما يتبقى من تراب الفحم الهالك بعد الفرن يتم عجنه وكبسه وتجفيفه لتحويله إلى مكعبات فحم صغيرة يتم بيعها فى الأسواق.
هل السوق لدينا يستوعب التوسع فى صناعة الفحم والاستثمار فيه؟
السوق الداخلى ليس الأساس، السوق الخارجى يحتاج إلى هذا النوع من الفحم، خصوصا أن الفحم المصرى له سمعة جيدة جدا وطلب كبير فى الخارج ومصر تحتل موقع متقدم فى قائمة تصدير الفحم إلى الدول الأوروبية مثل اليونان وقبرص وإيطاليا وإنجلترا، كما أن أمريكا سوق كبير جدا، إضافة إلى السعودية ودول الخليج فى الوطن العربى.
هل أسعار هذه الأفران فى متناول الشباب وصغار المسثمرين؟
طلبنا من الهيئة العربية للتصنيع صناعة الفرن بثلاثة أحجام وأسعار مختلفة ثم طلبنا منه تصنيع الفرن الرأسى أيضا ليصبحوا 4 نماذج الأول، سعته 10 أمتار مكعب ب 400 ألف جنيه، والثانى سعته 5 أمتار مكعب ب 300 ألف جنيه، والثالث سعته 3 أمتار مكعبة ب 200 ألف جنيه، والرابع الفرن الرأسى وثمنه 700 ألف جنيه. هذه الأسعار مقارنة بأى بلد محترم تصنع أجهزة مشابهة هو سعر مقبول جدا، ومعيار السعر يرجع حسب مواصفاته العلمية وجودة المنتج الذى تنتجه، وقد استعنت بتنفيذ مشروعى منذ بدايته بكلية هندسة المطرية، حيث كان بمثابة المكتب الاستشارى لعمل القياسات والرسوم التنفيذية والمواصفات منها الحديد والعوازال الحرارية وغيرها وذلك حتى نقوم بعمل مشروع محترم بشكل علمى متخصص بشكل دقيق وعلى أسس علمية يخرج فى النهاية كماكينة صناعية تنافس المكن المتطور الذى تصنعه الدول الكبرى.
هل تم استخدام ذلك النوع من الأفران فى دول عربية أخرى؟
بالفعل طلب المسئولون فى السعودية منى ومن علماء آخرين من شتى دول العالم أن نجد حلا لمشكلة مخلفات النخيل هناك، دون إحداث تلوث فى البيئة، وعرضت فكرتى ومشروعى وتمت الموافقة عليه مباشرة والتحمس له خصوصا بعمل المنظومة الكاملة للفرم والكبس ثم التفحيم، وقد بدأوا بالفعل بتنفيذ فكرتى ومشروعى من خلال أفران الفحم الحديثة. جدير بالذكر أن السعودية من أكثر الدول العربية احتياجا إلى الفحم، وبهذا المشروع يكونون قد تخلصوا من مشكلة بيئة تواجههم ومخلفات تؤرقهم، وتحويلها إلى منتج مطلوب بشدة هناك.
هل يوجد مثيل لهذه الأفران صديقة البيئة فى دول أخرى؟
هناك تشابه لبعض الماكينات مع الفرن خصوصا فى الدول الأوروبية، ولكننا أخذنا براءة الاختراع بسبب جودة المنتج ومواصفاته فى تحمل الحرارة والعمل المتواصل وبساطة فكرته فى الحفاظ على الهواء المحيط والبيئة، كما جاءت شركة أمريكية قامت بحصر ودراسة للأفران الشبيهة وتكنولوجيا إنتاج الفحم النباتى، وصنفوا الفرن الذى قمت باختراعه بأنه أفضل أنواع تكنولوجيا صناعة الفحم النباتى فى العالم ولا يوجد مثيل مطابق له، من حيث توفير الطاقة والحفاظ على البيئة، إضافة إلى أننى حصلت على جائزة فى مؤتمر وزراء البيئة العرب فى أواخر 2016 كأفضل مشروع لحل مشاكل بيئية، ولكن بعد أن قمنا بعرض وتسويق مشروعنا ونشرنا صوره ومواصفاته، قامت شركة صينية بتقليد هذا الفرن وصناعته وطرحه بسعر أقل من تكلفته، ولكن مع التجربة وجدنا أنه لا يتحمل العمل الشاق ولا توجد له قطع غيار وقد طمع عدد من أصحاب المكامير البلدية فى سعره القليل وقاموا بشرائه ولكنه مع العمل تلف وأصبح خردة.
تحدثت عن إمكانية إنتاج فحم حيوى يسهم فى مشاريع التنمية الزراعية.. كيف يكون ذلك؟
الفحم الحيوى هو نوع من المخصبات الزراعية ويتم تصنيعه بنفس طريقة الفحم النباتى من خلال استخراجه من المخلفات الزراعية، وأيضا المخلفات العضوية وحرقها فى الفرن لتتحول إلى فحم حيوى مع إضافة بعض المخصبات ولكن بنسب سخونة أعلى، وهذا النوع من الفحم إذا تم وضعه فى الأرض يتم زيادة المحاصيل فيها بنسبة 50 % هذا بجانب أنه إذا تم وضعه فى التربة الرملية يمنع تسرب المياه ويجمع الجسيمات الدقيقة التى تتغذى عليها جذور النبات، وهذا أمر مهم لخطط التنمية الزراعية التى تتبناها الدولة فى استصلاح الأراضى ومشروع المليون ونصف المليون فدان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.