قال الشيخ محمد جميعة، مبعوث شيخ الأزهر لمؤتمر "مصر رسالة سلام"، إن الأزهر الشريف يتصدي بكل قوة وحزم لكل من يحاول التطاول علي الرموز الدينية، مشيرًا إلى أن ردود الفعل الإسلامية يجب أن تتسم بالحكمة وأن تبتعد عن أخذ البريء بذنب المسيء. أكد جميعة أنه يجب على المسلم أن يتحلي بالعقل الواعي عند التعامل مع الإساءات التي تستهدف الرسول صلى الله عليه وسلم، موضحًا أن تشويه صورة الإسلام ومقدساته أمر قديم بدأ مع ظهور الإسلام بل هو سنة من سنن التدافع بين الحق والباطل. ودعا جميعة دول العالم الإسلامي إلى التضامن والعمل على إصدار تشريع دولي يجرم ازدراء الأديان، والحض على الكراهية، محذرا أن يقع أي مسلم في المحظور بالإساءة وجرح مشاعر الإخوة المسيحيين. لفت مبعوث شيخ الأزهر، إلى أن الشريعة الإسلامية هي الحصن الحصين لغير المسلمين، مستشهدا بما قاله العديد من الكتاب والمفكرين الغربيين بحق الإسلام. من جانبه أكد شوقي عبد اللطيف وكيل وزارة الأوقاف للشئون الدينية، أن الإساءات للرسول وازدراء الأديان السماوية ومن بينها الإسلام ليست وليدة اليوم، إنما تكررت كثيرًا، مرجعًا ذلك لعدم وجود الغيرة الدينية بين المسلمين وعلى مستوى الرؤساء والحكام بصفة خاصة. واستطرد عبد اللطيف في كلمته: "ليس معنى ذلك أن يتم التعامل بعنف مع هذه الأمور، وإنما يجب أن يكون التعامل بتوضيح صورة الإسلام الجيدة". أضاف: "للأسف إننا شاركنا في الإساءة إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بالانفعال المبالغ فيه"، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى أمر رسوله بالصبر كما صبر أولي العزم من الرسل. شدد على أن تمزيق الكتاب المقدس أمر يرفضه الإسلام والقرآن، مشيرًا إلى أن الإسلام دخل إلى مصر بمعاونة المسيحيين للفاتح الأعظم عمرو بن العاص. أرجع عبد اللطيف السبب في ازدراء الأديان إلى ثقافة العصور الوسطى، وما فعلته الكنيسة وثقافة الكراهية الغربية، مشددا على ضرورة الاعتراف بها كي لا يصيبنا نحن المصريين مسلمين ومسيحيين في بلادنا أثارها. أوضح أن هناك نظرتين للتعامل مع الأديان السماوية، منوها إلى أن النظرة الأولى هي نظرة القرآن الكريم والقائمة على نص الآية الكريمة: "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ". واختتم عبد اللطيف، بالإشارة إلى أن النظرة الثانية هي نظرة التوراة والتي أسائة وازدرت أنبياء الله جميعا، لافتا إلى أن كتاب العهد القديم وصف الأنبياء بألفاظ يقشعر لها الوجدان. هذا ومن جانبه قال أندريا نائب الطائفة الإنجيلية: "إنه جاء الوقت لكي يقوم الأزهر والمؤسسات الكنسية ومؤسسات المجتمع المدني في مصر والعالم العربي بمواجهة صور ازدراء الأديان التي تسيء للإسلام والمسيحية على حدا سواء". وأضاف خلال كلمته: "أتصور أننا كمسيحيين عرب يمكن أن نقوم بدور مهم في مناقشة علاقتنا بالإسلام واندماجنا في هذه المنطقة"، مشيرًا إلى ضرورة تغيير الخطاب مع العالم الغربي بأن يكون الحديث عن إصدار تشريع يجرم ازدراء الأديان لأنه يحض على الكراهية، وكذلك بأن تكون حجتنا أنه كما يجرم المجتمع الغربي معاداة السامية فإننا نطالب بتجريم معاداة الأديان. واختتم بالقول: "نريد أن نتحرك بشكل إيجابي للتعاطي مع هذه المجتمعات الغربية بأن نفهم لغتهم وأن نتحدث معهم كما يفهمون وليس كما نريدهم أن يفهموا"، مشددًا على أن نسيج المجتمع المصري واحد ويزداد صمودًا مع كل محنة.