في أواخر القرن التاسع عشر، تم اكتشاف مومياء " الملك مرنبتاح "، ضمن خبيئة من المومياوات الملكية تضم 18 ملكًا فى مقبرة أمنحوتب الثانى، وتعد من أبرز الاكتشافات الأثرية. يقول الأثري شريف شعبان ل"بوابة الأهرام" عن قصة ذلك الملك، إن "مرنبتاح" طاردته الخرافات من قبل بعض المؤرخين وعلماء الكتاب المقدس وعلماء المصريات الأجانب، باعتباره فرعون الخروج، والملك الذي طارد النبي موسى حتى غرق في البحر، وهو مانفته الأبحاث الحديثة التى أجريت على موميائه بأحدث الوسائل العلمية. ظهرت العربة الى تحمل اسم الملك المحارب مرنبتاح فى بروفات العرض لنقل المومياوات الملكية ، حيث سيتم نقل مومياء مرنبتاح مع والده رمسيس الثانى ومع أقرانه الملوك العظام في حدث دولي مرتقب. ومن المقرر أن يتم نقل 22 مومياء ملكية، منها 18 مومياء لملوك، و4 مومياوات لملكات وهم "الملك رمسيس الثانى، رمسيس الثالث، رمسيس الرابع، رمسيس الخامس، رمسيس السادس، رمسيس التاسع، تحتمس الثانى، تحتمس الأول، تحتمس الثالث، تحتمس الرابع، سقنن رع، حتشبسوت، أمنحتب الأول، أمنحتب الثانى، أمنحتب الثالث، أحمس نفرتارى، ميريت آمون، سبتاح، ، الملكة تى، سيتى الأول، سيتى الثانى، بالإضافة لمرنبتاح". يقول "شعبان" إن السيرة التاريخية للملك المحارب مرنبتاح تؤكد أنه هو الابن الثالث عشر أو الرابع عشر لرمسيس الثاني وزوجته الملكية الكبرى الثانية، وإنه الابن الوحيد الذي عاش من إخوته حيث إن معظم إخوته ماتوا فى عمر والدهم ، وبسبب عهد والده الطويل جدًا فى الحكم، اعتلى مرنبتاح العرش في سن كبير، وحكم لمدة 11 عامًا فقط، وكان مرنبتاح ملكًا محاربا مثل والده رغم كبر سنه، فقد شارك في عدد من الحملات العسكرية، حيث أوقف تحالفًا عنيفا من الليبيين وشعوب البحر الذين هاجموا دلتا مصر في عامه الخامس، كما أخمد تمردا في النوبة. ومن أشهر آثاره الهامة "لوحة النصر". التى تعرف بالخطأ بلوحة إسرائيل. تم دفن مرنبتاح في مقبرته بوادى الملوك إلا أنه تم نقل المومياء فى خبيئة مع ملوك آخرين مخافة السرقة من قبل الكهنة، ويوضح شريف أنه خلال العصر الحديث تم عمل بعض الفحوص الفيزيائية والإشعاعية للمومياء والتي كشفت عن أن طوله يصل إلى 171 سم ومات عن عمر كبير، حيث كان يعاني من أمراض تنكسية بالهيكل العظمي وتصلب الشرايين، وكلاهما من أمراض الشيخوخة، وفقدان العديد من الأسنان أو كسرها، مما سبب له آلامًا. كما عانت المومياء بشكل كبير من لصوص المقابر، حيث لوحظ وجود إصابات في ذراعه اليمنى والحنجرة وجدار البطن الأمامي والحوض والترقوة اليمنى والقدم اليسرى. وفي ضوء تلك النتائج تستبعد فكرة وفاته بالغرق وبالتالي استبعاد كون الملك مرنبتاح هو فرعون موسى.