مع قرب انتهاء الخريف، وبداية فصل الشتاء، يزدهر بيع " الجلاب " وبجانبه الليمون، باعتبارهما الفيتامينات ال"شعبية" التي يقبل على شرائها المواطنين، في صعيد مصر، لا سيما في قرية "ال قنا وية"، لعلها تمنح أجسادهم المقاومة لمواجهة أمراض الشتاء. يتجه علي إبراهيم بعد صلاة الفجر وقبل شروق الشمس، إلى عصارات قصب السكر، في قرية ال قنا وية بنجع حمادي، ليلحق دوره بين أقرانه، لشراء احتياجاته من " الجلاب "، ويحمل ما يستطيع الحصول عليه منه، ثم يتوجه ليبتاع احتياجاته من تجار الليمون. "جلاب يا عسل نجع حمادي "، صوت مسموع، تهتز له أرجاء سوق دشنا، وأحيانا جنبات عربات قطارات الصعيد، ينادي الشاب ذو ال 35 عاما، ليبيع ما تمكن له الحصول عليه، من الجلاب والليمون؛ ليتكسب من بيعهما، خاصة مع إقبال الأطفال على شرائه؛ نظرا لانخفاض سعره وجودته، فحين ينادي علي إبراهيم "جلاب عسل نجع حمادي "، تكون هى كلمة السر الكفيلة بتعريف جودة المنتج الذي يسوقه. " الجلاب " والليمون فيتامينات "شعبية" لمواطني قنا يمكن وصف قرى نجع حمادي، لا سيما قرية "ال قنا وية"، بأنها منبع صناعة العسل الأسود، والذي يأتي " الجلاب " كأحد مشتقاته، حيث يتوجه بائعو الجلاب من جميع قرى قنا ومراكزها المختلفة، إلى العصارات القديمة في قنا ، للحصول على احتياجاتهم من "جلاب العسل"، إما لبيعها، أو توريده إلى ال محافظات المجاورة. علي إبراهيم أكد في حديثه ل"بوابة الأهرام" أن الجلاب والليمون، هما "فيتامين سي الصعايدة" -بحسب وصفه- مشيرا إلى أن الجلاب منتج محلي، يتواجد بكثرة فى الصعيد، ومعروف منذ مئات السنين، نظرا لارتباطه بزراعة قصب السكر، الذي يستخلص منه العسل الأسود ومن بعده " الجلاب ". " الجلاب " والليمون فيتامينات "شعبية" لمواطني قنا يشبه "جلاب العسل" القمع، هو أحد مشتقات العسل الأسود، ويصنع بوضع العسل الأسود فى آلة يطلق عليها "النحاسة"، ويتم تعريضها إلى درجة حرارة مرتفعة، حتى يتحول لون العسل من الأسود إلى الأصفر، وبعد تسويته، يتم وضعه في إناء يشبه "القمع"، يترك في الشمس حتى تجف المادة الخام بداخله، وبعدها تزال الأقماع حتى يتعرض المنتج للهواء والشمس، يوضع بعدها الجلاب في "مقاطف"؛ تمهيدا لبيعها إلى التجار والبائعين، الذين يسوقونه على الطرقات والقطارات، ويجوبون به على سيارات النقل أحيانا، وفى الأسواق الشعبية. " الجلاب " والليمون فيتامينات "شعبية" لمواطني قنا بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع، ينادي إبراهيم على المصلين لبيع " الجلاب "، حيث يشتريها الآباء لأطفالهم؛ لتقوية مناعتهم، مستغلين في ذلك عشق الأطفال للجلاب ومذاقه، المشتق من العسل الأسود. "يحافظ جلاب العسل حتى الآن على انخفاض سعره"، هذا ما أكده علي إبراهيم ، واصفا أنه تتنوع أحجامه بين جلاب ذو قمع كبير، وأخر ذو قمع صغير، مشيرا إلى أن بائع الجلاب يختار بين بيعه منفردا، أو بيع الليمون معه، مؤكدا أن شهرة قرية ال قنا وية بالليمون و الجلاب لا تعادلها شهرة، وخاصة فى هذه الأوقات من العام. فى زمن "كورونا" ذاع أهمية المشتقات المستخرجة من قصب السكر، مثل المطهرات، التى تستخرج من المصانع الحديثة لقصب السكر، وزادت تجارة العسل الأسود من العصارات القديمة، وانتشر فى منازل الصعيد، حيث العسل الأسود يعالج من فقر الدم ويقوي المناعة، وله فوائد صحية عديدة، جعل السوق ينتعش ببيعه في زمن الوباء. " الجلاب " والليمون فيتامينات "شعبية" لمواطني قنا وشارك أشرف الداودي، محافظ قنا ، فى عمل لفريق برنامج التنمية المحلية في صعيد مصر، ناقشوا خلاله خطة تنفيذ أعمال التطوير لصناعة العسل الأسود. وأوضح المحافظ فى تصريحات سابقة، أن المساحة المنزرعة بمحصول قصب السكر في قنا تبلغ نحو 120 ألفا و91 فدانا، تمثل نحو 37.5% من إجمالي المساحة المنزرعة على مستوى الجمهورية، تورد عن طريقها أكثر من مليونين و900 ألف طن قصب خام، تنتج حوالي 300 ألف طن سكر سنويا. وأضاف الداودي، أن قنا تشتهر بزراعة قصب السكر منذ العصر الأموي، مؤكداً أنه سيتم إنشاء تكتلات صناعية واقتصادية لصناعة العسل الأسود ومشتقاته فى نجع حمادي، وكذلك إنشاء تكتلات صناعية واقتصادية "للفركة" فى مركز نقادة جنوب المحافظة. محرر بوابة الأهرام مع بائع الجلاب