أختلف أو أتفق مع عمرو دياب ، فيما يقدمه من فن، لكن الأكيد أنه نجح على مدى تاريخه منذ الثمانينيّات في الحفاظ على القطاع الأكبر من جمهور الشباب، وهي قدرة لم يستطع أحد عليها غير كبار المطربين السابقين له، مع اختلاف الزمن والأحداث وشكل الإبداع، وهم الذين حفروا طريقهم بالموهبة واحترام جمهورهم بفن راق، وقدموا لبلادهم تراثًا فنيًا وقوة ناعمة لنا في عالمنا العربي، وفي مقدمتها الأغاني الوطنية التي قدموها مثلما فعل عبدالحليم ، و أم كلثوم ، و عبدالوهاب ومحمد فوزي وغيرهم. ولعب هؤلاء المبدعون بأعمالهم دورًا وطنيًا بارزًا، يعبرون به عن حقبة تاريخية من تاريخ هذا الشعب يتأثرون به ويؤثرون فيه، وهو الدور الذي لم يستطع عمرو دياب القيام به حتى الآن، فلم نجد له أغنية وطنية مؤثرة هذا التأثير الذي يستحقه تاريخه. وحتى عندما أعلن طرحه أغنية وصفها بالوطنية أخيرًا اكتشفنا أنها برعاية شركة محمول، مما أفقدها محتواها وتأثيرها، وتحولت إلى إعلان ممول لا يليق بقداسة وجدية الأغنية الوطنية. نعرف أن عمرو دياب قدم بعض الأغاني الوطنية مثل: بلادي مصر.. مصر الجميلة.. مصر قالت، لكنها لم تحقق تأثيرًا، والكثيرون منا لا يعرفها، وهو أمر لا يليق بمطرب في شعبية عمرو دياب ، الذي لا نستهدف هجومًا عليه، بقدر رغبتنا الشديدة في أن يكون على قدر مسئولية أنه الأكثر نجومية ووجودًا وانتشارًا وتأثيرًا بين الشباب؛ ليقدم لوطنه وجمهوره الذي حقق له الشهرة والصيت والثروة، ما يتذكره به في قضاياه الوطنية، وأحداثه الكبيرة، وذاكرة تاريخه؛ لأنها هي الباقية. فهل يفعلها عمرو دياب ، حتى يترك إرثًا وطنيًا سيحسب له هو وأبناؤه في المستقبل؟! نتمنى هذا. * نقلًا عن صحيفة الأهرام