عوامل كثيرة داخلية وخارجية ادت الى اصابة معظم الدول العربية بالضعف والوهن ، ربما يكون اكثرها اهمية هى انها لم تعل من قيمة العلم والتعليم وتجعلهما فى خدمة التقدم والتحضر ،حتى تجرأت عليها إيران و تركيا وإسرائيل وربما لن تمضى عقود قليلة وتعود بعض الدول العربية الى حظيرة الدولة العثمانية التركية مرة اخري، فى حين يسيطر الايرانيون الفرس على بعض آخر ، وربما تتمدد اسرائيل وتتقاسم مع تركياوايران بعضا من دول العرب. يطلق البعض على ذلك أحباطا او تشاؤما اكثر من اللازم ، وليكن، ولكن الواقع يبرهن على ان هذا ليس ضربا من الاحباط ولا خيالات التشاؤم المريضة ! تعالوا نطالع الصورة الراهنة للعالم العربى حتى ندرك ان ما نقوله ليس تشاؤما او خيالات إحباط : تحتل تركيا اجزاء واسعة من سوريا المريضة بالحرب الاهلية، واجزاء من شمال العراق ، ووضعت جنودها فى الاراضى الليبية على بعد خطوات من مصر وتونس والجزائر، ولها قواعد عسكرية فى الصومال، وتنظر فى خريطة العالم العربى لتعرف ما هى المنطقة او الدولة التالية التى سوف تنقض عليها لالتهامها قبل الآخرين .. وتحتل ايران من ناحية اخرى اجزاء من سوريا وتسيطر على القرار السورى وتسيطر عبر ميليشياتها المسلحة على صناعة القرار فى العراق، وتنتظر اللحظة المناسبة للانقضاض على البحرين، وتعبث فى امن واستقرار السعودية والامارات والكويت، وتسيطر على اليمن عبر ميليشيات حزب الله الحوثى وتمده بالسلاح والاموال والمرتزقة ،ثم ان ايران تسيطر على القرار اللبنانى او تعتقله لحسابها من خلال ميليشيات حزب الله اللبناني. من جانبها تتضخم اسرائيل يوميا على جثة الضعف العربى وتبتلع آراضى جديدة من فلسطينوسوريا ولبنان فى الوقت الذى تحظى فيه بدعم لم تعرفه فى تاريخها من الرئيس الامريكى الحالى ترامب ! وفى مقاله المهم فى صحيفة الشرق الاوسط وصف احمد ابو الغيط الامين العام لجامعة الدول العربية النفوذ التركى والايرانى المتمدد فى الدول العربية بانه تغول واجتراء على مصالح دول المنطقة، وهو فعلا اكثر من ذلك سيادة الامين العام انه اعتداء كما ذكرت ولكن ماذا فعلت الدول العربية ؟ لا شيء .. وهل تفيد بيانات الشجب والتنديد من الجامعة العربية ؟! اذا لم يٌظهر العرب ان لهم انيابا عسكرية ويمكنهم رد الصاع صاعين فان الاسود المتنمرة من حولهم سوف تلتهمهم بكل سهولة. نقلا عن صحيفة الأهرام