إن كنت تريد عطارة من الحسين والجمالية، فلا داعى للسؤال عن الطريق. فقط امش ودع أنفك تدلك. وبمجرد أن تجتاح أنفك وروحك روائح التوابل و البهارات و البخور و الزيوت اعرف بأنك قد وصلت. والآن متع ناظريك بألوان التلال الهرمية الصغيرة للبهارات وخمن أى رائحة تخص أى لون. «عالم تانى» يتمتع بخصوصية مميزة جداً عن كل ما حوله. لكنه فى الحقيقة هو العالم الأول الذى كان، ومازال، يقصده المصريون للتطبيب. فالعطار كان مؤتمنا على صحة الناس بوصفاته المستقاة من كتب ابن سينا وأبو بكر الرازى. هنا لكل داء وصفة توارث سرها العطارون من أجداد الأجداد، لكنهم لا يتوانون عن نصح السائل باستشارة الطبيب أو عدم الاعتماد على الوصفة كليا ما لم يكن هذا رأى الطب. ولعل هذه الأمانة هى سر التألق الدائم الذى تظهر عليه محال العطارة هنا، بينما تنطفئ فورا شركات النصب باسم وصفات الأعشاب التى لا يطول عمرها بأى حال عن شهور معدودة. حتى وإن لم تشتر من هنا شيئا فيكفى أن ترى ذلك الإبهار المرسوم على وجوه زوار المنطقة من الضيوف الأجانب الذين وصلتهم أيضا سمعة وصفات ال عطارين المصريين، فيأخذهم الفضول للسؤال عن كل تفصيلة. نقلا عن صحيفة الأهرام محلات العطارة