د. عمرو عبدالسميع يكتب: حالة حوار هل هناك تماثل أو تشابه بين جائحة تفشى فيروس كورونا فى كل أرجاء الكوكب وطريقة تعامل المصريين معها، وبين مواقفهم فى عملية يناير عام 2011؟ ربما يكون ذلك واردا فقط من حيث استشراء العدوى ذات الطابع الوبائى فى الحدثين، ولكن المصريين اليوم مختلفون على الكلية والتفصيل، فهم أكثر وعيا وفطنة وإدراكا، ويعرفون كل شيء عن المجهود البطولى (دون أى مبالغة) الذى تبذله دولتهم بمختلف مؤسساتها وأجهزتها، ومن ثم فهم أكثر التزاما واحتراما وارتباطا بتلك الدولة، أما فى زمن عملية يناير 2011 (لا أرجعه الله) فإن كوادر العملاء والمتدربين فى الخارج على تفكيك الدول الوطنية ومناضلى الكى بورد ومتسولى رضاء السفارات ومتمولى الجمعيات الأهلية من خلف ظهر الدولة، والإخوانجية والينايرجية (الذين صاروا الآن فلولا يحاولون الاشتباك مع الدولة فى أى موضوع وافتعال مشاجرة معها) نجحوا فى إيجاد وتصنيع وعى زائف خيم على أدمغة الناس وصار مسوغا لهياج الجمهور الذى صاغوه بدقة ونمكية تكفر بالدولة وتتحرش بمؤسساتها.. كلا الحدثين كان كبيرا ولكن الفارق أيضا كان هائلا، فنحن أمام تجسيد كامل لسيادة (الوعى الحقيقي) عند المصريين فى مواجهة أزمة كورونا ، وكنا للأسف أمام تجل بشع لهيمنة (الوعى الزائف) فى عملية يناير 2011 والسبب وراء هذه المقارنة وتلك السطور هو أنهما يمثلان لحظتين نادرتين فى حدثين ضخمين اختلف سلوك الجماهير معهما على نحو مطلق، الناس لم تستمع اليوم لسموم الإخوانجية والينايرجية لا بل لم تلتفت إليهم على عكس ما جرى فى عملية يناير عام 2011 حين نجحوا فى ركوب أدمغة الناس وقادوهم إلى حيث أرادوا، وأكرر أن المسألة ليست نظاما ولكنها دولة وقد حافظ المصريون على الدولة فى أزمة الجائحة واستجابوا للتحريض فى أزمة العملية.