برلمانية: استرداد سيناء ملحمة وطنية.. وتعميرها وتنميتها إنجاز يحسب ل السيسي    محافظ شمال سيناء: كل الخدمات في رفح الجديدة بالمجان    محافظ الأقصر يهنئ الرئيس السيسى بعيد تحرير سيناء    انخفاض الأسعار، نجاح حملة مقاطعة شراء الأسماك لليوم الثالث في دمياط (صور)    وفد الوكالة الألمانية للتعاون الدولي يتفقد توسعات محطة خورشيد بالإسكندرية    بنك ناصر يعلن إتاحة التمويلات الشخصية لموظفي البنوك وشركات القطاع الخاص    وزيرة البيئة: إصلاح نظام تمويل المناخ ضرورة قصوى    سعر الذهب في مصر اليوم الخميس مع منتصف التعاملات    محافظ الفيوم: إنجاز عدد من المشروعات الخدمية بالفترة المقبلة    الصحة الفلسطينية تحذر من اقتراب توقف مولدات الكهرباء بمستشفيات غزة    انقطاع خدمة الإنترنت الثابت فى وسط وجنوب غزة    الكرملين يعلق على توريد صواريخ "أتاكمز" إلى أوكرانيا    الأردن يدين سماح الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى    روسيا تلوح باستهداف الأسلحة النووية للناتو حال نشرها في بولندا    مواجهة اتحاد جدة تشهد عودة ميتروفيتش لصفوف الهلال    كولر يستقر على هذا اللاعب لقيادة هجوم الأهلي أمام مازيمبي| تفاصيل    "خسارة وإحالة".. 3 قرارات قوية من كاف بشأن أزمة مباراة اتحاد العاصمة ونهضة بركان    أحدهما بيلينجهام.. إصابة ثنائي ريال مدريد قبل مواجهة بايرن ميونخ    ج.ثة وحجر أسمنتي.. يق.تل صديقه بطريقة بشعة بالشرقية    لخلافات بينهما.. مسن ينهي حياة زوجته بقطعة خشبية في المنيا    موعد إعلان أرقام جلوس الثانوية الأزهرية 2024    ضبط عامل بتهمة إطلاق أعيرة نارية لترويع المواطنين في الخصوص    الجيزة: رفع 1200 حالة إشغال وتحرير 10 محاضر لمخابز غير ملتزمة    بنات ألفة لهند صبرى ورسائل الشيخ دراز يفوزان بجوائز لجان تحكيم مهرجان أسوان    خبيرة فلك: مواليد اليوم 25 إبريل رمز للصمود    شقو يكتسح شباك تذاكر أفلام السينما.. بطولة عمرو يوسف وأمينة خليل    عقب سحب «تنظيم الجنازات».. «إمام»: أدعم العمل الصحفي بعيداً عن إجراءات قد تُفهم على أنها تقييد للحريات    وزارة العمل: ختام برنامج تدريبي فى مجال التسويق الإلكتروني ببني سويف    انعقاد النسخة الخامسة لمؤتمر المصريين بالخارج 4 أغسطس المقبل    سقوط عصابة تخصصت في سرقة الدراجات النارية بالقاهرة    متروكة ومتهالكة في الشوارع.. رفع 46 سيارة ودراجة نارية بالقاهرة والجيزة    أبورجيلة: فوجئت بتكريم النادي الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    أمريكا تطالب إسرائيل بتقديم تفاصيل حول تقارير المقابر الجماعية بغزة    انطلاق فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية بمدينة مصر للألعاب    رئيس البرلمان العربي يهنئ مصر والسيسي بالذكرى الثانية والأربعين لتحرير سيناء    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    «الصحة»: فحص 6 ملايين و389 طفلا ضمن مبادرة الكشف المبكر عن فقدان السمع    انطلاق القافلة الطبية المجانية حياة كريمة بقرى الخير والنماء بمركز الفرافرة    7 مشروبات تساعد على التخلص من آلام القولون العصبي.. بينها الشمر والكمون    الليلة.. أنغام وتامر حسني يحيان حفلا غنائيا بالعاصمة الإدارية    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    مصرع وإصابة 10 أشخاص إثر تصادم سيارتين في البحيرة    الأهلي يصطدم بالترجي التونسي في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    حمزة العيلى عن تكريم الراحل أشرف عبد الغفور: ليلة في غاية الرقي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    أمر عجيب يحدث عندما تردد "لا إله إلا الله" في الصباح والمساء    لبيب يرافق بعثة الزمالك استعداداً للسفر إلى غانا    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    توقيع عقد تنفيذ أعمال البنية الفوقية لمشروع محطة الحاويات بميناء دمياط    هيئة الرعاية بالأقصر تعلن رفع درجة الاستعداد تزامنا مع خطة تأمين ذكرى تحرير سيناء    علماء بريطانيون: أكثر من نصف سكان العالم قد يكونون عرضة لخطر الإصابة بالأمراض التي ينقلها البعوض    هل ترك جنش مودرن فيوتشر غضبًا من قرار استبعاده؟.. هيثم عرابي يوضح    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عالم ما بعد «كورونا»
نشر في البوابة يوم 02 - 04 - 2020

بعد أن ضربت الأزمة الناتجة عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» كل مكان على ظهر الكرة الأرضية. وبعد انتقال مركز الاحداث من الصين، التي بدأت تتعافي، إلى أوروبا وأمريكا الشمالية، التي بدأ فيها الانتشار السريع للفيروس. ومع الزيادة المطردة في عدد الإصابات، وتضاعف لأعداد الوفيات، وتوقف للحياة في مدن وبلدان كبرى، فقد تنوعت اهتمامات الناس بين متابعة يومية لتطور الأحداث، وبين من يحاول القفز فوق الواقع الأليم، لكي يستشرف آفاق المستقبل بعد أن تنتهي الجائحة. حتى مع استحالة التوقع بما ستنتهي عليه الأزمة، ومع التسابق المحموم بين مراكز الأبحاث العالمية لمحاولة التوصل إلى أدوية فعالة، أو مصل واق، أو توفير أجهزة التنفس الصناعي للمرضي، إلا أن العديد من مراكز الأبحاث واستشراف المستقبل قد بدأت في التفكير في رسم خريطة لما ستصير إليه الأمور في عالم السياسة والاقتصاد والحياة الاجتماعية بعد انتهاء جائحة فيروس كورونا المستجد.
وفي هذا المقال، نحاول الإشارة إلى بعض المقالات التي تم نشرها في كبريات الصحف العالمية والمحلية حول مستقبل العالم بعد كورونا. ففي يوم 17 مارس، قام توماس فريدمان بنشر مقال في جريدة نيويورك تايمز بعنوان: «التقسيم الجديد للتاريخ: العالم قبل كورونا والعالم بعده".
وقد استبدل الكاتب بذكاء كلمة كورونا (Corona)، بكلمة (Christ) وهو تاريخ مولد السيد المسيح عليه السلام، في إشارة إلى أن تأثير جائحة كورونا ربما يكون مشابها لتأثير مولد السيد المسيح، في تشكيل عالم جديد مخالفا تماما لما كان عليه الوضع قبل وقوع الجائحة الحالية.
وكان السؤال الأساسي الذي ناقشه الكاتب هو» هل ستتغير الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، بل والنظام العالمي بعد الجائحة؟ وكانت الإجابة ببساطة نعم.
وأشار الكاتب إلى أن النظام العالمي الجديد سوف ينهي على النظام الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية. وأن عالما جديدا سوف يتشكل، وسوف تكون الكلمة العليا فيه للبحث العلمي (العلماء)، والرعاية الصحية (الفرق الطبية)، والخبراء في إدارة الأزمات والكوارث وحماية البيئة، وهي الفئات التي لا تلقي اي اهتمام من إدارة الرئيس ترامب.
وقد تمت الإشارة إلى دراسة نشرتها ميشيل جلفاند (Michelle Gelfand) من جامعة ميريلاند الأمريكية في جورنال العلوم بعنوان:
» Rule Makers، Rule Breakers: How Tight and Loose Cultures Wire the World."
وفي هذه الدراسة تم تقسيم المجتمعات إلى مجتمعات متشددة (محافطة وملتزمة بالقواعد والقوانين) مثل الصين وسنغافوره وكوريا الجنوبية، ومجتمعات متساهلة (لينة في تنفيذ القواعد والقوانين) مثل الولايات المتحدة وإيطاليا والبرازيل. وأن البلاد في المجموعة الأولي (المتشددة) هي المجتمعات التي عايشت عبر تاريخها المجاعات والحروب والكوارث الطبيعية والجائحات الميكروبية، وهي نفسها المجتمعات التي واجهت الجائحة الاخيرة بإجراءات صارمة، وهي نفسها التي تعافت بسرعة. أما دول المجموعة الثانية (المتساهلة)، والتي لم تواجه تحديات كبيرة في تاريخها، فقد بدت مترددة ومتأخرة في اتخاذ إجراءات صارمة، ولذا فقد دفعت ثمنا باهظا، وخسرت المعركة ضد فيروس كورونا المستجد.
أما مجلة السياسة الدولية (Foreign Policy) فقد قامت باستطلاع آراء 12 من الخبراء في السياسة والاقتصاد، والعلوم الاجتماعية، والمفكرين والكتاب المرموقين في العالم. وهي الدراسة التي قام بنشرها موقع» يورونيوز عربي» بتاريخ 24 مارس بعنوان؛ أي عالم ينتظرنا بعد كورونا؟ سيناريوهات ما بعد الوباء.
بمحاولة خلق تصور لما سيكون عليه شكل العالم بعد الجائحة الحالية.
وأشار الخبراء إلى عدة تغييرات جوهرية سوف يشهدها العالم في مرحلة مابعد كورونا أهمها؛
أولًا: صعود الحركات القومية والأنظمة السلطوية، وتراجع في ممارسة الديمقراطية بشكلها الحالي.
ثانيا: حدوث تغييرات في موازين القوى العالمية، وظهور الصين كبديل لأمريكا في المركز الجديد للعولمة. وإن كان هناك تشكك في أن تكون هناك قوة واحدة مسيطرة، وفي الغالب سيكون هناك عالم متعدد الاقطاب.
ثالثا: نهاية العولمة بشكلها الحالي، وحدوث تغييرات جوهرية في شكل العلاقات والتجارة الدولية.
رابعا: اختفاء الرأسمالية بشكلها الحالي، وظهور رأسمالية جديدة أقل توحشا وأكثر مرونة. وربما يتقلص دور الشركات العملاقة في حركة التجارة العابرة للحدود وخاصة بعدما أظهر الفيروس الجديد أن الانفتاح الكبير قد يجلب معه أمراضًا مميتة في غضون أيام معدودة.
وفي محاولة لعرض وجهة نظر المفكرين والكتاب العرب، قام قسم المتابعة الإعلامية في (البي بي سي عربي) بتاريخ 23 مارس، بنشر تقرير بعنوان: فيروس كورونا: هل سيتغير شكل العالم بعد الوباء؟ جاء فيه:
أولا: احتمال كبير لمزيد من التضامن والعمل الجماعي بين الدول. فقد أظهرت الجائحة أن أيا من بلدان العالم مهما بلغت درجة ثرائه وقوة نظامه الصحي فلن يكون قادرا على التصدي للوباء بمفرده. واهتم الكتاب العرب بالاشارة إلى أن الجائحة قد نجحت في وقف الحرب مؤقتًا في اليمن وسوريا وليبيا، وهي الحروب التي فشل النظام العالمي في وقفها بسبب الخلافات السياسية بين الدول.
ثانيا: ضرورة تفعيل دور الأفراد والمؤسسات والجمعيات غير الحكومية (NGOs) مع الحكومات لمواجهة الأزمة. لقد أثبتت الجائحة ان حصر مسئولية التصدي للمرض في الأجهزة التابعة للدولة، لن يكون فعالا ولا ناجحا. وأن الجهود التي تقوم بها مؤسسات المجتمع المدني، هي مسئولية تقع على عاتق كل فرد من أفراد المجتمع.
ثالثا: إعادة هيكلة شكل مؤسسات الدول العربية من الداخل. كشفت الأزمة الحالية أن دولا كثيرة، تعاني من قصور في مقدرة مؤسساتها على المواجهة، مما يستدعي إعادة هيكلة مؤسسات تلك الدول من الداخل وإعادة طريقة اختيار القيادات.
رابعا: رؤية الازمة من منظور ديني، فقد تكررت في الصحف العربية جملة «هل كورونا غضب إلهي وعقاب رباني؟» وذهب بعض الكتاب المصريين، ومنهم عماد الدين اديب، وأحمد إبراهيم؛ إلى اعتبار أن جائحة الكورونا هي نوع من أنواع الغضب الإلهي. وفي نفس السياق فقد ذهب العديد من الكتاب العرب إلى ضرورة التفرقة بين مسببات الجائحة والعقاب الإلهي. وأن الاعتقاد بأن وقوع أي مصيبة أو كارثة هو لغضب من الله، سيقود إلى إلغاء بقية الأسباب الفاعلة في انتشار الظاهرة، وهذا بدوره يخلق عقلية سلبية غير قادرة على البحث والابتكار وإيجاد طرق للحل والعلاج.
ومهما كانت وجهات النظر في مسببات وتداعيات جائحة كورونا، ومهما بلغت الخسائر المادية والبشرية الناتجة عنها، فمن الواضح أن عالم مابعد كورونا سوف يكون مخالفا لما قبلها. أدعو الله سبحانه وتعالي أن تمر الأزمة بأقل الخسائر، وأن تتكاتف كل القوي الدولية للقضاء على الجائحة والتغلب على آثارها. وأن تستوعب البشرية الدروس والعظات من هذه الأزمة، وأهمها أن يصبح الإنسان أكثر تعاونا وتسامحا، وأقل تكبرا وتغطرسا. وأن تعم الأخلاق الحميدة التي جاءت بها الديانات السماوية، وأن ينتهي ظلم الإنسان لأخيه الإنسان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.