تحل اليوم الإثنين ذكرى ثورة 23 يوليو 1952، وسط جدل وانقسام غير مسبوق بين المصريين، فللمرة الأولى يطالب البعض بعدم الاحتفال بالثورة، لأنها من وجهة نظرهم أرست الحكم العسكري في مصر، الذى يطالبون بإنهائه، بينما طالب البعض الآخر باستمرار الاحتفال بثورة 23 يوليو، لأهميتها في تاريخ مصر. وربما ساهم فى إشعال هذا الجدل غير المسبوق حول الاحتفال بثورة يوليو حساسية الظرف الذى تأتى فيه ذكرى الثورة هذا العام، بعد انتخاب أول رئيس مدنى، الذى يأتى فى نفس الوقت من جماعة الإخوان التى لها تاريخ متوتر وملىء بالذكريات السيئة مع نظام عبدالناصر، وبروز صراع على السلطة بين رئيس يسعى لانتزاع صلاحياته وبين المجلس العسكرى، الذى بدا للكثيرين أنه يستخدم القانون والدستور كأداة للبقاء فى السلطة وتحجيم الرئيس المنتخب على الرغم من تسليمه السلطة له، فضلًا عن شخصنة الكثير من القوى الثورية والشبابية للمؤسسة العسكرية فى شخص من يمثلوها أو أعضاء المجلس العسكرى، نتيجة لاختلافها مع سياسات المجلس العسكرى طوال إدارته للمرحلة الانتقالية، التى جاءت من وجهة نظرهم معادية للثورة وتسعى لتصفيتها واختزالها لتصبح مجرد حركة إصلاحية تقتلع حاكم وليس نظامًا. لأول مرة يتحول الاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو إلى مصدر للخلاف بين المصريين، ما بين مؤيد ومعارض، وهو ما اتضح بشدة على "موقع تويتر"، فمنذ أمس دشن نشطاء "هاش تاج" جديد بعنوان "يناير ضد يوليو"، الذى كتب فيه المؤيدون والمعارضون تعليقاتهم وآرائهم، التى عكست جدلًا وانقسامًا شديدًا بين رواد الموقع حول رغبتهم فى الاحتفال بثورة يوليو أو إلغاء الاحتفال بها والاكتفاء بالاحتفال بثورة 25 يناير على اعتبار أنها ثورة شعبية وليست انقلابًا عسكريًا كسابقتها، على حد قولهم. وقد تفجر هذا الجدل بشدة عقب ما كتبه أحمد ماهر، المنسق العام لحركة 6 أبريل ومؤسسها، منذ يومين عبر حسابه على "تويتر" قائلا: "لو حد عايز ينزل يوم 23 يوليو يبقى يطالب بإنهاء حكم العسكر، مش ينزل يحتفل بثورة العسكر واستمرار حكم العسكر"، حيث تعرض بسبب ما كتبه لهجوم عنيف من نشطاء ورواد بمواقع التواصل الاجتماعى من المحسوبين على التيار الناصرى، الذين دافعوا عن ثورة يوليو وإنجازات عبدالناصر مهاجمين ماهر بشدة. فيما أكد الناشط السياسى وائل غنيم، أن ثورة يوليو جزء مهم من تاريخ مصر الحديث، رافضًا قراءة التاريخ بمنطق "ضد" و"مع" واصفًا ذلك بالأمر الخاطئ، موضحًا فى تغريدة له اليوم على حسابه على موقع تويتر: "للثورة إنجازات كثيرة وإخفاقات عديدة، والأهم هو الاستفادة والتعلم من دروس الماضى بإنجازاته وإخفاقاته بعيدًا عن التأليه، والتنزيه عن الخطأ، وكذلك بعيدًا عن جلد الذات والتخوين".