تعد أمراض العيون من أهم وأدق الأمراض التي يخشاها صاحبها، فتجده سرعان ما يتوجه للطبيب لعلاجها والاطمئنان على سلامة عينيه خوفًا من حدوث مضاعفات نظرًا لأهمية هذا العضو في جسد الإنسان. ومع تطور طب العيون، خلال السنوات الأخيرة أصبح لكل مشكلة حل سهل وسريع، وبتقنيات عالمية لإنهاء كل الأزمات التي تتعرض لها العين سواء نتيجة مرض وراثي أو عوامل خارجية، وهو مايطمئن مرضى العيون بالأخص في كل مايخص العلاج بالليزك لمريض قصر أو طول النظر فأصبحت تلك العملية من أسهل العمليات على الإطلاق بأمان عالٍ جدًا لتصحيح الإبصار، مما يجعل المريض مطمئنا عند الإقدام عليها، وهو مايُفسره لنا الدكتور وليد حازم عطية أستاذ طب وجراحة العين بجامعة القاهرة، وزميل جامعة ميجل هيرنانديز - إسبانيا، باستفاضة في كل مايخص عملية الليزك والمريض في السطور التالية.. كيف يعرف مريض العيون أنه يحتاج لإجراء الليزك ؟ أي شخص يرتدي النظارة ومحتاج أن يتخلى عنها هو شخص يحتاج لإجراء تصحيح الإبصار وأول حاجة يفكر فيها هو عمل الليزك، ولكن يجب أن ينتبه المريض لضرورة التعامل مع طبيب خبير وأمين ومتخصص حتى يُشخص له حالته بشكل صحيح ولا يخدعه تحت المسميات التجارية الواهية المروّجة حاليًا، فنصيحتي بضرورة التعامل مع أهل الثقة المتخصصين فى تلك التقنية والخبرة الواسعة، في ذلك المجال حيث أصبح هناك تطور كبير في أنواع الليزك، وهكذا أجهزة الفحوصات. وما الشروط التي يجب توافرها في المريض لإجراء الليزك ؟ يختار طبيب العيون مريض الليزك وفقًا لعدة معايير يجب أن تتوافر من أجل الإقدام على إجراء تلك العملية وتصحيح الإبصار، وتلك المعايير تتلخص في: - ألا يقل سن المريض عن 18 عامًا، فمن الصعب إجراء الليزك لشخص أقل من 18 عامًا إلا في حالات محدودة جدًا. - ثبات النظر من أهم العوامل لإجراء الليزك فالشخص الذي يعاني من تراجع ملحوظ في درجات النظرلايمكن أن يتم إجراء الليزك له فيجب أن يتم مقارنة مقاساته القديمة ومقارنتها مع الجديدة، ففي حال التقارب يتم إجراء العملية بأمان، أما في حال عدم وجود ثبات ننتظر حتي تتقارب الدرجات ويجب ألا يُجازف الطبيب في تلك الحالة خوفًا من النتائج السلبية التي قد تجعل المريض يعود ليرتدي النظارة الطبية من جديد بسبب الاستعجال. - بعد التأكد من ثبات النظر وتوافر عامل السن يدخل المريض على مرحلة الفحوصات الطبية. - استبعاد حالات ارتفاع ضغط العين، حيث إنه ممنوع أن يجري مريض ضغط العين عملية الليزك ولكنه من الممكن أن يجري الليزر السطحي. - استبعاد المرضى الذين يعانون درجات متقدمة جدًا من أمراض المناعة المسببه لجفاف العين والأمراض العضوية في العين بصفة عامة. - ممنوع الاقتراب من مريض القرنية المخروطية بالليزك، فلابد أن يتعالج وفقًا لمرضه فقط، فهو مرض متدهور وقد يؤدي إلى مضاعفات شديدة في الإبصار، واكتشافه المبكر قد ينقِذ عين المريض ويجنبه الكثير من المضاعفات. ما المعلومات التي يجب معرفتها للمرضى فوق ال40 عامًا؟ يكون للسن تأثير كبير على الليزك حيث إن بداية من سن ال18 عامًا حتى 40 عامًا يمكن لمريض العيون أن يجري عملية الليزك ولا يستعين بنظارة للقراءة نهائيًا، أما فيما بعد عمر ال40 عامًا فسوف يستطيع المريض ممارسة أنشطتة اليومية بدون نظارة ولكن يجب ارتداء نظارة للقراءة فقط. وجه نصيحتك للأطفال الذين يحتاجون عملية الليزك وهم تحت 18 عامًا؟ أنصح الأباء والأمهات بضرورة عمل كشف على عين أبنائهم للاطمئنان عليها بداية من سن 6 سنوات، حيث إنه من الصعب إجراء الليزك للأطفال إلا في حالة واحدة وهي ضعف النظر في عين واحدة مقارنة بالأخرى لأكثر من ثلاث درجات، ذلك سوف يؤدى لحدوث كسل للمريض في العين الضعيفة، لذلك يمكن إجراؤها، لأن مركز الإبصار في العين يكتمل تكوينه عند 11 عامًا، لذلك سيعاني الطفل من الكسل فى العين الضعيفة مدى الحياة. هل وصلت عملية الليزك لدرجة عالية من الأمان؟ في البداية أود التنويه أننا نتعامل مع شخصية ليست مريضة، فهو شخص طبيعي ولكنه يعاني أنواع ضعف فى الإبصار سواء قصر أو طول النظر أو استجماتيزم، فيكون الشخص يحتاج لارتداء نظارة طبية حتى يرى مثل غيره ولكنها أحيانًا تُمثل عائقا عند البعض، لذلك يلجأون لإجراء الليزك وتصحيح الإبصار للتخلص منها. عملية الليزك اختيارية وليست إجبارية حيث إن عدد حالات الليزك حول العالم وصل لمئات الألوف في اليوم الواحد ولكن يجب على المريض عندما يذهب للطبيب ألا يغلق رأيه ويتعنت بضرورة إجراء الليزك، فمن المفترض أن يمنح الطبيب الحرية من أجل اختيار العلاج الأمثل والأنسب لحالته حتى يتلقى العلاج المناسب بالتقنية الملائمة له، ففي بعض الأحيان تمنح تقنية زرع العدسة للمريض نتائج أفضل، وفي تلك الحالات يكون لليزك مضاعفات يمكن تجنبها باستخدام تقنيات أخرى. ما التطورات التي دخلت على الليزك خلال السنوات الأخيرة؟ تطورت عملية الليزك بشكل كبير جدًا خلال السنوات الأخيرة عن طريق تطور الأجهزة المستخدمة، ففى عام 1997 عندما كنت أجرى رسالة الدكتوراه الخاصة بى فى إسبانيا، وكان الليزك هو موضوع رسالتى كنّا نقوم فقط بإدخال مقاسات عيون المريض فى جهاز الليزك ونفحص المريض فحصا بسيطا عبارة عن سمك القرنية وتضاريس للقرنية بطريقة بدائية لو كانت القياسات جيدة ومناسبة نقوم بإجراء العملية، ولكن حاليا حدث تطور مذهل فى أجهزة الليزك وأجهزة التشخيص والتقنيات المستخدمة، فبدلاً من تصوير القرنية وفحصها عن طريق استخدام 10 آلاف نقطة نقوم بفحص ملايين النقاط لقرنية العين، حيث أصبحت النتائج دقيقة جدًا وتُمكننا من الحصول على قياسات دقيقة، ليس مجرد قياس السطح الخارجي فقط ولكن الداخلي أيضا للقرنيةً، وكذا تشخيص كافة الأسباب التى تؤدى لحدوث بعض الأعراض البصرية مثل ضعف الرؤية الليلية، وأيضًا الكثير من المعلومات التى أتاحت للطبيب المتخصص فى تلك الجراحات اختيار أفضل التقنيات.