تنطلق غداً الخميس، الدورة الرابعة عشرة من بينالي الشارقة، وذلك في المباني الفنية التابعة لمؤسسة الشارقة للفنون بمنطقة المريجة. تأتي هذه الدورة التي تقام بعنوان "خارج السياق" متشكلة من ثلاثة معارض رئيسية هي: "رحلة تتخطى المسار"، و"صياغات لزمن جديد"، و"ابحث عني فيما تراه"، والتي جرى تقييمها من قبل زوي بُت، وعمر خُليف، وكلير تانكونس. يشارك في هذه الدورة من بينالي الشارقة ما يزيد على 80 فناناً محترفاً وناشئاً من جميع أنحاء العالم. وستضم المعارض الثلاثة أكثر من 60 تكليفاً، إلى جانب العديد من الأعمال التي لم تقدم من قبل، والتي سيجري عرضها في عدة مواقع من إمارة الشارقة وتشمل: ساحة المريجة، وساحة الخط، وساحة الفنون، واستوديوهات الحمرية، ومواقع أخرى في مدينة كلباء وإمارة أم القيوين. يستكشف مفهوم الدورة الرابعة عشرة "خارج السياق" إمكانات وأهداف إنتاج الفن في ظل الصعوبات التي يفرضها الواقع والمتمثلة في التحكم في الأخبار المتداولة، واستحالة التاريخ إلى محض خيال، والتشتت الدائم لأفكار "المجتمع"، وخضوع الحدود والمعتقدات لإعادة تفاوض مستمر، في حين تتعرض الثقافة المادية لتهديد دائم من الدمار البشري وتدهور المناخ. يعتبر السياق المكرّس أو "حجرة الصدى" في الثقافة الشعبية لقباً لوسائل الإعلام الإخبارية المواربة والمصادر المصاحبة لها والتي يتم تعزيزها بنظام مغلق، وهي شبكة يتم التحكم فيها من قبل المصادر الخاصة والحكومات والشركات. وهي أيضاً استعارة عن الهيمنة التاريخية لرأس المال والأنظمة الثقافية والاجتماعية والسياسية التي تملي عليها إمكانية الوصول والإنتاج والتوزيع، وهذا التودّد ل"رأس المال" (وبالتالي إعطاء الامتيازات) له صورة معينة، ولغة، ومهارة، وتاريخ،وجغرافيا. وبصورة ملموسة أكثر، "حجرة الصدى" هي المكان الذي يصطدم فيه الصوت ويعكس صداه، حيث تتكرر الذاكرة والخيال عبر السطح، وعبر الفضاء، وعبر الزمن. إن مفهوم "خارج السياق" لا يقترح "كيف تغادر" هذا السياق، بل يسعى إلى مناقشة سلسلة من الاستفزازات حول كيف يمكن للمرء إعادة التفاوض على شكل وصيغة ومهمة هذه الغرفة، نحو تعدد الأصداء في الداخل، مثل اهتزاز يمثل أشكالاً هائلة من الإنتاج البشري؛ طقوسه ومعتقداته وعاداته. ويشهد برنامج فعاليات بينالي الشارقة 14 العديد من عروض الأفلام المستقلة، التي تهدف إلى خلق منصة مختلفة لمحبي السينما في دولة الإمارات. ويتضمن البرنامج مجموعة مختارة من الأفلام، تعرض أسبوعياً في الفترة ما بين 15 مارس إلى 26 أبريل 2019، في سينما سراب المدينة بمنطقة المريجة. وتتنوع الأفلام المقدمة ما بين أفلام روائية وتجريبية ووثائقية ذات صلة بمحاور المعارض الرئيسية الثلاثة، في حين تركز الأفلام التي تعرض خلال شهر أبريل على ممارسة الفنان "كيدلات تاهيميك". كما تقدم المؤسسة خلال فترة انعقاد بينالي الشارقة عدداً من البرامج التعليمية التي تتماشى مع مفهوم "خارج السياق" وتركز على أبرز التقنيات والأساليب الفنية التي تطرحها الدورة الحالية. وتتضمن البرامج الموجهة للكبار والأطفال ورش عمل مستوحاة من أعمال الفنانين المشاركين والتي تركز على موضوعات التصوير الفوتوغرافي، والرسم، والكتابة، وعروض الأداء. بينما تركز ورش العمل الموجهة لذوي الإعاقة على مهارات التصوير الفوتوغرافي، وصناعة الدمى، والرسم، وصناعة الأدوات الموسيقية، والفن الإسلامي. أما البرنامج الموجه للمدارس ومراكز الناشئة فيطرح مجموعة من ورش العمل والرحلات الميدانية التي تتناول عدة موضوعات من ضمنها الفن التجريدي، والهندسة المعمارية، والقصص المصورة. جدير بالذكر أن الدورة الرابعة عشر من بينالي الشارقة جاءت بدعم من فان كليف آند آربلز (الراعي الذهبي)، وشركة نفط الهلال (الراعي الفضي). كما قدم الدعم العيني من قبل بلدية الشارقة، هيئة الطرق والمواصلات في الشارقة، هيئة كهرباء ومياه الشارقة، شركة بيئة واقتصادية دبي. والدعم الثقافي من قبل المعهد الفرنسي في الإمارات و المعهد الفرنسي في فرنسا. ويُعدّ بينالي الشارقة من أهم التظاهرات الثقافية في العالم العربي؛ فقد لعب منذ انطلاقته عام 1993 دوراً مهماً في تفعيل المشهد الفني في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة مشكّلاً منصة عرض لأهم ما تشهده الحركة الفنية حول العالم، كما استطاع أن يشكّل جسراً ثقافياً بين الفنانين والمؤسسات الفنية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.